وحدة الأمة الإسلامية في القرن 21 : فرص وتحديات


نظم المعهد العالمي لوحدة المسلمين والجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا مؤتمراً علمياً عن وحدة الأمة الإسلامية في القرن 21، وقد أسهم فيه عدد كبير من علماء الأمة، ولأهمية الموضوع، كان هذا الملف الذي نرصد من خلاله الحدث ونقدم للقراء الكرام موضوعا -قدم في المؤتمر- مهماً عن أهم المقومات لوحدة الأمة وهو موضوع الوحدة التربوية بعنوان : غرس وتفعيل مفهوم وحدة الأمة : مدخل تربوي طويل المدى على أمل نشر مداخلات أخرى في أعدادنا القادمة بحول الله.

في مؤتمر عالمي يومي : 5- 6 شعبان 1424/ 1- 2 أكتوبر 2003 بماليزيا

خــطــــاب

الدكتور محاضير بن محمد

تمر الأمة الإسلامية اليوم بظروف حزينة مؤسفة؛ فقد دب الخلاف والفرقة بين أبنائها في كل مكان، الأمر الذي أدى إلى ضعفهم، وهوانهم على الناس كلهم فقد ابتعدوا عن الشريعة الإسلامية الحقيقية، وفسروها بتفسيرات ضيقة، وحصروها في طقوس العبادات، والتواكل بدون فعل إيجابي للارتقاء بنفوسهم.

في هذه الأيام، يقتل المسلمون ويتعرضون للإذلال من أعدائهم وذلك بسبب عدم تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم.

إن ما حدث في العراق ينبغي أن يكون درسا وعبرة لنا جميعا؛ فإذا كان الحكم مستبدا وظالما، فالرعية بل والجيش يفقدون الحماس، وروح الفداء للدفاع عن الوطن والحكم؛ وهنا تكون الضحية الدين الإسلامي ودولته، فالحكم سواء كان ملكيا وراثيا أو رئاسيا منتخبا يجب أن يحقق مبادئ الشريعة في الحكم، أي العدل والإحسان، وعلى الحاكم أن ينزل إلى أرض الواقع، ويقود الشعب للدفاع، كما فعل رسول الله  وبذلك سيتحقق الدفاع القوي.

إن الاستعداد للدفاع عن الوطن والأمة الإسلامية مسئولية وواجب على الحاكم والأمة، فالحرب ليست مجرد طلب للشهادة فقط دون أن يؤخذ بعين الاعتبار تحقيق النصر للإسلام؛ فإذا ذهب المسلمون جميعا إلى المعركة لمجرد طلب الشهادة فقط، فإن الهزيمة ستكون لهم في كل مرة، وكذلك الحال إذا ذهبوا إليها لمجرد الغضب والانتقام. إن الهدف من الحرب هو حماية الوطن والأمة الإسلامية وتحقيق النصر، ولذلك فإن تكوين القوة العسكرية المتفوقة مهمة وضرورة لا بد من القيام بها في هذا العصر، ولتحقيق هذه القوة، فإن العلوم التطبيقية، كالتقنيات الحديثة والرياضيات والفيزياء وغيرها في غاية الأهمية، فبهذه العلوم والمعارف يتم اختراع الأسلحة وغيرها من الأدوات الحربية، إذ إنها هي التي تؤهل لإنتاج تلك الأسلحة وامتلاكها من أجل الدفاع عن نفسها عند الاعتداء عليها.

ولكن إذا اختصر المسلمون نشاطهم وجهدهم في تعلم العلوم والمعارف الدينية، وأهملوا العلوم التطبيقية والطبيعية، فمن المستحيل أن تنال الأمة القوة التي ترهب بها الأعداء إذا ما اعتدوا عليها.

دعونا نتساءل، هل تسبب المسلمون بأنفسهم في غزو واحتلال أوطانهم والاعتداء على دينهم وأماكنهم المقدسة وإهانتها؟ وهل المسلمون أبرياء من هذا، وهل سيدخلون الجنة لمجرد أدائهم طقوس العبادات فقط؟

ليس من شك في أننا نستطيع أن نحقق النصر والنجاح إذا تمسكنا بأسس ومبادئ تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية، مثل طلب العلم، وتحقيق الأخوة الإسلامية، والسعي إلى تغيير ما بأنفسنا بجانب الاستعانة بالله سبحانه وتعالى وإعداد العدة وبث الرعب في قلوب أعدائنا والدفاع عن الأمة وغير ذلك.

إن التمسك بهذه الأسس والمبادئ الإسلامية يبعد عن الأمة التفرق والاختلاف ونصبح أمة قادرة على الدفاع عن نفسها وإسلامها.

سيداتي وسادتي،

إنني على يقين، وبعون الله ونصره، أن هذا الاجتماع الذي يضم العلماء والمفكرين من جميع أنحاء العالم سينتج عنه ظهور استراتيجيات وآراء من شأن العمل بها إعلاء كلمة الإسلام, والارتقاء بالإسلام وأمته في عصر التحديات.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>