غرس وتفعيل مفهوم وحدة الأمة: مدخل تربوي طويل المدى


تمهيد

حال أمتنا اليوم لا يخفى عل أحد، ومكانتنا وكرامتنا بين الأمم ليست بالمكانة المناسبة لعقيدتنا، وثقافتنا وحضارتنا، ولو بقي حال الأمة على ما هو عليه من غفلة وتهاون، وعدم تفاعل مع الأحداث العالمية الكبرى، فإن مستقبل الأمة لن يسر إلا أعداءها، فوضعنا اليوم وضع أمة تخرج من التاريخ، وقد عبر عن هذا المعنى المرير أحد كبار الكتاب المعاصرين(1)، وذلك عندما أبلغه بعض تلاميذه برغبتهم في الاحتفال في المؤسسة التي يعملون فيها بعيد ميلاده الثمانين، فرفض الدعوة معتذرا بأنه لا يستطيع الاحتفال بيوم دخوله إلى الدنيا في الوقت الذي تخرج فيه أمتنا منها. والتصريح الذي أدلى به وزير السياحة الإسرائيلي يعكس ذلك الأمر المحزن كذلك حيث قال : “إن الإسلام إلى زوال لمصلحة الديانتين الكبيرتين اليهودية والمسيحية… وإن ما نراه ليس صحوة وإنما انطفاء لهذا الدين” مثل هذا الكلام – بغض النظر عن مدى صدقه- ينبغي ألا يرد عليه بكلام، وألا يتجاهل، بل ينبغي أن يدرس ويحلل وتتخذ حياله كافة الاحتياطات.

 

(…) يقول أحد اعمدة الفكر الامبريالي “تشارلز كلجزلي” في تعريفه للمبدأ العنصري الاستعماري : “على أي شعب من الشعوب إما أن يطورإمكانات بلاده، أو يفسح المجال أمام القادرين على تطويرها، فإذا قبلوا ذلك فسوف يحصدون جائزة تجديد الدماء التي ستحققها لهم بالقطع التجارة” (2) ومرادفها الاستعمار. ويرى”كلجزلي” أن التجارة والاستعمار شكلان متماثلان من أشكال التقدم والخلاص الاجتماعي.

 

مقارنة الأقوال السابقة، والأقوال التي كانت سائدة في منتصف القرن التاسع عشر بما يقال اليوم ويمارس على البلدان الإسلامية، والبلدان النامية، يقودنا إلى أن التاريخ يعيد نفسه ولكن بصورة أشد وأقسى.

 

(…) فلا من  التغيير، ولا بد من العمل على التغيير فورا، التغيير المعتمد على التفكير لا الاندفاع والتهور، فما يحققه عدونا اليوم خطط له من زمن طويل، وما اليوم إلا وقت الحصاد، فنحن نحتاج إلى  التخطيط، وليس عيبا أن نعرف كيف خطط عدونا تخطيطا تكامليا، بل العيب أن نسترضيه، ونطيعه، ونقدم له ما يريد، فماذا بعد ذلك من خضوع؟.

 

(…)تهدف هذه الورقة إلى المساهمة في حل أزمة التفرق والشرذمة التي نعيشها الآن، والتي تعد سببا أساسيا في ضعفنا وهواننا على الناس، وبداهة فإن ما ستقدمه هذه الورقة لا يعدو أن يكون جهدا متواضعا للغاية، ولكنه لبنة في الصرح العظيم الذي ينبغي أن يكون من أجل التغيير، تلك اللبنة في الجانب التربوي من الصرح الذي ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار عند التخطيط من أجل التغيير، فهي ليست اللبنة التربوية الوحيدة، بل هي لبنة تربوية ينبغي أن تضاف إلى لبنات الجانب التربوي.

 

ونود أن نشير إلى أن المنطلق الأساسي للتغيير ينبغي أن ينطلق من عقيدتنا التي تحدد هويتنا، والتي إن تمسكنا بها  كنا خير أمة أخرجت للناس، والمحاور الأساسية التي سينطلق منها البحث الآيات القرآنية الآتية :

 

{ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين} (الأنفال : 46-45)، {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون}(الأنفال : 60)، {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}(محمد : 7).

 

{إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}(الأنبياء : 94)، {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}(الرعد :11).

 

دور التربية

 

التربية بمفهومها الواسع قديمة قدم الإنسانية، ولكنها- بطبيعة الحال- تأخذ أشكالا مختلفة من حين إلى آخر، والدور الأساسي للتربية هو تشكيل العقول من الصغر، تلك العقول التي تصبح قادرة على اتخاذ القرارات في المستقبل، وللتربية دور هام في توجيه المعتقدات وترسيخها، وسلطان المعتقدات -خاصة الدينية- لا يضارعه سلطان، فتوظيف التربية بوعي وإدراك يمكن أن يسهم إسهاما فعالا في بناء مجد الأمة، كما يمكن أن يكون سببا في هشاشة بنائها، فما أحوجنا إلى دور التربية الإيجابي ونحن نمر بمرحلة من أدق مراحل تاريخنا، فما نواجهه من تحديات ومحن ينذر بالقضاء على هويتنا والهيمنة الكاملة على كل مقومات الأمة، ولا يغفل أحد أن أمر الهيمنة قد بدأ بالفعل، ومن المعروف أن البداية هي أصعب المراحل.

