إشراقة : شكـر بـلا كـفـر


ما أعظم النعم التي تستوجب الشكر، وبعضها لا ينعم به إلا القليل من الناس، قال  : >نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ<(رواه البخاري).

نعمة الفراغ إذا كفر بها الإنسان وضيعها في التبطل والكسل، فإن الله يسلط عليه فتن الحياة فلن تجد له سبيلا للنجاة.

فلهذا جعل الله العبادة في الإسلام تذكر بهذه النعمة، وتشعر بالاهتمام بها والمحافظة عليها.

ففي الصلاة يقول الله تعالى : {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا} وفي الصيام: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}. وفي الزكاة {وآتوا حقه يوم حصاده}. وفي الحج : {الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج ….}.

وهكذا يأمر الله بمراقبة الوقت عند العبادة، بل نجد أن مراقبة الوقت من أوله، واستغلاله من بدايته يجعل الأجر أعظم، والثواب أكثر، قال  : >من غدا إلى الجمعة في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن غدا في الساعةالثانية فكأنما قرب بقرة، ومن غدا في الساعة الثالثة فكأنما قرب شاة، ومن غدا في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن غدا في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة<(متفق عليه).

وأعظم من ذلك في هذا الموضوع ما جاء في قوله  : >إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة- أي غرسة – فإن استطاع أن لا تقوم الساعة حتى يغرسها فليغرسها<(رواه أحمد وغيره).

فالمسلم يستغل نعمة الوقت لو أدركته آخر لحظة من لحظات الدنيا.

جاء في وصية أبي بكر الصديق ] : >إن لله عملا بالنهار لا يقبل بالليل، وعملا بالليل لا يقبل بالنهار<.

وفي البخاري قال  : >أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ الستين<، أي لم يبق له عذر إن لم يقدم صالحا لنفسه.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>