هل المرأة حقا مشكلة؟


كرامة المرأة

إن الإسلام كرم المرأة تكريما يعجز عنه كل تفكير بشري وكل القوانين الأرضية مهما سمت ومهما أضفي عليها من قداسة وشارات وشعارات من تقدمية وحرية وديمقراطية ومساواة وأخوة… حيث كلف الإسلام الرجل بالعناية بها والكد من أجل مصلحتها وسيسأل عنها وعن أولادها يوم القيامة إن فرط فيها أو أهدر كرامتها فهو مسؤول عنها بنتا وأختا وأما وزوجة، بل جعل المولى خدمتها والحرص على راحتها من أفضل القربات إلى الله، واسمع يا من تعي الكلام إلى تكريم الإسلام للمرأة .

1- تكريم المرأة أما :

إن الإسلام كرم المرأة في شخصية الأم أيما تكريم فهو يوصي بالإحسان إليها في كل شيء حتى في اختيار الكلمات

{فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}(الإسراء) ويقول  : ” الجنة تحت أقدام الأمهات ” ثم يأتيه رجل فيقول يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال : ” أمك قال ثم من ؟ قال ثم أمك قال ثم من ؟ قال  أمك قال ثم من ؟ قال ثم أبوك “(لبخاري ومسلم) وقصة العابد جريج مع أمه معروفة رواها مسلم .

هذه نظرة الإسلام إلى الأم فكيف هي نظرة الجاهلية بقوانينها المهترئة وإنسانيتها الباهتة التائهة، ألم يجعلوا لها يوما في السنة يطلق عليه “اليوم العالمي للأم”  فيأتي الرجل المتحضر في هذا اليوم إلى زيارة أمه المرمية في دور العجزة يحمل مشموما من الشوك – بل من الورد- ويقدمه إلى من ضحت بعصارة حياتها وزهرة شبابها قصد راحته وإسعاده فتسأله عن أبنائه وأحوالهم ولربما لا تعرف بعضهم وتطلب منه بأن يحملهم إليها في الذكرى القادمة فيأبى عليها ويقول إن أبنائي لا يأتون إلى هذا المكان ولا يمكن أيضا أن يأخذها إلى منزله لأنها عب ء ثقيل لا يطاق وهذا أحسنهم لأنه يوجد صنف آخر لا يراها ولا تراه، وفي يوم من الأيام رأت فرنسية عجوز بنتا متحجبة في محطة الحافلة فتقدمت إليها وحيتها وقالت لها : إني أحب المسلمين لأنهم يحسنون إلى آبائهم عند الكبر ثم أخرجت خمس صور ومن غير طلب وقالت لها هؤلاء أولادي لا يزورونني في ملجأ العجزة أبدا وعندهم أولاد لا أعرفهم فقالت المسلمة أريني مكانك وأنا مستعدة لزيارتك فبكت بكاء مريرا وقالت هذه الكلمة لم أسمعها من بناتي أبدا وغير هذا الكثير الكثير .

إذا ما رأي المهوسين في كل هذا ؟ فهل يمكن أن تكون هناك مقارنة بين الاتجاهين ؟

وهذا هو الذي يسمونهم حضارة وتقدما ولكن في الحقيقة يمكن أن نسميه عقوقا وحيوانية وقساوة قلب لا صلة له بالرحمة، وكم سمعنا من المديح لهذا الاتجاه والله يعلم بأن ملجأ العجزة  هذا لا يليق به إلا أن يطلق عليه سجن آخر العمر لكل من طالت به الأيام.

2- المرأة بنتا :

إن الإسلام كرم البنت وجعلها ثمرة الفؤاد بل وأمانة فيعنق والديها سيسألون عنها يوم القيامة يقول  : >وإن الله لسائل كل راع عن من استرعاه ـحفظ ذلك أم ضيعه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته< ويقول تعالى: {يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة}(التحريم).

3- المرأة أختا :

الإسلام كما كرم المرأة بنتا كرمها أيضا أختا يقول  : >ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له سترا من النار <(رواه البيهقي) ويقول أيضا : >من يلي من هذه البنات شيئا فأحسن إليهن كن له سترا من النار<(رواه البخاري).

4- المرأة زوجا :

إن الإسلام كرم الزوجة وجعل مسؤولية الزوجية فوق كل شيء بعد مسؤولية الوالدين لأن مؤسسة الأسرة هي الأصل في صلاح المجتمع أو فساده لذا كانت هي الهدف والغاية عند أعداء الإسلام فهم يعملون جاهدين على تحطيمها وتشتيت شملها لعلمهم اليقيني أن الأسرة المسلمة هي العقبة الكؤود في تطبيق مخططاتهم الجهنمية لأن الإسلام ربط هذه المؤسسة بروابط قوية ومتينة وأطلق على عقد الزواج الميثاق الغليظ الذي لا يراعي حرمته إلا من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد  نبيا ورسولا يقول تعالى : {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكره شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتموا إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذنا منكم ميثاقا غليظا}(النساء)  وهذا التذكير أتت به الآيات الكريمة في حالة الخصومة والفراق فكيف يا ترى يكون هذا الميثاق في حالة السلم والوفاق ؟

إنه ولا شك يربط المصير بالمصير والحياة بالحياة والمشاعر بالمشاعر والمسؤولية بالمسؤولية وكيف لا وهي سكنه ومودته ومحبته ورحمته وآيات من آيات الله يمتن بها على عباده يقول تعالى : {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}(الروم).

