في رحاب : {فاذكروني أذكركم}


إذا أردت أن يذكرك الله تعالى في جميع حركاتك وسكناتك وفي جميع تصرفاتك وأحوالك في شدتك وفي رخائك، في مرضك وفي صحتك، في فقرك وفي غناك، في يسرك وفي عسرك، أذكر الله تعالى لقوله عز وجل {فاذكروني أذكركم}.

إذا أردت أن يكون الله معك يحفظك ويرعاك ويؤيدك وينصرك ويعطيك ويمنحك أذكر الله جل جلاله لقوله تعالى في الحديث القدسي “أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني, أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه”.

إذا أردت أن تكون حياتك طيبة، ومعيشتك هنيئة مريئة، ورزقك واسعا وأمورك متيسرة، فلا يصيبك هم ولا غم ولا حزن ولا كدر، أذكر الله تعالى ولا تعرض عن ذكره ولا تغفل عن ذكره على كل حال لقوله جل جلاله {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا}.

إذا أردت أن يكون قلبك مطمئنا ونفسك هادئة وبدنك صحيحا سليما وحياتك مستقيمة أذكر الله تعالى لقوله سبحانه وتعالى { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

إذا أردت أن تفلح في حياتك وتنجح في عملك وتربح في تجارتك وكسبك وتتحقق أمانيك وطموحاتك ومشاريعك أذكر الله تعالى لقوله عز وجل {واذكروه كثيرا لعلكم تفلحون}.

إذا أردت أن يكتب الله لك في صحيفتك مليون حسنة ويمحو عنك من صحيفتك مليون سيئة ويرفع لك مليون درجة ويبني لك بيتا في الجنة، فاذكر الله تعالى إذا دخلت السوق وقل (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير) لقول رسول الله  : “من دخل السوق فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف  ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبنى  له بيتا في الجنة”.

إذا أردت أن تدخل حصن الله عز وجل وتأمنعقاب الله وعذابه يوم القيامة وتدخل الجنة فقل : لا إله إلا الله لقول الله عز وجل في الحديث القدسي : “لا إله إلا الله كلامي وأنا هو فمن قالها دخل حصني وأمن عقابي” “لا إله إلا الله حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي” ولقول رسول الله  “مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله”.

إذا أردت أن يكون لك بستان في الجنة وتغرس فيه أشجارا، وإذا أردت أن تحط خطاياك كما تحط الشجرة ورقها، وإذا أردت أن تنال كنزا من كنوز الجنة، وإذا أردت أن تنطق بكلام أحب الكلام إلى الله عز وجل، ويكون أحب إليك من الدنيا بأسرها فقل : (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) لقول رسول الله  : “من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر” غرس له بكل واحدة منها شجرة في الجنة” ولقوله   : “فإنها الباقيات الصالحات وهن يحططن  الخطايا كما تحط الشجرة ورقها وهن من كنوز الجنة” ولقوله  : “أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت” ولقوله  : “لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس”.

إذا أردت أن تكتب لك في صحيفتك مائة ألف حسنة وأربعا وعشرين ألف حسنة فقل سبحان الله وبحمده مائة مرة لقول رسول الله  “من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة كتب له مائة ألف حسنة وأربع وعشرون ألف حسنة”.

إذا أردت أن تأمن من عذاب الله ويُحرّمك على النار فقل صادقا من قلبك : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. لقول رسول الله  : “ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صادقا من قلبه إلا حرمه الله على النار”.

إذا أردت أن تكفر عنك خطاياك ولو كانت مثل زبد البحر فقل لاإله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله لقول رسول الله  : “ما على الأرض أحد يقول لاإله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر”.

إذا أردت أن تكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات الذين أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما وتأتيك الحسنات من كل مكان، ويتقاطر عليك الأجر والثواب كالشتاء وتملأ صحيفتك بالعمل الصالح كالوديان، وتنمحي ذنوبك وخطاياك، وتتساقط من صحيفتك كما يتساقط ورق الشجر في الخريف فاذكر الأذكار السالفة وداوم عليها صباحا ومساء، فهي تشتمل على أفضل الأذكار وأحبها إلى الله عز وجل وإلى رسول الله . ففضائلها ومنافعها وفوائدها خير مما طلعت عليه الشمس، فهي أكثر أجرا وأعظم مثوبة وأجمع حسنة وأسرع إجابة وأكبر تزكية للنفس وتطهيرا للروح وتطييبا للمشاعر وتأثيرا على البدن. كان النبي  يحبها ويتعبد بها ويتقرب بها إلى الله عز وجل في كل أوقاته وفي جميع أحواله، ولازمها الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون وتابع التابعين, وما أمرهم النبي  أن يتعبدوا بها إلا وقد مهد لهم عند ربهم طريق القبول والاستجابة ووعدهم الأجر العظيم والجزاء الأوفى والدرجة العليا في الدنيا والآخرة. ولنا في رسول الله    أسوة حسنة.

إن المداومة على هذه الأذكار المباركة تصل بك إلى مرتبة النورانية فيحل فيك قبس من النور الإلهي ينعكس بمدده على جميع جوارحك الظاهرة والباطنة فتصبح تنظر بنور الله عز وجل وتتصرف بإرادته جل جلاله، تحفك الملائكة وتغشاك الرحمة وتنزل عليك السكينة ويذكرك الله تعالى فيمن عنده ويظلك الله تعالى بظله يوم لا ظل إلا ظله.{فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>