التحديات التربوية المعاصرة وخطرها على المدارس والمؤسسات الإسلامية(*)


 المقدمة

إن أكبر كتاب للأمة الإسلامية هو القرآن الكريم الذي يعتبر أول كتاب تربوي للأمة كلها منذ نزوله إلى النفخ في الصور، وقد عرف هذا الكتاب إنكار كفار قريش في مكة وفي بلاد الحجاز، وافتروا جدلا وهم كاذبون بأن القرآن ليس من عند الله بل هو من عند محمد عليه السلام، وكونوا جملا ركيكة بلسان غير مبين على أنها قرآن من عندهم كما لمحمد قرآنه، ولكن تكوين وأساليب وصيغ ومضامين ما جاءوا به، بعيد كل البعد عن تكوين وأساليب وصيغ ومضامين الوحي الإلهي القاطع الموجه إلى رسوله النبي الأمي محمد بن عبد الله وإلى الأمة الإسلامية المؤمنة بأسرها.

لذلك تحدى الله كفار قريش وطلب منهم أن يأتو بعشر سور من مثل كتاب الله وفي هذا يتحدث أحد كتاب الحضارة الإسلامية بقوله : “مادام الأمر كما تزعمون، أن القرآن مفترى ، فلماذا لمتجربوا الإتيان بعشر مفتريات”(1)

والقرآن الكريم نفسه عبر عن هذا التحدي في سور مختلفة ومنها قوله تعالى : {أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون}(هود : 13- 14). وقوله تعالى : {إن كنتم في ريب مما نزلنا على  عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعو شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين}(البقرة : 23).

وعندما ظهر عجزهم عن الإتيان بأقصر سورة من مثل القرآن، أخبرهم العليم الخبير بأنه لو اجتمع الثقلان لا يستطيعون إتيان أية واحدة بمثل كلام الله وفي هذا الصدد يقول الحق جل وعلا : {قل لو اجتمع الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}(الإسراء : 88).

ومحاولة تحدي القرآن من جانب كفار مكة من بدء نزول الوحي الإلهي، هي الجذور التي ينبع منها يوميا كل المحاولاتالتي تهدف إلى  فك وحدة صفوف المسلمين وجعلهم متفرقين في الاعتقاد والاتجاه، الأمر الذي يعاكس  ما أمر به تعالى في قوله : {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكرو نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون}(آل عمران : 103).

إن أصل هذا التحدي وكل ما يتفرع وينبع منه هدفه الأساسي هو توقيف المد الإسلامي وتشتيت الجماعة المسلمة وإنهاء كيانها. ولكن الله تعالى رفض كل ذلك وكتب بأن تكون هذه الامة أمة واحدة وأمة وسطية تنال شرف الشهادة على بقية الأمم بعد شهادة الرسول عليها كما عبر عن ذلك الحق الباري بقوله {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}(البقرة : 143).

وقد شهد التاريخ بأن كل التحديات المعاصرة لفترة دعوة إسلامية معينة مهما كان نوعها وأسلوبها، عجزت عن عرقلة السير الدعوي وإيقاف الإشعاع الإسلامي ومده، وهذا ما بشر به تعالى  بقوله : {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}(التوبة : 32)، أما محاولة إطفاء العطاء التربوي والعقائدي لكتاب الله، كما يريده أعداء الإسلام، فإنه تعالى يوضح صراحة بأنهم لا ينجحون فيه، وفي هذا الصدد يقول تعالى : {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}(الحجرات : 9).

والتحديات الموجهة إلى الأمة الإسلامية دائما تأخذ مناهج مختلفة حسب العصور التاريخية : فمرورا من بدء نزول الوحي إلى عصر صدر الإسلام، وإلى عهد الخلفاء الراشدين وإلى عهد الأمويين والعباسيين والفاطميين والعثمانيين وإلى عهد الاستعمار الأجنبي في العالم الإسلامي، وإلى عهدنا هذا (عهد الاستقلال) فإن الأمة الإسلامية تواجه ألوانا من التحديات. وبالنسبة للتحديات المعاصرة لنا، فلا شك أن من أكبرها وأعظمها تحديات العولمة ومحدثاتها وتسمياتها المتجددة والتي منها الآن : الإرهاب والتطرف وهي أمور تستلزم استيقاظ المسلمين وانتباههم ومحاولة التخلص منها.