وبهذا السكن والمودة والرحمة يكون هو ألصق بها وأقرب إليها كما تكون هي ألصق به وأقرب إليه يقول تعالى : {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} والكل يعلم بأن اللباس أقرب ما يكون إلى الإنسان وشبه المولى الحياة الزوجية والعلاقة بين المرأة وزجها باللباس لأنها أقرب الناس إليه وألصقهم به وللباس خصوصيات التجميل والستر والحماية فالمرأة تجمل زوجها ويجملها بالمحافظة على الشرف والكرامة والطهارة يحصنها وتحصنه يستر عيوبها كما تستر عيوبه يحميها وتحميه من عاديات الزمان ومن ذئاب البشر وثعالب الفجور والمجون والاستهتار.

نعم كما بين المولى أن الحياة الزوجية مبنية على تلك المبادئ الفاضلة أراد سبحانه أن ينظم فيها حتى الحياة الجنسية التي أهدرت بها الجاهلية الحديثة كرامة المرأة وأصبحت تنظر إليها كجسد وجنس واستغلتها بكلالوسائل ومرغت كرامتها في الوحل وجعلتها عنوانا للإشهار حتى أصبحت لعبة حقيرة في يد الإعلاميين والتجار وعنوانا للانحطاط الخلقي الشيء الذي تتعالى عنه شريعة الإسلام قال تعالى : {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أن شئتم وقدموا لأنفسكم والتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه}(البقرة).

نعم الكل يعلم بأن الفلاح لا يحرث إلا من أجل الإنتاج وإنتاج الحياة الزوجية الدرية الصالحة المصلحة التي تتم بها راحة الدنيا وسعادة الآخرة ولا يكون  الإنتاج طيبا إلا إذا كان الحرث في بلده وملكه وإلا كان اغتصابا لا يحل له القرب منه وكذلك الحياة الزوجية لا يمكن أن تقام العلاقة إلا برباط الزوجية المتوفرة على الشروط الشرعية وإلا كان اغتصابا أيضا كما أن الحرث لا يكون إلا في زمان الحرث وفي أرض مناسبة كذلك الحياة الزوجية لا تكون المباشرة بين الزوجين إلا في حالة الطهر وفي مكان الإنبات فلا يحق للزوج شرعا أنيباشر زوجته في حالة الحيض والنفاس أو في الدبر .

وهكذا يرشدنا المولى إلى كيفية تنظيم العلاقة الجنسية وجعلها أمانة في عنق الرجل والمرأة وحد لها حدودا لا يمكن تجاوزها يقول تعالى : {والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}(سورة المؤمنون) . أي من تجاوز هذه الحدود فأولئك هم المعتدون الظالمون الفاسقون الفاجرون الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في المجتمعات البشرية لإفساد النسل البشري واختلاط الأنساب فيكثر أبناء الزنا ويعود ذلك على البشرية بالخراب والدمار وواقعنا البائس يشهد على ذلك .

ومن هنا نرى الفرق الشاسع بين طهر الإسلام وفجور الأشرار وقالوا إن الإسلام ظلم المرأة وشرع تعدد الزوجات

تعدد الزوجات

إن تعدد الزوجات الذي أقاموا عليه الدنيا ولم يقعدوها واتخذوها سلاحا لحرب الإسلام ويبتهلون كل فرصة أوكل حالة

من تعدد الزوجات عند الجاهلين الذين لا صلة لهم بتحكيم الإسلام ولا بضوابطه ولا بقيمه ويجعلونها حجة على الإسلام إن الإسلام لم يشرع التعدد وإنما نظمه وحدده كما وكيفا وضبطه بضوابط شرعية إنسانية رفيعة لذا يكون التعدد في الإسلام تعدد الشرف والكرامة للرجل والمرأة يربطهم رباط شرعي ويتحمل كل من الزوجين تبعات ذلك ويخرج  منهما النسل إلى الحياة وهو يعرف أصوله يعرف أمه وآباه وعمه وخاله وحسبه ونسبه , فهل يمكن أن تصح المقارنة بين التعدد في الإسلام والتعدد في غيره ؟ من النظم الحديثة التي أطلقت العنان لغرائزها الهابطة وخرجوا من التعدد المشروع إلى تعدد الخليلات والعشاق بدون قيد ولا شرط وفي جنح الظلام فالرجل يتمتع ويلهو بالمرأة ثم يلقي كل التبعات عليها وهي بدورها تحاول التخلص من جريمتها إما عن طريق الإجهاض أو القتل أو الرمي في الطرقات وأماكن الأزبال .

