افتتاحية : رسالَتُنَا الخُلقية هي التي صنعت لنا الهيبة والحضارة والرِّسالةُ الأمنيّة الآن هي التي تَحْفِرُ القبورَ وتُوردُنَا الخَسَارَة


الناظر لأحوالنا : شعوبا، وأفراداً، وحكاما، ومحكومين، وبعضَ من ينتسبون للفكر والثقافة حقيقة أو تطفُّلاً.. لا يُسَرُّ بالوضع الذي نحن عليه من جميع النواحي وبدون تفصيل. إلا أن أعظم المصائب تأتي من العيش بدون هدف ولا أمل في المستقبل سواء كان المستقبل دنيويا فقط أم دنيويا وأخرويا، لأن برامج التعليم، والإعلام، والاقتصاد، والسياسة لا تُخْرِج إلا التائهين المومنين بمقولة >لَكَ السَّاعَةُ التِي أنْتَ فِيها< مع أن غيْرنا تَهافَتُوا على الدنيا بهمة عالية، فنجحوا في استخراج أسباب التسخير، واهتدوا إلى معرفة قوانين استغلال ثروات شعوبها الجاهلة الضعيفة بدون اصطدام فيما بينهم. أما نحن فعلى ما عندنا من نصوص قرآنية وحديثيّة تحثُّنا على أن نعيش بهدف، فالحياة العملية تقول عكس هذا، لأن الحياة بدون هدف عبثٌ في عَبثٍ، اسمع إلى قول الله تعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ومَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُوتِهِ مِنْهَا وماَ لَهُ في الآخِرَةِ مِن نَصِيب}(الشورى : 18) وقال  : >مَن كَانَت الدُّنيا هَمُّه فرّق اللهُ عَلَيْه أمْره، وجَعَل فقْرَهُ بَينَ عَيْنَيْه، ولمْ تَاتِه مِن الدُّنْيا إلاَّ ما كُتِبَ له، ومَنْ كانَتْ الآخِرة نِيَّتَهُ، جَمَع الله أمْرَهُ، وجَعلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِه، وأتَتْهُ الدُّنْيَا وهِي رَاغِبَةٌ<(رواه ابن ماجه).

والمفروض في المسلمين بصفة عامة وأولياء أمورهم بصفة خاصة أن تكون همتهم الآخرة، لتكون سياستهم للناس وللمسلمين مطبوعة بطابع الخوف من الله أولا، وابتغاءِ الأجر منه عز وجل في الآخرة ثانيا، وبذلك تكون نِظرتهم لمن تحت أيديهم مَبْصُومةً دائما ببصمات العطف والحنان والرفق وحسن التوجيه، والتفاني في خدمة مصالحهم مهْما بَدَر منهم من سوء فَهْمٍ، وسُوء أدَبٍ، وقسوة معارضة جارحة أحيانا، فإن الصبْرَ لذلك كله ومعالجتَه بالحكمة يقْلِبُ الأمورَ رأسا على عقب.

ولم يقع كل هذا وأكثر منه للرسول  عبثاً، وإنما وقع ليَقتدِي به من وضعه الله في المسؤولية نائبا عن الرسول في تسيير شؤونها، وقسمة الأموال بين أفرادها بالعدل والسوية، والانتصاف للمظلوم من الظالم، فالمشاكل إنما كثرت بعد اتساعِ الفتح وتدفقِ الأموال، وبُرُوزِ أصْحاب الطمع والارتزاق.

فلقد زاحموه  في حُنين -حيث كانت كثرة الغنائم- حتى اضطروه إلى شجرة، فقال لهم : ليس لي والله من مالكم هذا، ولا هذه الوبَرَة -شعرة من شعر البعير- ليطمئنوا على حقوقهم، أو على العطايا التي ستعطاهم تألفاً لقلوبهم على الإسلام.