هذه التحديات الجديدة بدأت منذ فترة الاستعمار الغربي والأمريكي وتنوعت عناصرها في العالم الإسلامي والعربي والآسيوي والافريقي وأخذت طرقا عديدة في ميادين مختلفة ومن أهمها ميدان التربية الذي بدأوا به لمواجهة العطاء التربوي القرآني.

بداية التحديات التربوية المعاصرة على  الأمة الإسلامية

بدأت حركات التحديات التربوية تظهر في العالم الإسلامي منذ أن بدأت الجمعيات التنصيرية تظهر في كل من أوروبا وأمريكا، هذه الجمعيات التنصيرية كان هدفها مواجهة الأمة الإسلامية والعمل قدر الإمكان على تغيير مثلها وتفكيك صفوفها(2).

وأهم هذه الجمعيات التبشيرية ما يلي :

1- الجمعية التبشيرية في لندن التي أسست عام 1799م للقيام بالتبشير والتنصير عن طريق التربية والتعليم.

2- المجلس الأمريكي لمندوبي البعثات التبشيرية الأمريكية التي من أهدافها التربوية :

أ- إنشاء مطابع :

اهتم هؤلاء المبشرون الأمريكيون بإنشاء المطابع لهدف نشر المنشورات وتوزيع المطبوعات التبشيرية عبر القنوات الخاصة التي توجه موجاتها إلى العالم الإسلامي وذلك من أجل بث أفكارهم التربوية التبشيرية، ولهذا تم إنشاء المطبعة الأمريكية في مالطة عام 1822م وأخرى في بيروت 1834م.

ب- إنشاء مدارس الإرساليات :

ومن خلال أنشطة هذه الجمعيات ظهرت كذلك فكرة إنشاء مدارس الإرساليات بنوعيها البروتستانتي والكاثوليكي، لنشر فلسفة تربوية غربية جديدة، وكان من أشهر هذه المدارس :

1- مدرسة الإرسالية البروتستانتية الأمريكية والإنجليزية : كانت هذه المدرسة تتلقى التأييد ودعم الصهاينة العالمية.

2- مدرسة الإرسالية الكاثوليكية الفرنسية : كانت هذه المدرسة تتلقى الدعم والتأييد من فرنسا، ومن أبرز أهداف هذه المدرسة : وضع فلسفة تربوية تحمل في طياتها الأفكار المسيحية الغربية. ورغم ما يظهر بأن هاتين المدرستين تمثلان مذهبين مختلفين، فإن غايتهما واحدة وهي :

استيعاب الشباب المسلم في العالم الإسلامي وتفكيك وحدة الأمة الإسلامية.

النشاطات التربوية للجمعيات التبشيرية في العالم الإسلامي :

> في الجزائر:

وفي منتصف القرن التاسع عشر بدأت البعثات التبشيرية تدخل في الجزائر مع الاحتلال الفرنسي عام 1848م وظهرت هنالك أيضا تحديات تربوية جديدة تعلن غزوها الثقافي على هذه الدولة الإسلامية.

> في لبنان :

إلى جانب المطبعة التي أنشأها الأمريكيون في بيروت عام 1834م فإن استقلال لبنان من الدولة العثمانية الكبرى في عام 1860م، هيأت هذه الفرصة للاستعمار وأصحاب الحركات التربوية التبشيرية فرصة إنشاء مؤسسات تربوية كبرى مثل إنشاء الجامعة الأمريكية في لبنان عام 1865م (3)، هذه الجامعة الخاصة كانت تقدم تعليما نوعيا أكثر من الجامعات اللبنانية الوطنية المماثلة لها، والسبب في تفوقها على  المؤسسات الحكومية المماثلة لها كونها مؤسسة حرة.

