من هدي الإسلام – جزاء المصّدّق والمّصدقة عند الله تعالى


{إنّ المصّدّقين والمصّدقات وأقرضوا الله قرضاً حسناً يُضاعف لهم ولهم أجرُ كريم، والذين آمنوا بالله ورُسُله أولئك هم الصِّدِّيقون والشهداء عندَ رَبِّهم لهم أجرُهُم ونُورُهم والذين كفَرُوا وكذَبُوا بآياتِنا أولئك أصحاب الجَحيم}

1- سبب النزول :

إن الله سبحانه وتعالى لَمَّا عاتب بعض المومنين الذين أصابهم الفتور عند وصولهم للمدينة المنورة نهاهم عن تجنب صفات أهل الكتاب : اليهود والنصارى الذين أكثرهم فاسقون، وأعلمهم أنه سبحانه وتعالى قابلُ توبتهم ورجوعهم إلى الصراط  السوي إذا هم نهضوا من جديد بما هو منوط بهم من الطاعة والدعوة والجهاد.

2- شرح الكلمات :

المصدقين  والمصدقات : المتصدقون والمتصدقات بأموالهم في سبيل الله إقالةً لعثرات المساكين واليتامى والمحرومين، أو إعْلاءً لمشاريع الخير والنماء لا يرجون جزاءً إلا من عند الله تعالى.

أقرضوا الله : أعطوا أموالهم وصدقاتهم لله تعالى، أي أنهم لشدة إخلاصهم في هذه الصدقات فكأنهم أعطوها لله تعالى مع أنه سبحانه هو الغني الحميد، ولكن الإيمان يجعل المومن لا يتعامل مع الناس ولكنه يتعامل مع الله مباشرة، فهو يُقرض لله، ويعف لله، ويعدل لله، ويأمر بالمعروف لله، فالله عز وجل هو الحاضر في قلبه في كل عمل.

قرضا حسنا : القرض الحسن هو الذي لا شبهة فيه من أنواع الرياء والشرك والنفاق.

الصديقون : عميقوا الإيمان، والتصديق بالله ورسوله وبكل ما وعد به الله تعالى.

3- المعنى بايجاز :

إن أهل الكتاب طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وقادتهم هذه القسوة إلى الفسوق والخروج عن منهج الله تعالى في إقامة دين الله تعالى على الوضع الصحيح، فلاينبغي أن تحذوا حذوهم، وأنتم المكلفون بتصحيح كل الانحرافات التي وقع فيها أهل الكتاب قبلكم.

وأسباب الانحراف عند من سبقكم تتلخص في طغيان حب النفس والمال على حب الله تعالى، وحب دينه، وكي لا تكونوا مثلهم عليكم أن تجَدِّدُوا إيمانكم باسترخاص أموالكم وأنفسكم في سبيل ما يدخره اله عز وجل من مقام رفيع للمصدقين والمصدقات، والشهداء والشهيدات.

روى الإمام مالك بسنده أن رسول الله  قال : >إن أهل الجنة ليتراءوْن أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهم< قالوا : يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال : >بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين< أخرجه الشيخان من حديث مالك.

فأين هذا المقام العظيم من أصحاب الجحيم؟!

وهل يعرف المومن هذا المقام العظيم المعد للصديقين والصديقات، والمصدقين والمصدقات، والشهداء والشهيدات، والدعاة والداعيات، والصالحين والصالحات، والمصلحين والمصلحات..  عن العمل لرفع كلمة الله ونشرها بين الناس بالقول والعمل والسلوك؟!

>ذ محمد بونو

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>