بل أكثر من ذلك جاء رجُلٌ كَثُّ اللِّحية مُشرف الوجْنَتَيْن، غائر العَيْنَيْن، ناتِئ الجَبين، محلوق الرأس، فقال : اتّق الله، فقال  : >فَمَنْ يُطِعِ اللّهَ إنْ عَصَيْتُه أيأمَنُنِي على أهْلِ الأرْضِ ولا تأمَنُونِي<؟!.

ثم أدبر الرجل، فاستأذن أحدُ القوم في قتله، فقال  : >إنَّ مِن ضِئْضِئِ هَذا -مِنْ أصْلِه وجِنسِه- قوْماً يَقْرَأُون القرْآن لا يُجَاوِزٌ حَنَاجِرَهُم، يَقْتُلُون أهْلَ الإِسْلامِ ويَذَعُونَ أهْلَ الأوْثَانِ، يمْرُقُون منَ الإِسْلامِ كَما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لَئِنْ أدْرَكْتُهُم لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ<(رواه الشيخان).

واضحٌ من الحديث أن أصحاب السياسة الأمنية كانوا موجودين مع الرسول  ومستعدِّين لتحكيم السيف في كل سوء أدب، أو في جراءة جاهلية جارحة، ولكن الرسول  كان يعلمهم أن سياسة السيف لا تنشئُ أمة متحابّة متآخية متعاونة على الخير بصدق الإيمان وطهارة القلب، وحُبِّ المسؤول محبة طاعة لله تعالىليس فيها خوف أو طمع وتملق. وأمّا سياسة السيف فتنشئ كبْتاً وجُبْناً وذلا وحٍقداً دفيناً ينتظر ساعة الانفجار، فيدمِّر في لحظات ما بُني في عشرات السنين، وتتناسل الأحقاد والظنون السيئة، وتتأصل العداوات، ويستعين الكبار بأعداء الأمة للقضاء على الفتن، وتستعين المعارضة بأعداء الأمة لإزاحة الكبار عن كراسيهم التي يَرَوْن أنهم جلسوا عليها بغير حق، لتجلس المعارضة أيضا بغير حق، وهكذا دواليك ذاهبٌ بغير حق، وجالسٌ بغير حق، وطامعٌ متآمر آخر بغير حق، لتبقى الأمة كلها دائرة في فلك الأهواء التي لا نهاية لها، ولا نهاية لمآسيها. وأخطر مآسيها على الإطلاق أنها تترك الأمة بلا رسالة ولا أهداف، ولا أخلاق، وإنما هي عبارة عن مُتَهَارِشِينَ على الدنيا، وما للدنيا شرّفهم الله عز وجل بالقرآن الكريم، واصطفاهم ببعثة النبي الخاتم إمام المرسلين.

ومثالٌ ثانٍ أوضحُ في الرفض للسياسة الأمنية. ففي غزوة المريْسيع -أو بني المصطلق- وقع اصطدام على الماء بين أجِير لعمر بن الخطاب يقال له “جَهْجَاه” و”سِنان بْنِ وبَر الجُهَني” فصرخ الجُهني يا للأنصار، وصَرخً جهجاه : يا للمهاجرين. فغضب عبد الله بن أبي بن سلول، وقال : “أوَقَدْ فَعَلُوها؟!! قَدْ نَافَرُونا، وكاثَرُونَا في بلادِنَا، واللَّهِ ما أَعُدُّنا وجَلابِيبَ قُرَيْش إلاَّ كَمَا قال الأوَّلُ : سَمِّنْ كَلْبَكَ يأْكُلْك. أما واللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنا إلى المدِينة ليُخْرِجَنّ الأَعَزُّ مِنْا الأَذَلّ”.

