ظمت جمعية النبراس أيام 8- 9 ماي 2004 ندوتها السنوية حول قضايا المجتمع، وقد كان شعار هذه الدورة : المجتمع والأخلاق، دورة المهدي بنعبود رحمه الله.
ويأتي طرح موضوع الأخلاق استجابة للمشروع الثقافي العام للجمعية الذي يجعل من الثقافة البانية ثقافة للإنجازوالفعل والعطاء ومقاومة مظاهر الانحلال والتخلف الأخلاقي في مواجهة ثقافة الاستهلاك والاستغراب في النموذج القيمي الغربي الذي أصبح جزءا من الحرب الأخلاقية التي يخوضها دعاة الصدام مع الإسلام ومحاربته بدعوى الارهاب ونشر قيم التحرر والحداثة!!
وقد بدأت الندوة بكلمة الافتتاح التي ركزت على أهمية العمل الثقافي الذي يرتبط بقضايا المجتمع الحقيقية وينزل مفاهيمه في إطار مشاريع عملية هدفها إعادة صناعة جمهور التلقي الذي اغترب وسط الاستهلاك الإعلامي، وخاصة إعادة ربطه بالمفاهيم التأسيسية المجردة عوض الاكتفاء بالانفعال المؤقت مع القضايا المشخصة كالقضية الفلسطينية والعراقية وغيرها من القضايا التي تناولتها الجمعية في أنشطة سابقة، دون كنه أبعادها الأخلاقية والحضارية والمفاهيم التي يجب أن يستوعبها جمهور التلقي من أجل فهم أكثروعيا للحرب الحضارية ومختلف تمظهراتها.
كما كان التأكيد على أهمية شعار الندوة الذي استدعى المرحوم المهدي بنعبود بصفته من أوائل المجددين في النظرية الأخلاقية الاسلامية بالمغرب، ومن العلماء العاملين الذين جاهدوا المستعمر من أجل تمكين المغرب من هويته الاسلامية ومنظومته القيمية.
لقدأهمل أغلب الفاعلين بما فيهم الفاعلون الاسلاميون المشروع الأخلاقي وأبعاده الإصلاحية والتنموية والعمرانية، وفي هذا الإطارجاءت ندوة الجمعية لهذا الموسم.
وقد كان برنامج الندوة مشتملاً على أربعة محاور هي :
المحور الأول :مفاهيم البناء الأخلاقي :
وتحدث خلاله ذ. أزعاج عبد المجيد عن موضوع الأخلاق من منظور ثقافي، كما تطرق ذ. بدر المقري إلى موضوع الرؤية الأخلاقية عند المهدي بنعبود.
المحور الثاني :مظاهر التفكك الأخلاقي في المجتمع، وقد كان موضوعها الإعلام والقيم نموذج السينما قدمه ذ. اليعقوبي عماد.
وكان المحور الثالث : مؤسسات المجتمع والتجديد الأخلاقي، تحدث فيه كل من ذ. عبد المجيد بنمسعود في موضوع المنظومة القيمية وإصلاح التعليم ود. عمر آجة في موضوع قيم الأسرة وعمران المجتمع.
وفي المحور الأخير : ملامح المشروع المجتمعي الأخلاقي، تحدث ذ. هواري شرود عن الهوية الأخلاقية في مواجهة الحداثة.
وانتهت الندوة بكلمة ختامية تم من خلالها التنصيص على تأسيس ورشة الدراسات الأخلاقية والتقرير السنوي للتنمية الأخلاقية.