أرى أن يومين غير كافيين للحكم على الملتقى برمته، ولكن ما حضرته من عروض كان أحيانا لا يرقى إلى المستوى المطلوب خصوصا تلك التي كان محورها هو علال الفاسي، لأنها لم تتجاوز كونها استعراضا تاريخيا لمعلومات عن هذا العلامة المغربي، وهي معلومات يمكن الحصول عليها بسهولة بتصفح كتاب أو اثنين حول سيرة هذا الكاتب.
< مارأيك عن المسرح الإسلامي. خاصة في المغرب؟
> المسرح الاسلامي شكل من أشكال التعبير التي تبحث عن التواصل والاستمرارية بكيفية مخالفة واعية مستعملة الكلمة سلاحا فعالا لفعل التغيير الذي ينشده الأدب عامة.
وهو كل مسرح اجتماعي، خلقي، هادف، لأنه يربي المواطن ويقرب إليه مقاصد الدين الإسلامي بطريقة أخاذة فنية بمعنى أنه يتضمن عددا من المعاني والقيم الاسلامية، متبعا ـ لفظا أومعنى ـ بعض ما ورد في القرآن الكريم أو في السنة النبوية ا لشريفة.
هو أيضا مسرح سياسي إلى جانب كونه مسرحا إيمانيا يسعى إلى توكيد مبدأ التوحيد، هدفه تغيير الكائن من أجل الممكن، أي أنه مسرح متحرك نحو الفعل/العمل/ التغيير البناء.
يبقى الإشكال المطروح هو كيف يتحقق هذا النوع من المسرح على مستوى الشكل. لأن المسرح الإسلا مي يواجه مجموعة من العراقيل أهمها كيفية توظيف العنصر الأنثوي في هذا المسرح. وهل يكفي أن تكون المرأة متحجبة لكي يتاح لها صعود الخشبة السحرية؟
من أهم العراقيل أيضا نظرة الجمهور إلى المسرح بصفة عامة إذ أن الزمرة الكبرى تعتبر أب الفنون وسيلة لتحصيل المتعة واللذة ليس إلا. مما يفرض على بعض المهتمين بالمسرح خلق مسرح هابط تحت شعار “الجمهور عاوز كدة”.
لذلك أرى أنه من الأولويات تربية ذوق الجمهور بالدعوة إلى مسرح راق، ومحاولة استقطاب مبدعين إسلاميين لتكوين “ربرتوار” لنصوص إسلامية نغترف منها، وتتضمن من بين ما تتضمنه نصوصا موجهة للأطفال باعتبارهم رجال الغد.
————–
(ü) حياة خطابي أستاذة باحثة، ومدرسة لغة عربية، لها اهتمام بالقصة القصيرة. نشرت بعضها في بعض المجلات والجرائد المغربية.