وقد وصلت القولة الشنيعة إلى رسول الله  ومعه عمر بن الخطاب ]، فقال له عمر : >مُرْ به عبادَ بْنن بشر فليقْتُلْه< فقال رسول الله  : >فَكَيْفَ يا عُمَر إذاَ تَحَدَّث الناس أنّ محمداَ يَقْتُل أصْحابَه< ومرْت أيام ونزل الوحْي يُصدِّق ما بلغَ رسول الله ، فجاء عبد الله بن عبد الله بن أبي يقول للرسول  إن كنت قاتلاً أبي فمُرْني بأن أحمل بنفسي رأسه إليك. فقال له  : >بَلْ نَتَرَفَّقُ بِهِ ونُحْسِنُ صُحْبَتَهُ مَا بَقِي معنا< ثم قال لعمر : >كَيْف تَرَى يا عُمر؟! أمَا واللَّه لوْ قتَلْتُهُ يوْمَ قُلْت لي أقْتُلُه لأرْعَدَتْ لَهُ آنَف لوْ أمرْتُها اليومَ بِقَتْلِهِ لقَتَلَتْهُ< قال عمر : >قدْ واللِّهِ علمْتُ، لأمْرُ رسُولِ الله أعْظَمُ بَرَكَةً منْ أمْرِي<.

الحادثة واضحٌ فيها الجُرم الخياني الكبير للدولة المؤسسة شرعا وقانونا، وواضح العَزْمُ الصريح على النيل من رئيسها والثورة عليه وعلى أصحابه بدون مبرّر لوجود معارضة مشروعة، فلا مشروع له يقابل به مشروع الدولة الإسلامية، ولكن معارضته تنفيسٌ عن أحقاد شخصية لا صِلة لها بالمصلحة العامة. فالجريمة المُوجبة للقتل متوفرة، ولكن النظر السياسي البعيد يعامله بالترفق به والإحسان له، إذ في ذلك إطفاءٌ لأحقاده، وفضحٌ لأهدافه الخبيثة، لتُوفِّر له فرصةَ الندم من جهة والتوبة إلى الله إذا أراد الله به خيرا، فإذا لم يتُبْ قُتل سياسيا بإقبار أفكاره، وانعزال أتباعه، وبذلك يُكفى شرُّه من دون إراقة دم، وإراقة عَطْفٍ وتأسف عليه.

ولكن عندما أصبح المشروع الإسلامي مرتبطا بالأشخاص وليس بالمبادئ والأفكار، كان ضروريّا أن يوجد المعارضون للأشخاص الذين جلسوا على الكراسي بدون رضا الشعوب، هذه المعارضة اقتضت وجود سلطة قاهرة تخضع المعارِض للحاكم بالقوة، بدُون لا حوار ولا اقناع ولا توافق، فظهر زياد بن أبيه، وعبيد الله بن زياد، والحجاج بن يوسف ليوطِّدوا الأمر للحاكمين بلغة واحدة هي >إِنِّي أرَى الدَّمَاءَ تَتَرَقْرَقُ بيْن العَمَائِم واللِّحَى< وما أشبه ذلك من لغاتِ المتسلطين التي دفعت الى تأسيس الحركات السرية للانتقام وزحزحة الحكم الظالم، ليقوم مكانه حكم آخر يسير على نفس النمطِ، إرغامُ الناس على الرضا بحكم أشخاص يدّعون وحدهم أنهم هم الإسلام.

وبذلك كان الحجاج وأضرابه أول من سنُّوا السياسة الأمنية لوزراء الداخلية في عصرنا الذي أصبح فيه كل فرد من أفراد الشعب متهماً حتى تثبُت براءتُه، وكُلُّ واحد من المسؤولين صغاراً وكباراً مُبَرَّءً ليس حتَّى تثبتَ إدانته، ولكنه مبرأُُ براءةً قُدسِيَّة دائمة، ولذلك لا يُنتظر من كبار قومنا أن يعترفوا بأخطائهم -لأنهم فوقها- ولا يُنتظر منهم الاعتذار لشعوبهم، فكلامهم شبهُ وحْي يُتلى وينفذ.

