متابعات ثقافية – “سبيل الله” في القرآن الكريم والحديث الشريف(2/1)


موضوع رسالة الدكتوراه للأستاذ عبد العالي معكول

نوقشت هذه الرسالة يوم الخميس 23 أكتوبر 2003، من قبل لجنة تتكون من الدكاترة : عبد الحميد العلمي رئيساً، والأعضاء : محمد أبياط، ومحمد الروگي، وعبد الله الهلالي، وكان قد أشرف عليها فضيلة الدكتور أحمد البوشيخي. وقد نال الطالب ميزة مشرف جداً. وفيما يلي تقرير عن الرسالة :

خـطــة الـبـحــث:

لقد جاء البحث مكونا من قسمين: خصصت القسم الأول للدراسة، والقسم الثاني لجمع النصوص الحديثية، وقسمته على أربعة فصول : خصصت الفصل الأول للحديث عن (سبيل الله) لدى المعجميين.

وأما الفصل الثاني فقد خصصته للحديث عن (سبيل الله) لدى المفسرين والمحدثين.

وأما الفصل الثالث من هذا الباب فقد خصصته للحديث عن (سبيل الله) لدى الفقهاء.

وأما الفصل الرابع والأخير من هذا الباب فقد وقفت فيه على أقوال العديد من الدارسين المعاصرين.

وأما الباب الثاني فقد خصصته للحديث عن (سبيل الله) في القرآن والحديث وذلك في خمسة فصول، تحدثت في الفصل الأول عن موارد سبيل الله في القرآن وعلاقاته.

وأما الفصل الثاني، فقد خصصته للحديث عن موارد (سبيل الله) في الحديث وعلاقاته.

وانطلاقا من موارد (سبيل الله) في القرآن والحديث كان لابد من الحديث عن اتباع سبيل الله والدفاع عنه وكان ذلك هو محور الفصل الثالث من هذا الباب.

وبما أنني تحدثت عن الدفاع عن سبيل الله كان لابد من الحديث عن الصد عن سبيل الله والإضلال عنه، وكان ذلك هو محور الفصل الرابع.

وأما الفصل الخامس والأخير فكان عبارة عن خلاصة لمفهوم (سبيل الله) وخصائصه وذلك في مبحثين: سقت في المبحث الأول تلخيصا لمختلف الأقوال في الموضوع مرتبة في جداول ترتيبا تاريخيا، وسقت فيها ما ينيف عن مائة وأربعين قولا.

وأما المبحث الثاني فقد وقفت فيه على أهم خصائص سبيل الله، ثم أعقبته بخلاصة للباب الثاني وختمت البحث بخاتمة، وقفت فيها على أهم النتائج.

أما القسم الثاني من هذا البحث فقد جمعت فيه النصوص الحديثية المشتملة على لفظ (سبيل الله) وما يتصل به الواردة في الكتب الستة.

أهـم النتائـج:

أولا عند اللغويين:

لقد ورد سبيل الله عند اللغويين بمعنى طريق الله ومنهجه ومحجته وصراطه المستقيم وهو الإسلام الذي من خصائصه الوضوح والإستقامة والسهولة والعموم في الخير.

ثانيا: عند المفسرين والمحدثين:

أما المفسرون والمحدثون فإنهم يفسرون لفظ (سبيل الله) في نصوص القرآن والحديث طبقا لما جاء عند اللغويين وأما معناه في آية الصدقات فإن منهم من عممه على جميع أنواع القرب والطاعات، ومنهم من فسره بالغزو والحج والعمرة، ومنهم من قصر معناه على الغزو وما يحتاجه الغزاة والمجاهدون من سلاح وعتاد، ومنهم من حكى الخلاف الواقع بين العلماء من غير ترجيح.

ثالثا: عند الفقهاء:

يتركز حديث الفقهاء على مصرف (سبيل الله) وتتلخص مذاهبهم فيما يلي:

أ – الأحناف، وقد اختلفوا في الموضوع، ومن أقوالهم:

- إن الغزو والجهاد من سبيل الله.

- يعطى طالب العلم من سهم (سبيل الله) بشرط الاحتياج.

- يدخل في هذا السهم جميع القرب والطاعات.

- يعطى الحاج المنقطع من سهم (سبيل الله) بشرط الفقر والاحتياج والتمليك.

ب – المالكية:

- وأما المالكية فإنهم متفقون على أن (سبيل الله) يشمل الغزو والجهاد والرباط.

- يعطى المجاهد والمرابط عندهم ولو كان غنيا من هذا السهم.

- يجيزون الصرف من سهم (سبيل الله) في مصالح الجهاد من سلاح وعتاد.

ج – الشافعية : وتتلخص آراؤهم في الموضوع فيمايلي:

- إن المقصود بـ (سبيل الله) الجهاد فقط.

- يعطى المجاهد من هذا السهم ما يعينه على جهاده ولو كان غنيا.

- يشترطون أن يكون الغزاة متطوعة لا يتقاضون رواتب على غزوهم.

- يجيزون الصرف من سهم (سبيل الله) على ما يلزم المجاهدين من سلاح ومعدات.

د – الحنابلة:

- وأما الحنابلة فإنهم يقصرون هذا السهم على الغزاة المتطوعين الذين ليس لهم رواتب من ميزانية الدولة.

- يجيزون الدفع من سهم (سبيل الله) للمجاهدين ولو كانوا أغنياء.

- يجيزون شراء السلاح والعتاد من هذا السهم.

- يدخلون الحج في سهم (سبيل الله) وكذا طلب العلم وشراء الكتب في أحد أقوالهم.

- لا يجيزون الصرف من هذا السهم في بناء القناطر والسقايات والطرق على الصحيح.

هــ – الشيعة:

- الشيعة يعممون سبيل الله على جميع أنواع القرب والطاعات.

- يُدخلون فيه جميع سبل الخير والمصالح العامة.

و – الدارسون والباحثون المعاصرون :

- وأما الباحثون المعاصرون الذين لا يلتزمون بمذهب فقهي معين فإنهم يتوسعون في مدلول (سبيل الله) ليشمل الجهاد بالسلاح وغيره لإعلاء كلمة الله.

- يرون أن جميع سبل الخير التيتحقق كلمة الله في الأرض والدفاع عن أرض الإسلام تدخل في سبيل الله.

وهكذا وبعد النظر في مجمل الأقوال التي وقفنا عليها في الموضوع والتي تنيف عن حوالي مائة وخمسين قولا للغويين والمفسرين والمحدثين والفقهاء وغيرهم من مختلف العصور لِــ(سبيل الله) يمكن أن نقول:

1- إن المذاهب كلها اتفقت على أن الجهاد داخل في سبيل الله قطعا.

2- إن الصرف من سهم في سبيل الله لأشخاص المجاهدين مشروع.

3- انفرد الحنابلة بجواز الصرف من سهم (سبيل الله) إلى الحجاج والعمّار في أحد أقوالهم.

4- اشترط الحنفية في المجاهد أن يكون محتاجا.

5- انفرد بعض الفقهاء القدامى والعديد من الفقهاء المعاصرين بجواز الصرف من سهم (سبيل الله) في جميع سبل الخير والمصالح العامة للمسلمين تبعا لرؤيتهم الواسعة في مدلول الجهاد.

وعموما فإن أقوال الدارسين ترجع عند الاختصار والتحقيق إلى قولين أو مذهبين: تخصيص مصرف (سبيل الله) في الجهاد والغزو، أو تعميمه على كل أفعال الخير.

في العدد القادم : “سبيل الله” في نصوص القرآن والحديث

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>