هذه هي شرائع الأهواء شرائع الغاب وتلك شريعة الخالق الوهاب فهل هناك من وجه للمقارنة ؟ .

إن التعدد في الإسلام رخصة يتمتع بها من يطيقها ويقدرها حق قدرها ويوفر لها شروطها كما شرعها الله مع مراقبته في السرو العلانية ولا يكون التعدد إلا إذا أنس المسلم من نفسه أنه مستعد لتطبيق العدل المطلوب شرعا أي في كل ما يقدر على العدل فيه كالنفقة وحسن المعاشرة والحماية والرعاية والتعاون على البر و الإحسان والتفاني في حب الغير وعدم الالتفات إلى من يحرفون الكلم عن مواضعه ويؤولون قول الله تعالى :{ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم} حيث يؤولون الآية باستحالة العدل من أجل ضرب التعدد وبالتالي ضرب الإسلام لكن الرسول الكريم يوضح العدل المطلوب في قوله حينما كان يقسم شيئا بين زوجاته ويقول : >اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تواخدني فيما لا أملك<.

ولا يتم التعدد إلا بتوفر القدرة المادية كالنفقة والقيام باحتياج الزوجات والأولاد دون أن يتركهم للضياع والتشرد كما يلزمه أن يحسن التصرف في هذه القدرة ولا يتجاوز الحدود بمعنى لا يكون ذواقا مزواجا مطلاقا دون رقيب ولا حسيب .

كما يأنس من نفسه توفر القدرة المعنوية على إحصان زوجاته من غير أن يتركهن كالمعلقات فينتهي بهن الأمر إلى الضياع والانحراف .

نعم هذه إشارة إلى التعدد في ظل الإسلام فكيف هو التعدد في غير منهج الله يا ترى ؟.

لقد رأينا أن التعدد في الإسلام يحفظ للمرأة كرامتها وإنسانيتها أما التعدد في الجاهلية فاسألوا عنه الصحف والمجلات والجرائد والكتب وما فيها من روائح نتنة تزكم الأنوف من كثرة ما تسمع عنه من الفضائح حتى أصبح عندهم من العار أن تحافظ الفتاة على بكارتها حتى الزواج والقليل القليل من يرتبط بالمرأة على أساس الزواج المشروع وتكون فيه المرأة خالصة لزوجها والزوج خالص لزوجه بل لكل واحد منهما هامش من الخليلات والعشاق والأدهى والأمر أنهم على علم ببعضهما وكأن ذلك لا يعنيهما ويطلقون على ذلك كذبا وزورا (الحرية الشخصية ) كما تجاوزوا هذا الأمر إلى تشريع قوانين لإباحة الشذوذ الجنسي وتكوين جمعيات تنظم هذه الجريمة التي يأنف منها الحيوان وحتى الحشرات وكل مخلوقات الله ويكونون مؤتمرات عالمية ويقومون فيها بأعمال لا أظن أن إبليس وصل إليها وكاد هذا المؤتمر أن يقوم هذه السنة في مدينة مغربية لولى لطف الله ولربما كانت الدعاية والإشاعة من طرف التقدميين والتحرريين لجس النبض هل بقي شيء من الحياة في هذه الأمة أم انتهى أمرها ؟ لكنهم وجدوا بأن الطائفة الظاهرة على الحق لازالت حية وستبقى إن شاء الله شوكة في حلق المخربين والدجالين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وسيعاودون التجربة مرة أخرى وسيفشلون أيضا إن شاء الله .

نداء إلى المرأة المسلمة

أيتها الأخت المسلمة اسمعي وعي واعلمي أنه لا وجه للمقارنة بين تكريم شرع الله إليك وبين تشريع الأهواء البشرية فلا تسمعي إلى نعيق السفلة الذين يريدون بشعاراتهم الزائفة أن يأخذوا المرأة لحما دسما ويرموها عظما مهينا حقيرا وبالتالي ينزعونها من مملكتها التي تكون فيها سيدة الزوج والإبن والبنت والكل ينظر إليها أنها الآمرة الناهية كلامها مطاع عند الجميع ثم يضعونها في مهاوي الرذيلة يخاطبون فيها الشهوة ويدغدغون عواطفها بالكلام المعسول المسموم ويبنون لها قصورا خادعة من المجون والفجور والسفور على أنقاض دينها وأخلاقها وشرفها وكرامتها واصرخي في وجوه الأنذال بأنك مؤمنة صادقة واقفة عند حدود الله فلا يخدعك مخادع ولا يعبث بك عابث  والله معك وهو يرعاك بعنايته ورعايته.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>