انظر إلى الفضائح المالية والخلقية والسياسية التي تَثْبُتُ في حق الكثير منهم، هل حوكم أحدٌ منهم؟! سُرقت الملايير وهُربت للخارج أووقع التحايل عليها داخل البلد، ومع ذلك فالقضاء مشلول شللاً تاما إزاء الكبار، وأبناء الكبار، وأقارب الكبار، وأصهار الكبار. فهل بهذه الأخلاق والأفكار والسياسات نسود ونعيش محترَمين بين قَوْم أعداءٍ لديننا، ولكنهم تبَنَّوا أخلاقاً كُنا نحن أجْدَر بها وأحقَّ.

تأمَّلْ هذه الأمثلة تعرفْ الفرق :

1) أخطأت أمريكا خطأ فادحاً عند احتلالها للعراق، وأخطأت أكثر فأكثر عندما عاملت السجناء بما هو معروف للخاص والعام، ولكنها اعتذرت، ونفس الشيء فعلته بريطانيا. استقلت الهند تقريبا عند ما بدأت الدول الإسلامية تتحرر واحدة تلو الأخرى، فأين هي الهند اليوم ديمقراطية وتقدماً، وأين نحن تخلفا واستبداداً، هل اعتذر الكبار، واعتذر الأحزاب، واعتذر الوزراء عما سببوه للشعوب من تخلف جعلنا في الصفر قاعدين، وفي الفقر منغمسين، وفي الذل غارقين.

من أوقد الحرب الخليجية الأولى؟ ماذا كان هدفها؟ هل اعتذر أحدٌ من الأموات والأحياء الذين أوقدوها، فكانت تلك الباب الكبيرةَ لنكبة فلسطين والعراق اليوم؟! والباب الذي زاد العرب تمزيقا على تمزيق؟؟.

2) وقعت في اسبانيا كارثة 11 مارس 2004، فكم أُمسك وسُرح، وكم أمْسِك وحوكم لثبوت التهمة عليه، واستفاد الشعب، وانتهت الأزمة، وانطلق يبْني بدون عُقَدٍ؟! لا نتكلم هنا عن المقارنة، وعما قاءتْه الأقلام من أفكار تكرس العنصرية والتخلف الفكري المتطفل على الحداثة.

3) يوم عُرس ولي عهد إسبانيا خرج الكثير من المتظاهرين يعترضون على البذخ والإسراف في الإنفاق على العُرس، هل تابعهم أحد؟ هل حُوكم بعضهم؟! هل كُتبت ملفات سرية لهم؟؟.

4) كم حاربت بريطانيا ايرلاندا، وكم ضاعت من الأموال والأنفس؟؟ وأخيرا انطفأت الحرب بالحوار واستؤنفت المسيرة الصحيحة بدون عُقد، ولا غالب ولا مغلوب.

وكذلك الشأن بين ايريتيا واليمن؟؟ وبين إيرتيا وأثيوبيا؟! وكذلك الشأن بين الصوماليين فيما بينهم، فهم الآن في طريق التفاوض والتصالح.

5) معضلة السودان بين الشمال والجنوب استمرت أكثر من واحد وعشرين سنة، وأخيرا انتهت إلى الحل عن طريق التفاوض والتفاوض.

6) في الجزائر أكثر من عقد ونصف من الزمان والمعارك محتدمة لا لشيء، ولا لهدف يخدم مصلحة الشعب حقيقة، وإنما كانت لأهواء مريضة بحب “الآنا” الحجاجية، وأخيرا اهتدى العقلاء الى التصالح الذي سيحقن الدماء ويحفظ الأمن، ويعطي كل ذي حق حقه بعد أنْ تُبيّن الحقوق والحدود التي يسطِّرها العقلاء النزهاء من كل الأطراف لتَضْمن التعايشَ الكريم والتحاكمَ العادل لدى الهيآت المستقلة ذات الثقة.

ولقد مر المغرب بتوترات منذ الاستقلال عرف فيه مختلف التجارب الأمنية، ولكنه أخيراً اقتنع بأن الحلول الأمنية غير مجدية، فانتهج سياسة التحاور والتوافق التي خُتم بها القرنُ الماضي، ونرجو تعميق التجربة واغناءَها بالأفكار والسلوكات النظيفة من كل الخلفيات المريضة، حتى تصل إلى ما نرجوه له من أن يكون نموذجا يحتذى به في التصافي والتراضي بين مختلف الشرائح المتساكنة فيه.