 

ومما يؤكد دور التربية الفعال ماحدث في ألمانيا، فعندما هزم نابليون الألمان في أوائل القرن التاسع عشر، وانتزع زمام الحكم من أيديهم، وتسلم جميع السلطات، ولم يتعرض للدراسة والتربية، أدرك الألمان ذلك فقاموا بنهضة علمية جبارة استطاعوا بواسطتها أن يستردوا حريتهم واستقلالهم، واعترفوا بأن الذي انتصر هو معلم المدرسة(5).

 

المنهج المقترح

 

عدونا يدرك ما للاعتقاد من سلطان، وخاصة المعتقدات التي ينشأ عليها الفرد، ومن ثم فقد وجه إلينا ذلك السلاح راغبا في أن يفرض علينا أمورا تضعف فينا -إن لم تقتل- روح القوة، والانتماء، والدفاع عن أوطاننا، وكان يفعل ذلك عن طريق التدخل في مناهجنا التعليمية الدينية، فقد فرض على العديد من الدول المستهدفة حذف أجزاء كثيرة من المنهج الديني، وذلك مثل الآيات التي تتحدث عن الجهاد، وتحث عليه، وقيمة الشهادة، وضرورة إعداد القوة، وكراهية اليهود وفي الوقت نفسه وضع مسميات جديدة، وروج لها عن طريق أجهزة إعلامه الضخمة فأعمال الجهاد، جعلها إرهابا، والاستشهاد سماه انتحارا، وأخذ ينفر الناس من هذه الأعمال، حتى أن بعض من نشأوا من أبنائنا وهم يجهلون معنى الجهاد والاستشهاد لا يجدون في مخزونهم اللغوي غير تعبير الإرهاب والانتحار، وقد يتساءل البعض كيف تخضع له السلطات وتلبي مطالبه؟ والجواب ببساطة أن مخطط العدو متكامل، فقبل أن يفرض علينا ذلك كان قد كبلنا بعدة قيود حيوية، بحيث يكون رفضنا لأي من مطالبه سببا كافيا لاختناقنا، وقد تطور التدخل الأجنبي في مناهج التعليم، فلم يكتف بمجرد الحذف مما هو موجود، إلى أن أعطى نفسه حق التدخل في وضع مناهج تعليمية جديدة، حيث طالعتنا وسائل الإعلام فور سقوط بغداد مؤخرا بأن أمريكا تعد الآن برامج تعليمية جديدة للعراق، فماذا يمكن أن يتخيل ما تشتمل عليه هذه البرامج من سموم مدمرة، وكاتب هذه السطور لا يستبعد أن تكون أهداف هذا المنهج وخطوطه العريضة معدة منذ فترة طويلة ونوقشت وروجعت لمرات كثيرة.

 

يعتمد المنهج المقترح أساسا على أن نملك بكامل حريتنا وضع مناهجنا، وأن نختار بأنفسنا ما نقدمه لأبنائنا من مفاهيم ومعتقدات، وألا نسمح لغيرنا بحال من الأحوال أن يتدخل في كيفية تشكيل عقول أبنائنا.

 

إذا كان أطفال اليوم هم رجال المستقبل الذين سيكون منهم القادة والمسؤولون، وكذلك الشعب بكل طوائفه، فإن هذا المنهج المقترح يسعى لخلق جيل من الحكام والشعب يلتقي فكريا وعقائديا حول موضوع “وحدة الأمة” .

 

يجب أن يتمسك التربويون، ووزارات التربية في أمتنا بحقهم في ألا يتدخل أحد من غير التربويين، في تغيير المناهج، وخاصة ما يمس منها العقائد الدينية والمبادئ الأساسية التي تحقق للأمة كيانها، وهذا أمر قد يؤدي إلى نوع من الصدام مع النظام الحاكم.

 

…ينبغي أن يبدأ البرنامج من المرحلة الابتدائية ويتطور في المرحلة الثانوية، على  أن يستمر حتى نهاية المرحلة الجامعية، مع مراعاة التناسب والاستمرارية في البناء مع تجنيد وسائل الإعلام بكل طاقاتها من أجل مساندة ومؤازرة المنهج وترسيخه في الأذهان.

 

> تعميم هذا المنهج على أبناء الأمة الإسلامية في كل أنحاء الأرض كل حسب لغته.

 

> إعداد فريق من المدرسين في كل قطر بحيث يكون قادرا على تدريس المنهج، ومدركا لأبعاده، ومقتنعا بفكرته.