ومن المؤسف أن كثيرا من الجامعات الوطنية في العالم الإسلامي أخذت تراثها ومناهجها من هذه الجامعة الأمريكية المسيحية التي أعلنت خطتها عام 1887م من طرف رئيسها دانيال بلس حين قال : “أن هذه الكلية مفتوحة أمام الجميع على  اختلاف ظروفهم وطبقاتهم، وبدون أي اعتبار للون أو الجنس أو الدين. وبإمكان كل إنسان سواء كان أبيضا أم أسودا أم أصفرا، وسواء كان مسيحيا أم يهوديا أم محمديا أم وثنيا أن يدخل هذه المؤسسة، من خدمات مدة ثلاث أو أربع أو ثمان من السنين، ويخرج منها مؤمنا بإله واحد أو بآلهة عديدين أو غير مؤمن بأي إله، ولكن يستحيل على أي إنسان أن يعيش بيننا مدة متطاولة من الزمن دون أن يعرف ما هي الحقيقة التي نؤمن بها وما هي أدلتنا وحجتنا التي نبني على أساسها إيماننا هذا”(4).

هذا الإعلان إلى جانب ما قاله نبيه أمين فارسي يدل على أن هذه الجامعة الأمريكية كانت مسيحية الاتجاه لأنها تقوم بخدمة المسيحية، وأمريكية الهدف لأنها تنال معظم مساعدتها من أمريكا. أما عروبة هذه الجامعة لا تتجاوز كونها في الوطن العربي(5).

> في مصر :

وحينما كانت هذه المدارس تبث موجاتها التعليمية، كانت الحركات الاستعمارية تنشر خططها الثقافية للسيطرة على  التربية والتعليم في البلدان الإسلامية، ولهذا توالت البعثات التبشيرية في مصر في عهد إسماعيل باشا ويلي ذلك احتلالها عام 1882م.

ثم أنشئت بعد ذلك جامعة القديس يوسف في مصر. ولا شك أن إنشاء الجامعة الأمريكية في بيروت وجامعة القديس يوسف في مصر قبل انتشار جامعات عربية حديثة كانت فرصة ذهبية لدعاة التنصير العالمية. حيث أنهم تمكنوا من إرسال خريجي هذه المدارس الإرسالية إلى مصر وإلى شمال افريقيا وإلى بقية العالم الإسلامي لنشر أهدافها التربوية وتطوير منهاجها التعليمية. وصارت بعد ذلك المناهج الثلاثة التي سنذكرها منتشرة في العالم الإسلامي :

1- المنهج الفرنسي لبث أفكار الغرب الفرنسية.

2- المنهج الإنجليزي لبث أفكار الغرب الانجليزية.

3- المنهج الأمريكي لبث الأفكار الأمريكية.

وانتهت هذه المناهج الثلاثة إلى نثر الأفكار العلمانية اللادينية التي تعتبر اليوم من أكبر التحديات المعاصرة في كل الميادين وخاصة في الميدان التربوي الذي نحن في صدد دراسته.

وكانت أهم أهداف هذه المناهج فصل الدين عن الدولة وعن التعليم.

طرق لمواجهة المسلمين التحديات التربوية المعاصرة

إن أكثر أسلوب فعالية في مواجهة تحد ما، هو استخدام نفس الأسلوب الذي يستخدمه المتحدي ولهذا فإن مواجهة المسلمين للتحديات التربوية المعاصرة يمكن بنائها فيما يلي:

1- العودة والتمسك بينبوع التربية الإسلامية:

إن كبار المخططين لهيمنة مُثُل الغرب على العالم الإسلامي (الهدف الأساسي للعولمة)، وكذلك كبار دعاة التنصير العالمية وللحكماء الصهاينة، كلهم لا يطمعون إلا لهدف واحد وهو إزالة القرآن الكريم من الوجود أو إقصاء قدسيته في قلوب المسلمين، ولهذا فإن أول ما يجب العمل به لرد كيد هؤلاء إلى نحورهم هو العودة إلى التمسك بالقرآن الكريم.