7) نختم بأطرَفِ حادثة وقعت في الأسابيع الماضية، وهي أن “ينز أموزر” مواطن ألماني يبلغ من العمر 52 سنة، مدرس عاطل، عَمَدَ هذا المواطن إلى صَفْع المستشار الألماني “شرودر” مدّعيا أنه فعل ذلك دفاعا عن جميع العاطلين. أُمْسك به -طبعا- وسيُعرض على المحاكم، إلا أن الطريف في الأمر أنه سيُتابَع وحده، ويقول المهتمون بالقضية والعالمون بالقانون أنه سيُحكم عليه إما بغرامة مالية، أو حكما بالسجن لمدة أقصاها عام واحد، عام واحد فقط، ولقد أعرب المتهم عن الرغبة في الاعتذار لشودر بصفته إنسانا، وليس بصفته مستشاراً. (الأحداث المغربية 03/5/29)

اقرأ هذه الحادثة وتأمّل لو حدثت لكبارنا ماذا كان سيحدث؟؟ وهم الذين قدّسوا أنفسهم واستراحوا؟! وتأمَّلْ من كان سيتابَع في مثل هذه من أقارب وأصدقاء ومخالطين، وكم يسْتغترق التحقيق، وكم سيُسجن ويُعذب ويُسْحل ويعدم أو يموت تحت التعذيب.

بأخلاقنا هذه نزلنا للمستوى الذي نحن فيه، وبأخلاقهم الإنسانية هذه جَعَلُوا من أنفسهم رُسلا لتحضيرنا حداثيا وديمقراطيا وحقوقيا لا لسواد أعيُننا، ولكن ليقضُوا على ديننا الذي شوهناه بسلوكنا، وليقولوا لنا إن دينكم غيرُ صالح فطلِّقوه لتبتلعَكم طاحُونَتَنا المادية.

فهل نعجب بعد هذا إذا كنا نرى أن بعض الدول الغارقة في الدماء مازالت تنادي بالاستئصال للعنف، بطريقة واحدة هي العنف، بدون أن تفكر في استئصاله بالحوار والتفاوض والاستماع للخصم المعارض بتجرد ونزاهة، وتوسيط العقلاء ليقربوا هُوّة الشقاق والخلاف، وآنذاك يفرح الحاكمون والمحكومون بالأمن الحقيقي، أما الادعاء بأن العنف ليس من الإسلام، فكذلك الديكتاتورية، والظلم، والاستئثار بالسلطة والأموال وتهميش المرأة والمستضعفين والاستخفاف بآرائهم ليس من الإسلام أيضا؟!. إن الله عز وجل سمع شكاية امرأة من فوق سبع سماوات فأنصفها، وعمر بن الخطاب قال : أصابت امرأة وأخطأ عمر، فلم يحطّ ذلك من قدره.

فمتى تتاح الفرصة للشعوب لتختار رؤوسهابحرية، وسوف لا تختار بإذن الله تعالى إلا الخيار الذين قال فيهم رسول الله  : >خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الذِينَ تحبُّونَهُم ويُحبُّونَكُم ويَُصَلُّون عَلَيْكم وتُصلُّون عليهِم<(رواه مسلم). وهؤلاء قطعا سوف لا يواخذون بالظِّنة، ولكنهم سيتبعون قول الرسول الأكرم >ادْرَأُوا الحُدُودَ عَنِ المُسْلِمِين ما اسْتَطَعْتُمْ، فإنْ كانَ لَهُ مَخْرجٌ فَخَلُّوا سَبِيلَهُ، فإنَّ الإِمَامَ لأَنْ يُخْطِئَ فِي العَفْوِ خَيْرٌ مِن أنْ يُخْطِئَ فِي العُقُوبَةِ<(رواه الترمذي) وهذا في المجرمين وليس في المفكرين المنادين بالإصلاح.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>