مع كتاب الله عز وجل: تفسير ســورة التغـابن {يا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إنَّ مِنْ أزْواجِكُمْ وأوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لكُمْ فاحْذَرُوهُم وإنْ تَعْفُوا وتَصْفَحُوا وتَغْفِرُوا فإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}


الهجرة خارج الأوطان تسهم كثيرا في إفساد العلاقات الأسرية

الذي يريد القرآن أن يفهِّمنا إياه، هو أن الأمور قد تنحرف، وأن الزوجة والزوج قد يكون كل واحد منهما عدوا مانعا لصاحبه من الوصول إلى الخير في الدنيا وفي الآخرة، فعليه أن يتنبه ولا يكون غافلا، وعليها أن تنتبه ولا تكون غافلة، فهذه ظاهرة إنسانية يقف القرآن، عندها، ويقول : إذا كنتم تريدون أن تؤسسوا مجدا، وتكوِّنوا حضارة، فلا بد أن تَرْعَوا أبناءكم وأزواجكم إذا ، فهؤلاء الذين يخرجون الآن من أوربا ليجوبوا بلاد المسلمين ويتعلموا لغتهم ولهجاتهم، وينشروا الخلاف بيننا، ليس حبا في المسلمين، بل ليصل بنا إلى نتيجة معينة مثل ما هو الأمر في الدول الافريقية كليبيريا ورواندا وغيرها، فأحسن وسيلة لتكسير هذه الشعوب المتخلفة هو إثارة النعرات والبربرية والأمازيغية وغيرها، ولقد شاهدتم ما وقع بين الهوتو والتوتسي والذي ذهب ضحيته ملايين الخلق، كل هذا ما سببه؟ أليس العصبية، ها أنتم ترون الفظاعات والمآسي التي تقع في العالم بسبب فكرة منتنة، وهي التي تسير في ركابها فكرة العصبية، وإلغاء فكرة الأمة، ولو كانت الأمة إسلامية بالمعنى الصحيح لما بقيت هذه الحزازات ولبقينا إخوة من هنا إلى  كاراتشي، ولكن نحن نُقَزِّمُ أنفسنا في الوقت الذي يُقوِّي فيه عدوها نفسه، فعدوها الجاثم على صدرها يمتلك 200 قنبلة نووية، ونحن لا زلنا نتناقش بأي اللهجات نتحدث هل بالعربية؟؟ أم الأمازيغية؟؟ أم الفرنسية؟؟ أم ماذا؟؟.

إنها الفتنة التي تستهدف شغلنا عن الاتجاه الصحيح لتنمية أنفسنا بقوة العلم والإيمان، وقوة الاقتصاد والوحدة.

أنظروا إلى الغباء الممارس علينا، شَغَلَنا بالبحث عن الهوية، أي من نحن، أبعد 15 قرنا تسأل أخاك من أنت؟ هل بعد هذه المدة نبحث جميعُنا من نحن؟؟

فكر سقيم، وطريق عقيم يؤدي إلى الفرقة والتشتت والميوعة، التي تسود بسبب انعدام التربية الاسلامية داخل الأسر والمؤسسات الاسلامية، وبسبب إهمال الأولاد والأزواج وتركهم يتلقون الثقافة من أعداء الامة، فهل يُنتظر غيرُ العداء بين أفراد الأسرة الواحدة، وهل يُنتظر غير الشرود والتيهان عن الهوية الإسلامية والوطنية، وتلك قَاصِمَةُ الدهر التي حذرنا الله تعالى منها.

وتعظم المصيبة أكثر عندما يتنصَّر أولادنا دينا، وفكرا وعاطفة، في أوطاننا، أو في ديار الغربة ونحن لا نبالي بالأخطار المتوقعة في المدى القريب أو البعيد، ألم تنفصل تيمور الشرقية عن الدولة الأم : اندونيسيا؟ وجزيرة الملوك في الطريق؟ ألا يهدف التنصير ببلادنا إلى إحداث أقاليم نصرانية ستطالب بالاستقلال في وقت ما؟ بدين غير ديننا، ولغة غير لغتنا، وفكر غير فكرنا؟ وبعد ذلك سلام على الوطن، والدين، والأمة، وسلام على الوحدة التي هي في الحقيقة أساس القوة؟ فهل هناك أخطر من هذه النتيجة المؤلمة التي تعتبر هي الحالقة؟

صُورٌ للتصدع داخل الأسر

إننا اليوم نشاهد بالمحسوس، ما يقع من خلافات بين الزوج والزوجة. فقد يكون كلاهما مانعا للأخر من خير دنيوي، أما بالنسبة للآخرة وهي بَيْتُ القصيد فالأمر أيضا واضح، إن هذه الزوجة مطلوب منها أن تساعد زوجها على تقوى  الله، والزوج مطلوب منه أن يُسند زوجته وهي ماضية في طريق الله، لكن إذا اختلَّت هذه العلاقة يقع المحظور، رُبَّ زوجة تكون مانعة للزوج عن أن يصل إلى أن يؤدي عبادته على الوجه الصحيح ورُبَّ زوج يمنع زوجته عن أن تصل إلى العبادة الصحيحة وهذا موجود في المجتمع، وحينئد لا نَشُكُّ في أن كل واحد من هؤلاء عدو للآخر، إذا كانت المرأة لها مَشْرَبٌٌ آخر غير ديني، كل شهواتها وهمومها أشياء تافهة، فاستجابة الزوج لمطالب هذه الزوجة هي انتحار في الحقيقة، أي أنه يَنْفُضُ يده من الدين جملة وتفصيلا.

والعكس أيضا أصبح يقع وهو أن بعض النساء يكن نساء فاضلات تقيات، والأزواج هم الذين يتشددون، رجل يمنع زوجته من الحجاب ويهددها بالطلاق إن هي ارتدت الحجاب، فهذا بلا شك رجل فتنة، وعدو للمرأة يريد أن يفتنها عن دينها، هذا رجل يمنع زوجته من النوافل يمنعها من الصيام، يمنعها من أشياء وأشياء، هذا رجل يريد أن تَحْضُرَ معه زوجته الحفلات الماجنة ليُرى  أن له زوجة متحضرة، هذا رجل يريد أن يقدم زوجته هدية لرؤسائه ليسموَ في أعينهم، لينال رُتَبا، هذا رجل يريد أن تكون إلى جانبه امرأة مكشوفة، لتزول عنه تهمة الأصولية والتدين، هذا رجل يريد أن يهيئ نفسه لأشياء وأشياء،  فالضحية في كل هذه الأشياء هي الزوجة، والنتيجة زوجان عدوان يتعايشان بدون المودة والرحمة التي جعلها   الله بين الزوجين.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>