تمخضت دارا النشر الأمركيتان (OMEGA2001)و(Wine press) فقذفتا لنا أخيرا، آيات شيطانية أسمياها “الفرقان الحق”.. وهو ليس سوى “الكتاب المقدس” للقرن الحادي والعشرين !! أو سمه إن شئت كتاب السلام!! أو مصحف الأديان الثلاثة!! قدم له عضوا اللجنة المشرفة على تدوينه وترجمته ونشره المدعوان “الصفي” و”المهدي” ـ كما ورد في مقدمته ـ وذكرا بأنه للأمة العربية خصوصا وإلى العالم الإسلامي عموما.
مصحف “الفرقان الحق” المزعوم يقع في 366 صفحة من القطع المتوسط ومترجم إلى اللغتين العربية والإنجليزية ويوزع في الكويت على المتفوقين من الطلبة في المدارس الأجنبية الخاصة.. التي أصبحت مرتعا خصبا للمنصرين، للتأثير على فلذات أكبادنا وبث ثقافة الاستسلام في أذهان الأجيال القادمة من أبنائنا وبناتنا، حتى يردوهم عن دينهم الإسلامي الحنيف.. لاسيما أن الشباب يمثلون طموح الأمة وقادة المستقبل، فها هي أصابع التغيير وجهود التنصير ومخاطر حقبة “السلام” تتسلل إلى عقول أبنائنا وتعبث بمعتقداتهم وقيمهم وأفكارهم.
حرب باردة خفية تدور على أبنائنا في ظل غفلتنا وانشغالنا بأعباء الحياة وتكالب الأعداء على أمتنا الإسلامية.
- يبتدئ المصحف المزعوم بمقدمة مسمومة ترسخ وتؤصل للخلط العقدي وحرية الأديان في مفردات تنصيرية، زاعمة أن “الفرقان الحق” لكل إنسان بحاجة إلى النور بدون تمييز لعنصره أو لونه أو جنسه أو أمته أو دينه.
- يتألف من 77 سورة مختلقة وخاتمة.. ومن أسماء تلك السور المفتراة “الفاتحةـ المحبة ـ المسيح -الثالوث -المارقين -الصَّلب -الزنى -الماكرين -الرعاة -الإنجيل – الأساطير -الكافرين -التنزيل -التحريف -الجنة – الأضحى -العبس -الشهيد…إلخ”.
- ويفتتح بالبسملة الطامة بقولهم :
“بسم الأب الكلمة الروح الإله الواحد الأوحد.. مثلث التوحيد.. موحد التثليث ما تعدد”.
يتجلى فيه خلط واضح لمعنى “الإله” فهو “الأب” كما زعمت النصارى ومثلث التوحيد وهو الإله الواحد الأحد كما يعتقد المسلمون.
- ثم تأتي سورة “الفاتحة” المزعومة بتلبيس إبليس في مطابقة اسمها لفاتحة القرآن العظيم.. ثم سورة النور.. ثم السلام.. وهكذا.
- وفي سورة السلام المفتراة حشو للإفك والباطل وتلفيق واضح، ومن آياتها : “والذين اشتروا الضلالة بالهدى وأكرهوا “عبادنا” بالسيف “ليكفروا” بالحق ويؤمنوا (بالباطل) أولئك هم أعداء الدين القيم وأعداء عبادنا المؤمنين”.
فمن ذا في عصرنا يُكره المؤمنين ليكفروا بالحق غير أعداء الله من اليهود والنصارى؟
- ثم يأتي التصريح بالنصرانية ليكشف عن مكنون صدورهم في السورة ذاتها بقولهم افتراء على الله :
“يا أيها الناس لقد كنتم أمواتا فأحييناكم بكلمة الإنجيل الحق.. ثم نحييكم بنور الفرقان الحق”.
ثم يتجلى التحريف والعبث بآيات القرآن العظيم في كل “آيات” ذلك.