 

ملامح المنهج المقترح

 

نحن أمة دستورها القرآن، وأي تفريط أو تهاون في إعمال مواد هذا الدستور لا يعد تقصيرا شديدا في حق أمتنا فحسب، بل أكثر من ذلك فهو عدم اعتبار منا لعقيدتنا، وأمة لا تحترم عقيدتها لا تستحق الحياة. والقرآن الكريم يوجهنا ويضع كليات تنظم شتى  مناحي حياتنا، وعلينا نحن الفهم والإدراك وصوغ الجزئيات منطلقين من فهم كليات القرآن الكريم، وهذا من فضل خالقنا علينا، حيث ترك للأمة فرصة للتعامل مع المتغيرات، مع المحافظة على الثوابت. لوالتزمنا بذلك بفهم وإدراك لأمكننا أن نكون أمة واحدة، تعبد الله، ولو فعلنا ذلك لحققنا خيريتنا بين الأمم. والسؤال الذي يفرض نفسه الآن هل يوجد في مناهجنا نحن -المسلمين- ما يساعد على غرس مفهوم وحدة أمتنا؟ وهل يوجد فيها ما يجعلنا نؤمن بأهمية تلك الوحدة فضلا عن ضرورتها؟ قد لا أكون مبالغا إذا قلت إن الإجابة عن هذا السؤال هي النفي القاطع، فمناهج أغلب الدول الإسلامية لا تتعرض لهذه الفكرة، والغالبية العظمى بين الدول الإسلامية لا تركز على هذا المفهوم، فمن إذن يتحد مع من؟ ومن الأمور المسلم بها أن شدة تمسك قوم بقضية ما يتناسب مع مقدار تعرضهم لهذه القضية، وقد  أكد أحد الباحثين(6) هذه الحقيقة حيث قام باستقراء ما ورد عن القضية الفلسطينية في مناهج ثماني دول عربية في مادتي التاريخ والجغرافيا، وخرج بنتيجة مؤداها أن المساحة التي تشغلها القضية الفلسطينية ضعيفة جدا في تلك المناهج، ولاحظ الباحث كذلك أن حجم ما يقدم عن القضية الفلسطينية في هذه المناهج يقل أحيانا عن حجم ما يقدم عن قضايا أخرى غير مركزية مثل فيتنام، وتطور أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية.

 

وما نراه اليوم من تدخل -يصل أحيانا إلى فرض- غربي أمريكي في بعض موضوعات مناهجنا ما هو إلا محاولة لتغييب مفاهيم أساسية لدى أجيالنا، تلك المفاهيم تتعلق بتوجيهات قرآنية لنا، إن أخذنا بها حققنا ذاتنا وأثبتنا وجودنا، وكانت -في الوقت نفسه- ضد مصالح أعدائنا الذين يغلب عليهم التعصب العنصري، ولكن المؤسف هنا هو انصياعنا لتلك الطلبات بل قل الأوامر، وكما أشرنا سابقا لقد وصل الأمر إلى وضع مناهج كاملة وليس مجرد تدخل في بعض الموضوعات.

 

إن الوعي بأي قضية هو الخطوة الأولى لخلق مجتمع مستعد للتضحية من أجل هذه القضية، وإذا كان الكتاب المدرسي هو أحد الأدوات التي تساهم في تشكيل التوجهات القومية لمجتمع معين، فينبغي الاستفادة من ذلك الكتاب بصورة فعالة وناجعة، وهذا لا يعني أن يستهلك الوقت في الحديث عن القضية بأسلوب مباشر،ولكن إعمال الفكر يمكن أن يسهم في تسليط الضوء على  القضايا المعنية دون التأثير على  تحقيق أهداف التعليم وكل المواد المراد تعليمها، وهاك مثالا بسيطا من كتب تعليم الحساب في المناهج الإسرائيلية في المرحلة الابتدائية :

 

كان هناك مائة عربي قتلنا منهم ثمانية وثلاثين فكم تبقى منهم يلزمنا أن نقتلهم؟ خلو مناهجنا من خلق روح الانتماء إلى أمة إسلامية واحدة، ومن خلق الشعور بالتعاطف والاعتزاز بالأمة تقصير ينبغي تصحيحه، ومن هنا لا يمكن أن نعفي التربويين من بعض المسؤولية عن عدم تحقيق الوحدة، وعدم إدراج فكر معين لا يعفي وزارات التربية من المسؤولية عن الفشل، وما نود أن نقدمه من منهج يعتمد على أربع ركائز وهي :

 

الركيزة الأولى الوعي الجيد بالتراث الإسلامي، وإدراك أن أصحاب هذا التراث هم الذين صنعوه، ولم يستوردوه من خارج الأمة.

 

والركيزة الثانية الوعي بواقع الأمة اليوم بين أمم العالم، ومقارنة حاضرنا بماضينا.

 

الركيزة الثالثة الوعي بواقع العالم من حولنا، من حيث أهدافه والمعايير التي تحكم علاقتنا به. وما ينبغي علينا عمله.

 

الركيزة الرابعة أن نخطط لمستقبلنا حتى يمكن أن نجد لنا مكانا لائقا في عالم اليوم.

