نساء من عصر القدوة، ودورهن في نشر الإسلام


تاريخ الإسلام يخبرنا أن النساء الصحابيات أدين دورا كبيرا في صنع الرجال وتربية النشء في الدولة الاسلامية، وكنّ قدوة في التربية فضلا عما كن يتميزن به من كثرة الحفظ، ودقة الرواية والتفقه في الدين، وعلوم القرآن والحديث، بالإضافة الى كونهن رائدات في العمل التطوعي كالتمريض والسقيا وغيرها..

ومن بين هذه النماذج المشرّفة التي قدمت المثل الأعلى والقدوة الطبية :

< السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أول زوجة للرسول ، وكان لها الفضل العظيم في نشر الإسلام بتَثْبِيتها لرسول الله  حال نزول الوحي عليه، ومن بعد فقد كانت مربية عظيمة، وأُماً رحيمة صائبة الرأي وهي التي قالت لرسول الله  >أبشر يا ابن العم واثبت فو الذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة<.

< ومنهن أيضا فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها، فكلما ذكر إسلام سيدنا عمر بن الخطاب ] ذُكِر اسم فاطمة وزوجها سعيد بن زيد قبل اسلام عمر، وقد علم بذلك عمر فذهب اليها وبطِش بصِهره سعيد حتى سال دمه، ثم التفت إلى أخته يسألها فقالت كلمتها المشهورة : >نعم قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله، فاصنع ما بدا لك< وكان في يدها صحيفة من القرآن فطلبها عمر فرفضت وقالت : >لايمسها إلا المطهرون< وأخذت تحاوره بالتي هي أحسن حتى هدأ غضبه، وتطهر وقرأ الصحيفة ووقع في قلبه الإيمان بالله وبرسوله، ثم ذهب إلى رسول الله  وكان مع أصحابه في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وأسلم، وكان نصرا عظيما للمسلمين.

< سمية بنت خُبّاط رضي الله عنها أم عمّار ابن ياسر وكانت سابعة سبعة في الإسلام، وكانت قوية الإيمان، عذبها أبو جهل حتى قتلها، ولم ترتد عن دينها، فكانت أول شهيدة في الإسلام، قدوة النساء والرجال، آمنت بالله وبرسوله، وبقيت على ذلك رغم تعذيب أبي جهل حتى ماتت فكانت الشهيدة الأولى من المسلمين من النساء والرجال، وهذا يدل على مدى تمكن الإيمان والتربية الاسلامية من قلوبهم.

< فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أم علي بن أبي طالب وزوج أبي طالب راوية من راويات الحديث، روت عن النبي  46 حديثا، وكانت ذات صلاح ودين، وكان رسول الله  يزورها وكان يقول : >إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبَرّ بي منها..<.

< فاطمة الزهراء بنت رسول الله  فقد قالت السيدة عائشة أم المومنين رضي الله عنها >ما رأيت قط أحداً أفضل من فاطمة غير أبيها< أخرجه الطبراني. وفي الصحيحين عن المِسور بن مخرمة قال سمعت النبي  يقول : >فاطمة بُضْعة مني يؤذيني ما آذاها، ويُريبني ما رابها<.

وقال عكرمة عن ابن عباس خط النبي  أربعة خطوط فقال : >أفضل نساء أهل الجنة خديجة، وفاطمة، ومريم، وآسيا<.

< ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، والتي اشتهرت بهذا اللقب طيلة حياتها، وهو عنوان فضلها وتضحيتها وبطولتها المبكرة في ميدان الدعوة الاسلامية، فقد شقت نطاقها لتربط متاع رسول الله . عندما عزم على الهجرة الى المدينة رفقة أبيها كما أنها كانت تحمل إليهما الطعام ليلا ونهاراً، وهي ترعى الغنم وتخبرهم بخبر قريش، وكانت جريئة نبيهة حذرة، قوية الملاحظة حاضرة البديهة بحكم هذه المهمة التي كانت تقوم بها. وأسماء هي أم أول مولود في الاسلام  بالمدينة، بعد هجرة الرسول  وهو عبد الله بن الزبير، وقد ربّت أبناءها وهم : عبد الله، وعروة، والمنذر، وعاصم والمهاجر،و أم حسن.. أحسن تربية، ونشأتهم على الدين والعلم، وكانت صوّامة قوّامة كريمة عزيزة الجانب، فغرست في أبنائها روح الشجاعة والإقدام، والجرأة في القول والعمل.

وقد شهدت مقتل زوجها الزبير بن العوام الذي غدر به أحد صعاليك العرب هو عمرو بن جرموز ووقفت على ابنها عبد الله مصلوبا في الحُجُون بمكة بعد أن قتله الحجاج بن يوسف الثقفي.

< العزيعة بنت مالك بن سنان الخُدرية أخوها الشقيق أبو سعيد الخدري أحد أبطال غزوة الخندق، وأحد الأعلام في بيعة الرضوان، نشأت تنهل من المكارم والفضائل، وفي وقعة أحد كانت تنتظر بفارغ الصبر عودة رسول الله  من أُحد سالما بعد أن تناثرت الأخبار بإصابته عليه الصلاة والسلام وبسقوط عدد كبير من المسلمين، منهم زوجها رابع بن بشر الخزرجي، فاحتسبت وصبرت عليه.

وظلت هذه السيدة الجليلة تتابع أحداث الإسلام في أطواره المختلفة وكانت من أصحاب النبي  الذين بايعوا تحت الشجرة بالحديبية في السنة السادسة من الهجرة وبذلك كانت من أولئك النفر الذين أثنى الله تعالى عليهم بقوله : {لقد رضي الله عن المومنين إذ يبايعونك  تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا}(الفتح : 18).

< >أم حرام بنت ملحان< واحدة من السابقات إلى الإسلام وأم حرام.. خالة أنس بن مالك ] وزوجة عبادة  بن الصامت ] أحد الذين شهدوا العقبة مع السبعين من الأنصار وقد كان النبي يكرمها ويزورها، وسألت النبي  أن يدعو الله تعالى لها ليجعلها من الشهداء فدعا لها بذلك.

وعاشت إلى عهد معاوية حيث خرجت في جيشه لغزو قبرص غازية في البحر سنة 27هـ فتذكرت بشارة الرسول  بأنها ستغزو وفي البحر وستكون شهيدة.

وقد روى أنس ] خبر وفاة خالته أم حرام فقال : أخذ رسول الله  على ابنة ملحان فاتكأ عندها ثم ضحك فقالت : لم تضحك يا رسول الله؟ فقال : >ناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله مثل الملوك على الأسرة< فقالت يا رسول الله، أدع الله أن يجعلني منهم فقال   <اللهم اجعلها منهم< فماتت ودفنت في قبرص رحم الله شهيدة البحر.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>