- ثم تأتي الفرية في الكذب على الله بقولهم: “لقد افتريتم علينا كذبا بأنا حرمنا القتال في الشهر الحرام ثم نسخنا ما حرمنا فحللنا فيه قتالا كبيرا”!!
وهكذا يحللون لأنفسهم القتال في الأشهر الحرم، ولعلهم يقصدون بذلك حربهم التي شنوها في رمضان وفي الأشهر الحرم أخيرا.
- ثم يتوالى الكفران والبهتان في مثل قولهم في سورة التوحيد المزعومة :
“وما كان لكم أن تجادلوا عبادنا المؤمنين في إيمانهم وتكفروهم بكفركم فسواء تجلينا واحدا أو ثلاثة أو تسعة وتسعين فلا تقولوا ما ليس لكم به من علم وإنا أعلم من ضل عن السبيل”.
- وفي سورة “المسيح” التي خطتها أيديهم الآثمة :
“وزعمتم بأن الإنجيل الحق محرف بعضه فنبذتم جله وراء ظهوركم”.
وبذلك يستنكرون على القرآن بيان حقيقة تحريفهم للإنجيل والتوراة.
- ويتبع ذلك اتهام المسلمين بالنفاق في مثل قولهم :
“وقلتم : أمنا بالله وبما أوتي عيسى من ربه، ثم تلوتم منكرين.. ومن يبتغ غير ملتنا دينا فلن يقبل منه. وهذا قول المنافقين”.
- يستنكرون على المسلمين اتباع الإسلام وينكرون قوله تعالى : {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}
- وفي سورة “الصلب” قالوا كفرا :
“إنما صلبوا عيسى المسيح ابن مريم جسدا بشرا سويا وقتلوه يقينا.”
يردون قول الله عز وجل : {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم}.
- وفي سورة “الثالوث” زعموا كفرا :
“ونحن الله الرحمن الرحيم ثالوث فرد إله واحد لا شريك لنا في العالمين”.
- فأي طفل يصدق وحدانية الله عز وجل في هذا السياق الثالوثي الساذج؟ وأي معادلة تحتمل الوحدانية والثالوثية ثم الخاتمة بأنه لا شريك له؟
- وفي السورة ذاتها إنكار سافر لأسماء الله الحسنى وصفاته العلى بقولهم :
“إن أهل الضلال من عبادنا أشركوا بنا شركا عظيما فجعلونا تسعة وتسعين شريكا بصفات متضاربة وأسماء للإنس والجان يدعونني بها وما أنزلنا بها من سلطان. وافتروا علينا كذبا بأنا الجبار المنتقم المهلك المتكبر المذل وحاشا لنا أن نتصف بإفك المفترين وتنزهنا عما يصفون”.
- فأي مصحف هذا الذي ينكر قوله تعالى في القرآن العظيم : {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}.. وقوله عز من قائل : {هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحـــان الله عما يشركون} (الحشر : 32).
- وما لبث الكفار أن ظهرت مكنونات صدورهم وخبايا سرائرهم في سورة “الموعظة” وخوفهم من الجهاد ورغبتهم في نشر ثقافة الاستسلام والخضوع والضعف والجبن في ديار المسلمين وعقائدهم بقولهم :
“وزعمتم بأنا قلنا قاتلوا في سبيل الله وحرضوا المؤمنين على القتال وما كان القتال سبيلنا وما كنا لنحرض المؤمنين على القتال إن ذلك إلا تحريض شيطان رجيم لقوم مجرمين”.
- هل أصبح الجهاد حراما؟ وهل أصبح أمر الله بتحريض المؤمنين قول شيطان رجيم؟ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
- وفي سورة الصلاح” المكذوبة نفي لمعاداة الكافرين والبراءة من الضالين الملحدين بقولهم افتراء على الله : “يا أيها الذين ضلوا من عبادنا هل ندلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تحابوا ولا تباغضوا وأحبوا ولا تكرهوا أعداءكم، فالمحبة سنتنا وصراطنا المستقيم.. وسكوا سيوفكم سككا ورماحكم مناجل ومن جني أيديكم تأكلون”.