 

المنهج من أجل تصحيح الأحداث التاريخية

 

تاريخ أمتنا طويل، والأمة مرت بأحداث كثيرة بعضها حقق لنا أمجادا، وبنى  لنا حضارة، والبعض الآخر يثير الألم والحسرة، وعلى  واضعي المنهج المقترح إبراز تلك الأحداث وتحليلها، وبيان أسباب كل منها بأسلوب منطقي، بغيرزهو أو كبر عند المواقف المشرفة، ولكن باعتزاز وتقدير لجهود صناع المجد، وبغير بكاء على  الأطلال عند الأحداث المرة، ولكن بمحاولة فهم الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الهزائم والتراجع، مع كشف زيف ما يدعيه أعداء الأمة، وهنا يؤسفنا أن نذكر أن عددا غير قليل من أبناء أمة الإسلام يدرسون قدرا من تاريخ أمتنا كتبه أعداء الأمة، وهؤلاء النفر هم الذين يفضلون أو يضطرون لدراسة المناهج غير الوطنية، ومن المفارقات أن عددا غير قليل من هؤلاء يتقلدون مناصب حساسة في بلادهم عندما يكبرون ويصعب تصحيح أفكار بعضهم. إبراز الوجه الناصع من حضارتنا يقلل من انبهار البعض بالغرب ذلك الانبهار الذي يجعلهم يذعنون لكل ما هو غربي، ويرفضون كل ما هو إسلامي.

 

والأمر الآخر الذي ينبغي أن يركز عليه المنهج المقترح إبراز زيف ما غرسه الغرب والاستعمار على  مدى سنوات طويلة في نفوسنا.

 

المنهج وترسيخ القيم والفضائل

 

(…) ينبغي في المنهج المقترح التركيز على قضية الأخوة الإسلامية، انطلاقا مما ورد عنها في القرآن الكريم والحديث الشريف، على أن يكون  تقديم ذلك بأسلوب مشوق وجذاب، ولا يمكن أن يكون كذلك إلا إذا قدم بصورة عملية يستشعر فيها الفرد معنى  الأخوة، فالأخوة مسؤولية بالدرجة الأولى، ومتطلباتها تكاليف، وليست ترفا،ولكن ثمارها في آخر الأمر يانعة، فعندما يقول النبي  “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه” انظر إلى الفرق بين فرد حفظ الحديث وآخر وعاه وطبق مضمونه في كل تعاملاته مع المسلمين ابتداء من البيئة المنزلية انتهاء بالمستوى  الدولي، وعدم العمل بهذا الحديث الذي يحفظه أغلب المسلمين يعد من أحد الأسباب التي سهلت سقوط بغداد الحبيبة مؤخرا. ما قيل عن الحديث السابق ينطبق على غيره من مثل الآية الكريمة {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم}(الحجرات : 10) والحديث الشريف : >انصر أخاك ظالما أو مظلوما< بل وحتى الأمثال الشعبية مثل “أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب” هذا مع الفارق.

 

أما عن القيم والفضائل فهي  أكثر من أن يحصيها هذا البحث، وليس حصرها من أهدافه، وهذا من مهام المنهج المقترح، وتكفي الإشارة إلى بعض تلك الفضائل مثل احترام وتقدير قيمة العمل، وإتقان العمل وعدمالغش، والتنافس من أجل الخير، والإخلاص، والأمانة، والإيثار، ونبذ التشاحن والتباغض، والتضحية، وغير ذلك من أسباب سعادة الإنسانية، وتفصيل ذلك ووضعه في صورة مشوقة من متطلبات المنهج المقترح، أما ثماره فأعظمها ترسيخ عقيدة الفرد بوحدة الأمة.

 

المنهج وترسيخ مفهوم القوة

 

من أجل حياة طيبة يحتاج الإنسان إلى القوة، القوة من أجل العمل، والقوة من أجل السعادة، والقوة من أجل مقاومة الأمراض، ودرء الأخطار، مفهوم القوة بصفة عامة أمر محمود، ويمكن ملاحظة ذلك على كل ما حولنا، ويتضح معنى القوة بتقديم الضعف في مقابله، وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد خص نوعا من القوة وبين الغرض منه بطريقة مباشرة في كتابه الكريم حيث قال سبحانه وتعالى : {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم…}(الأنفال : 60).

