بارقة – على رِسْلِكَ يا شيراك… ليت للبرَّاق عينا فيراك


شيراك آل على نفسه أن يجهز على غطاء الرأس للتلميذات الفرنسيات المسلمات وإلا فبقوة القانون يطردن من المدارس الرسمية والتي على ملتها من المدارس الخاصة، وهو يعترف أن الصوت الاسلامي الفرنسي هو الذي عزز مكانته وأعطاه أغلبية مريحة… والأهداف البعيدة لشيراك ومن على ملته وشاكلته من اليمين ووسط اليمين واليمين الوسط واليسار بدرجاته وملله ونحله هي : إدماج المسلمين في المجتمع الفرنسي وتذويبهم تذويبا ينسلخون به عن دينهم ولغتهم وأصلهم وقطع الصلة بوطنهم ويصبحوا مثل الأفارقة الأمريكيين الذين لم يعودوا يحملون لأفريقيا التي انتزعوا منا انتزاعا ليكونوا عبيدا للرجل الأبيض أي ولاء أو عطف، وقد ظهرت نماذج مغاربية من هذا النوع التي أصبحت تقدم خدمات جُلَّى لفرنسا ضدا على بلادهم وعلى دينها ولغتها، مما يشجع شيراك وأمثاله على السير قدمافي مضاعفة مخططات هذا النوع من الإدماج والتذويب..

وشيراك رجل متزن حكيم بعيد النظر : أَمَا كان عليه أن يستر عواطفه الجياشة نحو المسلمين الفرنسيين الذين كان للكثير منهم ولآبائهم الفضل العظيم في تحرير فرنسا من النازية الهتلرية… إنَّ ما صرح به لا يختلف في مضمونه وعواطفه ومراميه عن التصريح الشهير الذي صدَعَ به خَلَفُه “ميطران” إذ قال : “أنا لا أَسْمَحُ بقيام دولة اسلامية بقلب أوربا” وقد ساند الصربَ في مذابحهم للمسلمين وتعاون جيشُه على المذبحة التاريخية الشهيرة بمدينة سيربرينتشا ولن ينسى المسلمون لهذا الميطيران ضلوعَه في هذه المذبحة التي تبقى فرنسا مسؤولة عنها وسوف تُحاسب عليها يوم تدورُ الدورة الحضارية ويأتي زمان الاسلام وهو آت لا ريب فيه. إن الدول المتحضرة ولاسيما انجلترا تحترم الإسلام وغير الإسلام وتسمح بالهيئات والازياء الخاصة بكل دين، في حين أن فرنسا لا تسمح للمسلمات فقط بتغطية رؤوسهن في حين لا يجرؤ شيراك أن يتدخل في شؤون اليهود الدينية بَلْ وهو مستعد لوضع طاقيتهم على رأسه لا حُبّاً فيهم ولكن رهبة منهم.

فيَا لَيْتَ “للبراق” عينا وسمعا وحسا وشعورا ليرى ما يُفعل بنا.. غير أن “البراق” فَقَد غيرته وفقد كرامته وبذلك فهو أعمى أصم أبكم بليد الحس ميت الشعور، ولذلك فإن شيراك ومن على ملَّته يصرح بما يؤمن به نحو الاسلام والمسلمين دون خوف أو وجل لمصالح بلده مصونة والولاء للغة بلده وحضارته مستمرة، ولكن يجب ألا ينسى شيراك ومن على ملته أن الإسلام في الغرب حقيقة واقعة كبيرة ولن يتراجع بل إنه في تقدم وازدياد، وقد يشاهد إذا طال عمره أبناء المشاهير والأعلام أصبحوا مسلمين كما وقع بالفعل بألمانيا وسويسرا وانجلترا وغيرها {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} (يوسف : 21)

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>