- يريدون بذلك أن يصبح المسلمون أهل جزية وصغار، وأهل زروع ودنيا ومصانع السلاح بأيديهم، والقوة ملكهم وحدهم فأين هم من قول الله عز وجل في القرآن العظيم : {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}؟
- ويتوالى الجرم الأعظم والتعدي على الله عز وجل بقولهم رفضا للقرآن العظيم في السورة ذاتها :
- ولا تطيعوا أمر الشيطان ولا تصدقوه إن قال لكم : كلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم”.
ـ ويتواصل الرفض لاستخدام القوة في قتال الكفار أعداء الله بقولهم في السورة المزعومة نفسها. “وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة كافرة بالمحبة والرحمة والسلام”!!!
- ثم يتعمدون مساواة الطهر بالخبث والنجاسات ومساواة النكاح بالزنى في سورة “الطهر” بقولهم على الله زورا وكذبا : “وما كان النجس والطمث والمحيض والغائط والتيمم والنكاح والهجر والضرب والطلاق إلا كومة ركس لفظها الشيطان بلسانكم وما كانت من وحينا وما أنزلنا بها من سلطان”.
- وفي السورة المزعومة ذاتها منتهى التألي على الله عز وجل، والكفر بما أنزل من آيات بينات بقولهم افتراء عليه : “وقلتم إفكا لا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا.. وأمرتم باقترافه مثنى وثلاث ورباع أو ما ملكت أيمانكم، ولا جناح عليكم إذا طلقتم النساء فإن طلقتموهن فلا يحللن لكم من بعد حتى ينكحن أزواجا غيركم.. فهل بعد هذا من زنى وفحش وفجور”.
تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.. إنهم يصفون تعدد الزوجات بالزنى، والطلاق كذلك.
- وفي اختلاق وتجن على الله تأتي سورة “الغرانيق” المزعومة وكأنها سورة النجم في قرآننا العظيم مع تحريف سافر بقولهم :
“يا أيها الذين كفروا من عبادنا لقد ضل رائدكم وقد غوى.. إن هو إلا وحي إفك يوحى.. علمه مريد القوى.. فرأى من مكائد الشيطان الكبرى.. كلما مسه طائف من الشيطان زجره صحبه فأخفى ما أبدى.. وإذا خلا به قال : إني معك، فقد اتخذ الشيطان وليا من دوننا.. فلا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس إذ ينزل عليه رجزا.”
وياله من كفر بواح.. وشرك صراح.. وتعد على الله ورسوله وإنكار للإسلام.
- ثم اتهموا الإسلام بامتهان المرأة كما تزعم جمعيات حقوق الإنسان الغربية الكافرة بأن الإسلام جعل المرأة المسلمة سلعة تباع وتشترى بقولهم على الله كفرا وزورا : “وهن حرث لكم تأتون حرثكم أنى شئتم، ذلك هو الظلم والفجور فأين العدل والخلق الكريم؟ وبدأنا خلقكم بآدم واحد وحواء واحدة فتوبوا عن شرك الزنى ووحدوا أنفسكم بأزواجكم.. فللزوج الذكر الواحد زوجة أنثى واحدة وما زاد عن ذلك فهو من الشيطان الرجيم. فالمرأة بشرعتكم نصف وارث فللذكر مثل حظ الأنثيين وهي نصف شاهد فإن لم يكن رجلان وأمرأتن فللرجال عليهن درجة، وهذا عدل الظالمين… وإذا خشيتم عليهن الفتنة غيرة احتبستوهن بقولكم : قرن في بيوتكن ألا ساء حكم الظالمين قرارا. فأي سلعة تبتاعون وأي بهيمة تفتنون وتسوسون؟”
قد أغاظهم سماح الإسلام للمسلمين بالزواج مثنى وثلاث ورباع، وبتشريع الإسلام للطلاق حلا في نهاية المطاف للمشكلات الزوجية العقيمة، واستنكروا تشريع الإسلام للميراث وتقسيماته بين الذكر والأنثى.