 

القوة لدى الإنسان ينبغيأن تستخدم لعمارة الأرض، ولعبادة الله، ألم يقل نبينا  :>المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير< يستخدم الإنسان القوة لإقامة العدل، وحماية الحق، والدفاع عن السلام… إلى آخر المقاصد النبيلة، فهل في مناهجنا ما يرسخ ذلك المفهوم؟ الكائنات الأخرى تستخدم القوة لأغراض تختلف في جوهرها عن المجالات السابقة، إلا أننا نجد أن نفرا -ليس قليلا- من بني الانسان اليوم يستخدمون القوة كما تستخدمها الكائنات الأخرى وإلا فماذا يمكن أن نسمي الممارسات الأمريكية اليوم؟ ونحن لا نعفي أنفسنا من مسؤولية هواننا، وما ذلك إلا بسبب تغافلنا عن تعاليم ديننا. ومن هنا فإن المنهج المقترح يركز على بيان أنواع القوة المختلفة التي ينبغي علينا إعدادها…. وختاما لهذه الفكرة فإني أؤكد أن إعدادنا للقوة، وحسن استخدامها سوف يحقق معنى الآية الكريمة : {كنتم خير أمة أخرجت للناس}(آل عمران : 11)

 

المنهج وتقدير التراث الإسلامي

 

التفوق ليس له جنسية، ولكنه نتيجة طبيعية لمقدمات معينة، التفوق يحتاج إلى مناخ مناسب حتى يتحقق، وعلى غير ما يدعيه بعض المغرضين من أن تفوق الغرب يرجع إلى طبيعة جنسهم، فإنا نقول انظروا إلى ما حققه المسلمون من إنجازات وتفوق، ولم يكن من بينهم غربي آنذاك، فالتفوق أو التخلف مسؤولية الإنسان، التراث الإسلامي في مختلف الميادين زاخر وعظيم، وآثاره وفضله على  العالم واضح وجلي للبعض، والخوف كل الخوف أن تنشأ الأجيال المسلمة – نتيجة لتدخل الغرب في مناهجنا- وهي تجهل إنجازات المسلمين الأوائل، ولا يعرف من العلماء غير الغربيين، الأمر الذي يتولد عنه فكرة تستقر في العقول بأن التفوق وقف على  غير المسلمين، التراث الإسلامي وفير في شتى  المجالات؛ الدينية، والعلمية – بمختلف فروعها- والاقتصادية، والاجتماعية، يقترح المنهج تقديم هذا التراث، والتعريف به بطريقة تخاطب العقل والوجدان معا، وكما ذكرت آنفا بأن التفوق ليس له جنسية، فإن ذلك يتضح من تفوق المسلمين، فعلماء المسلمين لم يكونوا من بلد واحد ولا من جنسية واحدة، ولكنهم كانوا مسلمين فهموا دينهم وتعلموا لغة دينهم مما وفر لهم فرصة الفهم الأعمق، ونحن اليوم مسلمون، فما الذي حال بيننا وبين التفوق؟ الإجابة ببساطة عدم فهم ووعي ديننا، ومن ثم غاب عنا تطبيق تعاليمه، ولا يمكن في هذا الصدد أن ننكر دور أعدائنا في تخلفنا، ولكن ذلك لا يعد مبررا للتقاعس وعدم محاولات التغلب على ما غرسه فينا العدو من أفكار مغرضة. إن المعلومات الدينية والتاريخية الصحيحة لها دور كبير في ترسيخ الشعور الجماعي.

 

وأود أن أسوق دليلا على أهمية دور التربية في ترسيخ العقائد والأفكار، يقول أحد الباحثين (7) حين وضع الصهاينة خطتهم لاغتصاب فلسطين في أواخر القرن الماضي لم يغفلوا الجانب التربوي في إعداد الصهيوني الملتزم الذي ستعتمد عليه إسرائيل قبل إعلانها وبعده.

 

المنهج واللغة العربية

 

قد يتساءل البعض ما علاقة وحدة الأمة باللغة العربية؟ ابتداء نحن ندرك أن الأمة الإسلامية أمة مترامية الأطراف ومن البديهي أنها متعددة اللغات، ولكن دينها واحد، ولغة هذا الدين هي العربية، وإذا أخذنا في الاعتبار الحقائق السابقة، فيمكن القول بأننا لا نتحدث عن لغة قومية، ولكننا نتحدث عن لغة دينية، وهذا بدوره ينعكس انعكاسا جليا على تحديد القدر الأدنى المنشود تعلمه من هذه اللغة لكل غير الناطقين بها من المسلمين، فتعلم اللغة العربية مرده كونها لغة الإسلام وليس لكونها لغة العرب، فاللغة المشتركة -بأي قدر- قادرة على خلق نسيج قوي منسجم بين الناطقين بها، ولا يفوتنا أن نذكر بالدور الذي تلعبه اللغة المشتركة في تحقيق الترابط، وإني أحيل القارئ  هنا إلى الإطلاع على تجربة كل من اليابان، والصين، وفيتنامفي سبيل إرساء اللغة المشتركة، وأكثر من ذلك فلننظر إلى الجهود الجبارة التي بذلتها سلطات العدو الإسرائيلي من أجل إحياء اللغة العبرية من العدم بعد مواتها أكثر من ثمانية قرون لتكون لغة التعامل في المنزل والشارع والتعليم، فاللغة تزيد من إحساس الدارس بوجود روابط بين المتحدثين بها، وتعد دافعا قويا لمحاولة الاقتراب، ويمكن ملاحظة ذلك إذا كنت في مجتمع لا يتحدث لغتك ثم وجدت فيه من يعرف شيئا منها، ستجد نفسك أكثر ميلا إلى تلك الفئة من غيرها، وهذا سلوك طبيعي، ولاداعي للاستطراد في ذكر تفاصيله في هذا المجال.