2- زيادة المؤسسات التعليمية الإسلامية :

ولا شك أن عجز الغرب عن إزالة القرآن من الوجود، وفشل أنصارهم الذين تكونوا بأيديهم، في إجراء أي تحريف في القرآن ، أديا إلى تخطيط غربي أخر هدفه إقصاء قدسية القرآن في نفوس المسلمين بواسطة مؤسساتهم التعليمية التنصيرية العلمانية. وفي المقابل،  إن زيادة إنشاء المدارس  والمعاهد والجامعات الإسلامية في كل أقطار العالم الإسلامي تجعل الأمة الإسلامية تواجه خطر هذه التحديات التربوية وتمكنها من تطوير فكرها الإسلامي في جميع أقطاره الإسلامية في آسيا وافريقيا والأقليات الإسلامية في كل من أوروبا وأمريكا.

3- إنشاء مؤسسات إعلامية إسلامية دولية :

أن تجربة القناة العالمية (الجزيرة) في مواجهة التحديات التربوية الغربية أكدت للمسلمين أنهم في أمس حاجة إلى زيادة العديد من أمثال  هذه القناة الإعلامية لأنها تمكن من الرد على  الدعايات والحرب النفسية الغربية ضد الإسلام(6).

4- توزيع أعمال الإغاثة الإسلامية- العالمية :

إن حدوث الكواثر الطبيعية في العالم الإسلامي وعدم تواجد إغاثة إسلامية سريعة فعالة كانت فرصة ثمينة للغرب مكنها من التغلغل في صفوف المسلمين لنشر رسالتها التربوية، ولهذا يتعين توزيع تواجد الإغاثة الإسلامية في مثل هذه الحالات، ولأجل تحقيق ذلك يتعين إيجاد هلال أحمر إسلامي دولي تناضل الصليب الأحمر الدولي التي تتستر بموضوعات إنسانية وصحية لتحقيق رسالتها التنصيرية.

5- تعزيز التعاون السياسي التربوي بين دول العالم الإسلامي :

الغرب رغم كثرة اختلافاته الداخلية يدرك أن عالم اليوم لا يمكن البقاء فيه بدون تكتل  وتعاون، ولهذا أقاموا أنواعا من التكتل العسكري والاقتصادي والتربوي والاجتماعي. والعالم الاسلامي إذا أراد مواجهة تحديات الغرب التربوية فلا بد أن يستخدم هذه الاستراتيجية.

فرص التحديات التربوية المعاصرة

لا شك أن نهاية القرن العشرين كانت مليئة بنشاطات التحديات المختلفة في ميدان التربية والتعليم، واتهمت المدارس والمؤسسات الإسلامية بأنها غير مؤهلة لتكوين أجيال قادرة على مواجهة متطلبات الحياة المعاصرة وأنها تكون جماعة إرهابية عالمية حسب ظنون وأوهام المدعين بذلك. وتم حينئذ إغلاق فروع كثير من  المؤسسات الإسلامية الخيرية العالمية في افريقيا وآسيا وفي دول الأقليات الإسلامية في أوربا وأمريكا بحملتهم ونشر أفلام وأفكارضد التربية الإسلامية وبرامجها ومناهجها بأنها جامدة غير متطورة وغير مناسبة للعصر الحديث (7)، هذا الاتجاه المضاد المتحد أتاح فرصا جديدة لمواجهة هذه التحديات ومنها :

1- زيادة اهتمام المسلمين بحفظ القرآن الكريم وتحريك الصبيان والشباب في قراءته وحفظه كاملا وتأسيس مدارس قرآنية دينية حديثة تجاري نظام أحدث المدارس العلمية في تنظيمها الداخلي والتربوي(8).

2- إدخال نظام الإغاثة العالمية في المدارس الإسلامية ومؤسساتها طبق متطلبات هذا القرن الحادي والعشرين.

3- موافقة إدخال المواد التعليمية الحديثة كالحاسوب والإنترنت وكل أنواع اللاسلكية الحديثة بحيث يؤهل ذلك المثقف الديني أن يحمل بجانب تعاليم الإسلام ثقافة العالم المعاصر(9).