ـ وفي سورة “الزنى” افتروا على الله القول:”يا أهل السفاح من عبادنا الضالين : لقد دفعتم بأنفسكم إلى الزنى بما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع أو ما ملكت أيمانكم فعارضتم سنتنا في الإنجيل الحق بأن من نظر لأنثى بعين الشهوة، فقد زنى بها في قلبه السقيم، ومن أشرك بزوجة أخرى فقد زنى وأوقعها في الزنى والفجور”.
ـ وفي سورة ” المنافقين” يصفون الله عز وجل بالشيطان -حاشا لله، وتعالى عما يصفون- بقولهم : “ومكرتم ومكر الشيطان والشيطان خير الماكرين.. وطبع الشيطان على قلوبكم وسمعكم وأبصاركم فأنتم قوم لا تفقهون”.
ـ وفيما زعموا سورة “الجزية” ينفون القتال والجزية بقولهم افتراء على الله : “وزعمتم بأننا قلنا : قاتلوا الذين لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون.. يا أهل الضلال من عبادنا : إنما دين الحق هو دين الإنجيل والفرقان الحق من بعده فمن ابتغى غير ذلك دينا فلن يقبل منه فقد كفر بدين الحق كفرا”.
تلك أمانيهم أن نكفر بالقرآن العظيم وبآيات الله عز وجل ونتبع إنجيلهم المحرف وفرقانهم المكذوب على الله ولكن هيهات لهم.
ـ وفي سورة الضالين” الشيطانية إنكار لوحدانية الله عز وجل وشرك به في مثل قولهم : “وقال الشيطان لأوليائه : أنا ربكم الأحد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي بينكم كفؤا أحد.. فأنا الملك الجبار المتكبر القهار القابض المذل المميت المنتقم الماكر الضار المغني.. لقد أعددت لكم جنات تجري من تحتها الأنهار فيها خمر وولدان ونساء وحور عين وكل ما تشتهون.. ألا ساء الشيطان ربا وساءت جناته وتبا لأوليائه الكافرين”.
هاهم ليقينهم بالضلال وخوفهم من جند الله المجاهدين ينفون مجددا عن الله كل آية في قرآنه العظيم فيها ذكر للقتال أو الجبروت من صفاته والقهر لأعدائه.. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل يتجاوزه إلى إنكار الجنة ونعيمها وأنهارها وحورها العين.. حسبنا الله ونعم الوكيل.
-وفي مضاهاة قوله عز من قائل : {يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون} زعموا زورا وافتراء على الله في السورة المزعومة ذاتها بقولهم: “ياأيها الذين ضلوا من عبادنا تبشرون أنفسكم بأن لكم الجنة تقتلون وتقتلون في سبيلنا، لقد ضللتم إذ صدقتم بشراكم، فما كان سبيلنا إلا رحمة ومحبة وسلاما..”
- ومن فرط ضلالهم وغوايتهم قلبوا النور ظلمة والظلمة والضلال نورا ومن ذلك قولهم في سورة “الإخاء” : “يا أيها الناس إنما تتلى عليكم آيات الشيطان مضللات ليخرجكم من النور إلى الظلمات فلا تتبعوا وحي الشيطان واتخذوه عدوا لدودا”.
- وفي معرض دفاعهم عن إنجيلهم وتوراتهم المحرفتين قالوا في سورة (الأنبياء) المختلقة : “ومسحتم بلغوكم قول التوراة والإنجيل الحق فألبستم الحق باطلا والإيمان كفرا وافتريتم أقوالا ما أنزلنا بها من سلطان”.
- ولا يتوقف الافتراءوالكفر والزور على الله عند هذا الحد بل يتهمون رسولنا الكريم محمد بالإفك، فيذكرون ذلك صراحة وكفرا في قولهم في السورة ذاتها : “وحذرنا عبادنا المؤمنين من رسول أفاك كشفوا إفكه وسحره المبين، فهو رسول شيطان رجيم لقوم كافرين”.