 

ونحن إذا نظرنا إلى مختلف بلدان العالم الإسلامي، سنجد أن معظم أبنائه يعرفون لغة- على الأقل- غير لغتهم، مع تفاوت درجات ومستويات المعرفة، فلماذا لا نحاول تطبيق ذلك أيضا على اللغة العربية، ولكن بصورة منظمة، فعلى سبيل المثال أن نضمن المنهج المقترح الكثير من آي القرآن الكريم، والحديث الشريف مكتوبة بالعربية، وفي مرحلة أخرى يكلف الطلاب بحفظ بعض هذه الآيات مع فهمها، وأن يطعم المنهج كذلك بالعديد من المفردات والمصطلحات العربية، ويشجع الطلاب على استعمالها. وهذا بطبيعة الحال ليس بديلا لبرامج تعليم اللغة العربية.

 

تصميم المنهج وتخطيطه

 

يرى الباحث أن تصميم هذا المنهج والتخطيط لإعداده وتنفيذه يجب أن يكون الخطوة الأولى التي تعكس تكامل ووحدة الأمة، وفي هذا الصدد سيحاول الباحث الإجابة باختصار شديد عن عدد من الأسئلة وهي :

 

من الذي يصمم المنهج؟

 

لمن يصمم هذا المنهج؟

 

ما اللغة التي يكتب بها هذا المنهج؟

 

نظرا لكون المنهج منهجا إسلاميا وليس قوميا، فإن الباحث يرى أن يقوم بالاعداد لتصميم هذا المنهج فريق من التربويين من مختلف البلدان الإسلامية، على أن يكونوا ذوي خلفيات إسلامية جيدة، ومن المؤمنين بقضية وحدة الأمة الإسلامية، ومن ذوي تخصصات مختلفة، دينية، واجتماعية، علمية (من أصحاب العلوم المدنية مثل الطب والهندسة والكيمياء والطبيعة والكمبيوتر…)، ومن الخبراء النفسيين، والمؤرخين، والأدباء. هذا النسيج المتشابك يمكن أن ينتج عملا يتوفر فيه عنصر الملاءمة والمناسبة للبيئات المختلفة.

 

أما الإجابة عن السؤال الثاني، فهي باختصار أيضا، نقول إن هذا المنهج منهج طويل المدى يكتب اليوم من أجل أن نجني ثماره بعد خمس وعشرين سنة، وهذا لا يعني عدم الحصول على عدة فوائد منه قبل ذلك، فالمنهج ينبغي أن يعد لطلاب المرحلة الابتدائية والثانوية، والجامعية، أي لكل مراحل التعليم، مع مراعاة أمرين أساسيين التدرج حسب المرحلة العمرية، مع تكرار الأفكار والتوسع في التفاصيل، والأمر الثاني تغليب الناحية التطبيقية على الجانب النظري وعند الإفادة من وسائل الإعلام يمكن أن يكون هذا المنهج معدا لكل أفراد الأمة.

 

أما عن اللغة التي يكتب بها المنهج، فعلى كل فريق يناط به جزء من المنهج أن يكتبه باللغة التي يراها تساعده على الكتابة أكثر، وبعد إقرار المادة يتم ترجمتها إلى مختلف لغات التعليم الأم المستخدمة في كل قطر، بحيث تقدم لكل طالب بلغته الأم مع مراعاة لفت انتباه الطلاب إلى خصوصية اللغة العربية، عن طريق تطعيم المنهج بها كما أشرت سابقا.

 

أما عن الفريق الذي يقوم بتدريس المادة فينبغي أن تتوفر فيه صفة القناعة والإيمان بأهمية وحدة الأمة، وهذا وحده كفيل بتوفير عنصر الإخلاص، وهذا طبعا بالإضافة إلى أن يكون هذا الفريق من المؤهلين للتدريس.

 

وسائل تفعيل المنهج

 

من المعروف في كل الأوساط التعليمية في المراحل الأولى -في الدول النامية على الأقل- أن هناك نوعا من التنافر والإحساس بالثقل بين الكتاب والمدرسة من جانب، والتلميذ من جانب آخر، وذلك التنافر له أسباب متنوعة ومتداخلة، ولسنا الآن بصدد مناقشتها، بل هدفنا المباشر الذي نسعى لتحقيقه هو بذل أقصى الجهد من أجل تقليص مساحة التنافر تلك، وتخفيف ذلك النوع من الثقل قدر الإمكان، وسبيل تحبيب وتفعيل المنهج المقترح إلى الطلاب مسؤولية المربين والتربويين على  السواء، وذلك في كل قطر إسلامي، ولكني أود أن ألمح هنا إلى بعض الكليات التي يمكن أن تسهم في خلق روح الحب والتفاعل بين المنهج والطلاب في مختلف مراحلهم التعليمية.