-ومن ذلك أيضا قولهم في سورة (الأميين) : “فهو الذي بعث في الأميين رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته فاتبعوه إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا”.
-وفي الحرب على صلاة المسلمين ومساجدهم وصد الناس عنها يقولون في سورة “الصلاة” : “والحسنة بلا صلاة خير من سيئة مع الصلاة.. إن الذين يقيمون الصلاة في زوايا الشوارع والمساجد رياء كي يشهدهم الناس ذلكم هم المنافقون.. فمن نوى أن يصلي فليدخل داره ويغلق بابه”.
ونرد عليهم بقول الله عز وجل : {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه}.
- ويكررون رفضهم القاطع للقتال في سبيل الله كما في سورة “الملوك” : “وزعمتم بأنا قلنا : قاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم ألا إن من يأمر بالقتل فليس بإله سميع عليم إن هو إلا شيطان زنيم”.
ـ ويتابعون ذلك الإفك بقولهم في سورة (الطاغوت) : “وافتروا على لساننا الكذب بأنا اشترينا من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيلنا وعدا علينا حقا في الإنجيل. ألا إن المفترين كاذبون. فإنا لا نشتري نفوس المجرمين إنما اشتراها الشيطان اللعين. وبرأهم المنافقون فقالوا : وما قتلتموهم ولكن الله قتلهم. ألا إنا لا نقتل عيالنا لنغنم مع القتلة والمعتدين”.
-وفي سورة”الشهادة” يؤكدون التجسيد والتمثيل لإلههم وينسبون الأبوة والبنوة لله عز وجل تعالى الله عما يأفكون : “وشبه لكم الحق فما فقهتم للتجسيد معنى وما فهمتم للأبوة والنبوة مغزى وما أدركتم للفداء مرمى وما علمتم من أمور الروح أمرا”.
-ويتمادون في غيهم وكفرهم بالله ورسوله بقولهم في سورة المشركين : “فقد أشرك بنا من شاركنا إطاعة عبادنا إذ قال : من يطع الرسول فقد أطاع الله، وهذا هو الشرك العظيم. واشرك بنا من شاركنا استجابة عبادنا إذ تلا : استجيبوا لله والرسول ولا يستجيب للمشرك إلا المشركون. وأشرك بنا من شاركنا الحكم بين عبادنا إذ قال : إذا تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول.. فأنى يحكم بالقسط من كان ظلاما لعبادنا المؤمنين. وأشرك بنا من أشركنا في غنائمه وأنفاله إذ تلا : الأنفال لله والرسول وإنا لفي غنى عن أنفال المعتدين وأسلاب المجرمين وأشرك بنا من شاركنا تبرئة عبادنا إذ تلا : براءة من الله ورسوله وأشرك بنا من شاركنا الصدق إذ تلا : لقد صدق الله ورسوله وأنى يصدق من كان من الكاذبين”.
-وفي سورة (الكبائر) تشويه لصورة الجنة في قلوب المؤمنين بقولهم : “يا أيها الذين كفروا من عبادنا الضالين. لقد جعلتم من جناتنا مواخر للزناة، ومغاور للقتلة، ومخادع رجس للزانيات، ونزل دعارة للسكارى والمجرمين.. فسيماؤكم كفر وشرك وزنى وغزو وقتل وسلب وسبي وجهل وعصيان. إن الذين كفروا بما قلنا في الإنجيل وقتلوا المؤمنين من عبادنا فقد حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة ومالهم من ناصرين ومن يبتغ غير الإنجيل الحق والفرقان الحق كتابا هاديا فلن يقبل منه”!!!
- وفي سورة الأضحى المزعومة ينكرون أن يكون القرآن من عند الله بقولهم : “وقلتم : هو من عند الله وما كان من عندنا”
- وفي اعتراضهم السافر على الأضحية في الإسلام وما تحمله من معاني الفداء والتضحية ما جاء في السورة المزعومة نفسها : “ويا أهل العدوان من عبادنا الضالين. تسفكون دماء البهائم أضحيات تبتغون مغفرة ورحمة من لدنا عما اقترفت أيديكم من قتل وزنى وإثم وعدوان. إنما أضحية الحق والإيمان قلب طهير يتفجر رحمة ومحبة وسلاما لعبادنا ورفقاء بالبهائم”
ـ ويفرد الزنادقة الملحدون الكافرون سورة “الجنة” في وصف جنتهم المزعومة وتشويه الجنة التي وعد الله عباده المتقين بقولهم افتراء عليه : “أما جنة الشيطان فكهوف تعج بالقتلة والكفرة والزناة. متكئون على سرر مصفوفة والمسافحات مسجورات في المواخر، يطوف عليهم ولدان اللواط بأكواب الرجس والخمر الحرام، ويطعمون لحوم البهائم والطير جياع من لا يشبعون ولا يقنعون”.
وما ذا بعد
والله ما زدت حرفا على ما ذكروا افتراء وزورا على الله في كتابهم المزعوم. وما ازددت إلا حنقا وغضبا وحقدا على هؤلاء الكافرين. واهتز كياني واقشعر بدني وتزلزلت أركاني وأنا أقرأ مضطرا تلك الآيات الشيطانية على عكس ما زعموا في سورة “المحرضين” بقولهم : “ومن يقرأ الفرقان الحق نجعل بينه وبين الذين كفروا حجابا مستورا وننزل السكينة في قلوب المؤمنين”.
ووالله إني لشعرت بالشياطين تنخطف من حولي ولساني ينعقد بتلك الكفريات ولا يكاد يبين ولم أستطع بعد ذلك إكمال القراءة في ذلك الرجس الشيطاني اللعين
وإنا له لحافظون
وهكذا استعرضنا وإياكم بعضا من تلك الآيات الشيطانية التي حواها مصحف النصارى الجديد الذي ضمنوه افتراءاتهم وكذبهم على الله عز وجل.
وأيا كان مدعي النبوة ومفتري الآيات، سواء أكان مسيلمة الكذاب أم سجاح أم سلمان رشدي أم تسليمة نسرين أم.. فإنه لا يعدو أن يكون نصيرا للشيطان وكافرا بالله، عدوا له، وحسبهم جهنم وبئس المصير.
ومهما تآمر أعوان الشيطان ومهما خطت أناملهم القذرة ومخالبهم اللعينة، فإننا في يقين واطمئنان بأن الله غالب على أمره، وأن النصر والعزة لهذا الدين وإيماننا بوعود الله جازم ويقين {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وهذا والله غيض من فيض والمجال لا يتسع لذكر كل تلك الآيات الشيطانية.
انصروا الله ورسوله
وحسبنا بعد هذا السياق في ذلك الكتاب المزعوم المفترى على الله رسالة نوجهها، ونداء نصدع به، ومطالبة نتوجه بها إلى كل من يغار على دين الله وإلى كل مسلم ومسلمة، أن ينتصروا لهذا الدين العظيم وأن يزيلوا تلك الافتراءات عن الله ورسوله.
ـ وها هي افتراءات الكافرين نضعها بين أيدي علمائنا الأفاضل، ومشايخنا الكرام، ووزرائنا، ونوابنا، وإلى كل مسؤول بأن يضعوا حدا لهذا الكفر، ويصادروا ذلك الإفك المفترى على الله ورسوله، حتى لا يزلزل الله الأرض من تحت أقدامنا. وسارعوا لإنقاذ أبنائنا وبناتنا الذين تعبث المدارس الأجنبية في بلادنا بعقولهم وعقائدهم وأفكارهم، فالأمر خطير. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
> عن مجلة الفرقان الخليجية عدد 283