 

هيئة البيئة

 

إن محاولة تقديم جانب كبير من المنهج خارج جدران قاعات الدراسة التقليدية يمكن أن يكون له أثر طيب في إقبال الطلاب على هذا المنهج بحب وشوق، ودليل ذلك ما نجده من الطلاب في مختلف مراحل التعليم، وفي مختلف البيئات من إقبال وارتياح وحب للبرامج التي تنفذ خارج قاعات الدرس التقليدية، مثل قاعة مشاهدة الأفلام، ومعامل المواد العلمية، والمكتبات، والملاعب الرياضية، ربما كان ذلك بسبب عدم الخضوع المباشر لمتابعة المعلم، أي توفر قدر من الحرية والمشاركة والحركة.

 

العمل الجماعي؛ عندما يعمل الفرد في جماعة فإن مجموعة من الأحاسيس والمشاعر تعتمل في داخله وتؤثر على  تجاوبه، فرغبته في إثبات ذاته وسط أقرانه تحفزه لمزيد من المساهمة، وهذا يولد لديه الإحساس بالمسؤولية، كما أن توزيع المسؤولية يدفع الفرد إلى الإبداع الذي يقتله الخوف عندما يكون هو المسؤول الوحيد، فلو أن واضعي المنهج تمكنوا من صياغة المنهج بحيث يشتمل على  الكثير مما يجب أن يطبق بصورة جماعية لأمكن لهم تحقيق قدر من النجاح ليس هينا، فهذا السلوك يغرس في الأفراد حب وتقدير العمل الجماعي، وإدراك قيمة ما للجماعة من أثر، ويمكن الربط بين ذلك وموضوع المنهج الذي يدعو إلى  وحدة الأمة، كما أن العمل الجماعي هو أساس ديننا، فانظر ما للجماعة من أثر في حياة المسلم، فالصلاة مع الجماعة تفضل صلاة الفرد، والمسلمون في شتى بقاع الأرض يصومون في شهر واحد، وكذلك يحجون في وقت ومكان واحد، إلى آخر الممارسات الإسلامية المعروفة.

 

حيوية المنهج؛ كلما كان المنهج مرتبطا بالحياة، ويمكن أن يشغل بال وفكر الطالب، كان محتواه أكثر رسوخا وثباتا، فلو تضمن المنهج فقرات يمكن إثراؤها ذاتيا، خارج المدرسة، وفي غير وقت الدراسة، أمكن لنا أن نبث في المنهج الروح، ومن أمثلة ذلك ما يمكن للطالب اكتسابه عن طريق الأسرة، أو عن طريق شبكة المعلومات، أوبالرجوع إلى المصادر والمراجع على اختلاف أنواعها.

 

اعرف أمتك

 

من المنطقي إذا كنا نريد تحقيق الوحدة بين أبناء الأمة أن يتعرف هؤلاء الأبناء على أمتهم، وليس بطريقة الدروس الجغرافية أو التاريخية المعتادة، وإنما أسلوب جذاب وباختيار المجالات التي تهم الدارسين حسب مستوياتهم العمرية والثقافية، فتعليم العادات والتقاليد، له مرحلة ووقت يختلف عن وقت ومرحلة تعليم النظم السياسية والحكم، وتلك لها ظروف وزمن للتعليم تختلف عن ظروف وزمن تعليم المجالات الاجتماعية والاقتصادية وهكذا.

 

ثورة الاتصالات

 

لايشك أحد اليوم في الدور العظيم الذي تلعبه سهولة الاتصالات، ولا أعتقد أن أحدا لم يفد منها بأسلوب أو بآخر، فالكثير والكثير جدا يستخدم إمكانات هذه الثورة الهائلة، فلم لا نوظفها نحن في بناء جسور وشق قنوات اتصال بين أبناء الأمة لتبادل الآراء والأفكار والمعلومات.. . فكاتب هذه السطور على  يقين من إيجابية أثر ذلك ولو على  مستوى محدود بشرط أن يحسن استخدامه، ويمكن أن تكون المعلومات والأخبار التي يحصل عليها البعض مادة عظيمة للمناقشة والتحليل.

 

وسائل الإعلام

 

أحسبني لست بحاجة للخوض في الحديث عن أثر وسائل الإعلام، فإعداد برامج جيدة هادفة ونقلها عن طريق وسائل الإعلام تعطي مردودا جيدا، قد يجد ذلك صعوبة في الوقت الحاضر، ولكن مما لا شك فيه أن تلك الصعوبة ستنحسر رويدا رويدا مع تغيير الجهات المسيطرة على وسائل الإعلام من ناحية، ومع استمرار المطالبة في تخصيص مساحات زمنية لتلك البرامج التي تخاطب الشعور والوجدان الجمعي.

 

تبادل الزيارات الطلابية

 

على الأمم الإسلامية أن تتيح الفرصة أمام طلاب الجامعات الإسلامية للقاءات المنظمة من أجل تحقيق التعارف الذي يمكن أن يقرب فيما بيننا، بحيث يحصل الطلاب من هذه اللقاءات على معلومات لا يستطيع المنهج أن يوفرها، فاللقاء قد يولد شعور بالحب والانتماء لا يستطيع خلقه منهج كامل ومحاضرات عديدة، وبعد عودة الطلاب إلى بلدانهم يمكن عقد ندوات، وورشات عمل لمناقشة برامج الزيارة، وتقديم مزيد من المعلومات والخبرات لمن لم يشترك في الزيارة، أعتقد أن الفكرة واضحة، وتفاصيلها يمكن أن يضعها المسؤولون عن البرنامج مع تطويرها وفقا للمردود منها.

 

ما سبق لا يعدو أن يكون مجرد رأي واقتراح، وإني لعلى ثقة من أننا عندما نشرع في تنفيذ البرنامج سوف تتفتق العقول عن مقترحات عظيمة تثري البرنامج بشرط توفر الإخلاص.

 

تبني المنهج

 

من الواضح أن المنهج المقترح له من الخصوصية ما يجعل من يتبناه له خصوصية كذلك، ففكرة المنهج  غير مسبوقة، ولو أسند أمر التخطيط والإعداد له إلى دولة معينة، فإني أرى  أن ذلك سيقابله العديد من العوائق، ولذا فإني أقترح أن يتبنى هذا العمل إحدى المنظمات أو الهيئات الإسلامية النشطة، التي يكون مؤسسوها وأعضاؤها يمثلون مختلف الأقطار الإسلامية، ومما لا شك فيه فإن إشراف جهة لها هذه الصفة سيعطي المنهج دفعة، والقائمين عليه حماسا، وللطلاب قبولا.

 

أما تمويل المشروع فيمكن أن تتحمله -عن طريق المنظمة التي تتبناه- المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي، وبعض الدول الغنية التي تدخر الأموال الطائلة في غير بلدانها، هذا من جانب، ومن جانب آخر وفي المرحلة الأخيرة تتحمل كل دولة أمر تدبير المادة المطبوعة التي سوف تكون في أيدي طلابها، مع الأخذفي الاعتبار موقف الدول غير القادرة، وفي كل الأحوال ينبغي ألا يحصل الطالب على نسخته مجانا، بل ينبغي أن تكون رخيصة الثمن عن غيرها من الكتب. وإذا كان هناك اقتراح أفضل من ذلك وأكثر عملية في تحديد الجهة التي تتبنى المنهج فالدراسة ترحب بذلك.

 

التوصيات

 

يود الباحث أن يوصي بعدة توصيات من أهمها ما يأتي :

 

أن يعمل التربويون جنبا إلى جنب مع كل الجهات المسؤولة من جانب، ومع الطلاب في كافة مراحل التعليم من جانب آخر على بذل أقصى ما في وسعنا من أجل تحقيق وحدة الأمة الإسلامية، مع الأخذ في الاعتبار أن ذلك يحتاج إلى نوع من تقبل التضحية، كما أن الوحدة لا تعني عدم وجود اختلافات بين الشعوب الإسلامية.

 

تقدير دور التربية في تكوين المعتقدات وترسيخها، واليقظة كل اليقظة لما يسعى  إليه العدو من أجل التدخل والتحكم في مناهجنا التربوية.

 

عدم السماح لأي جهة خارجية بأي صورة من الصور وتحت أي ضغط أو مغريات بالتدخل في تعديل المناهج التعليمية وخاصة ما يمس العقيدة أو حقائق التاريخ.

 

الحرص على تكوين وترسيخ وتفعيل المعتقدات التي تسهم في تنمية الشعور بكوننا أمة واحدة، ينبغي أن تتحالف من أجل البقاء، وعدم تمكين الاستعمار منها.

 

الشروع في إعداد منهج موحد لأبناء الأمة الإسلامية تتوفر فيه العناصر اللازمة لخلق الشعور بأهمية الوحدة.

 

قيام إحدى المؤسسات أو المنظمات الإسلامية النشطة بتبني المشروع، أو على الأقل فكرته.

 

—————

 

(ü) شعبة لغة القرآن – مركز اللغات الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا

 

1- الكاتب هوالأستاذ محمد حسنين هيكل رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية السابق، ووزير الثقافة المصري الأسبق.

 

2- جريدة الأهرام المصرية، حديث الامبراطوريات، 20/5/2003

 

5- انظر د. عبد السميع الحربلي، ورقة بحثية، مسؤوليات المربين العرب في التصدي  للتحدي الإسرائيلي.

 

6- د. وليد سليم عبد الحي، موقع القضية الفلسطينية في مناهج التعليم في الوطن العربي.

 

7- د. سمير هوانة، نظام التعليم العام في الكيان الاسرائيلي، مجلة المستقبل العربي العدد 86

 د. فؤاد رواش(*)

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>