4- إدراج المواد اللغوية المختلفة العديدة في المدارس الدينية كالفرنسية في الدول الناطقة بالفرنسية والانجليزية في الدول الناطقة بها مع تطوير التعليم العربي والقرآني وتدريس اللغات الوطنية المختلفة(10).

5- مساهمة خريجي المدارس الإسلامية في اللقاءات الوحدوية العالمية في كافة أقطار العالم المعاصر(11).

6- تكثير لقاءات ومؤتمرات واجتماعات وحدة الامة الاسلامية حسب رغبات المؤسسات العالمية وبرامجها واتجاهاتها(12).

هذه الفرص التي أتاحتها لنا التحديات المعاصرة يجب أن تستغل في صالح الأمة الإسلامية وتقوية وحدتها وروابطها وتماسك جذورها التربوية من أجل مواجهة هذه التحديات بطرق سليمة وناجحة، كي لا يستمر أصحاب هذه الاتجاهات المتمادية باتهام برامج المدارس الاسلامية ومناهجها على أنها عقيمة ومتأخرة مع علمنا نحن معشر المسلمين بأنها لم تكن في يوم من الأيام عقيمة ولا متأخرة.

الخاتمة

إن هذه الدراسة المتواضعة حول التحديات التربوية المعاصرة تعتبر مساهمة من طرفنا لإثراء النقاش الإيجابي لقضايا القرن الحادي والعشرين. وأردنا تذكير الأمة الإسلامية بأن وحدتها كانت دائما ولا زالت معرضة للتحديات التربوية التي لم تكن قادرة على  إيقافها أو منعها عن التقدم أو التطوير كما نشاهد ذلك مرورا عن نشأة الدعوة إلى عهد الخلفاء الراشدين والعصور المختلفة من الأمويين والعباسيين إلى قرننا الجديد الحادي والعشرين.

إذا جددت الأمة إيمانها واعتقادها بأنها أمة خيرية في تربية وتعليم للبشرية كلها، من قبل ومن بعد فلا ترهبها تحديات أي قرن من القرون لأن حفظ تربيتها ليس بضمان بشري بل إنما هو ضمان إلهي مستمر وعبر عنه بقوله السابق الذكر : {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.

وهذا الضمان يلزم على المسلمين زيادة الاهتمام بأمور تربيتهم وضرورة العناية بأسسها ومراقبتها المستمرة.

لأن مثل هذه الدراسات التربوية وغيرها تثري المكتبات التربوية في العالم الإسلامي كما أنها تحفظ على الأمة وحدتها كأمة ذات تربية أصيلة تجاري جميع المناهجالتربوية في العالم حسب الرؤية الإسلامية ومن المعلوم أن طلبة الجامعات والمعاهد والمدارس العليا يحتاجون إلى مثل هذه الدراسات في مجال دراستهم وكذلك  الباحثين  والأساتذة ورجال القراءة في مجال أبحاثهم وتدريسهم ومطالعاتهم التربوية.

كتب الله النفع والبركة للجميع.

د. شارنوكاه الحبيب (**)

………………………………………………………

(*) قدمت هذه الورقة في مؤتمر : وحدة الأمة الإسلامية : فرص وتحديات 1- 2 أكتوبر 2003 بماليزيا.

(**) رئيس قسم الدراسات الإسلامية في المعهد الإسلامي لإفريقيا جامعة شيخ أنت جوب -دكار- السنغال.

1- محمد التومي : الجدل في القرآن الكريم، تونس 1980م ص 256.

2- أنور الجندي : التربية وبناء الاجيال  في ضوء الإسلام. دار الكتاب اللبناني ط 1975-1 ص 23.

3- المرجع السابق : ص 22 و 25.

4- التربية وبناء الأجيال في ضوء الإسلام ص 25.

5-  المرجع السابق : ص 26.

6- التربية وبناء الأجيال في ضوء الاسلام ص 112و 117.

7- برنامج التلفزة الغربية والامريكية في نهاية القرن العشرين وبداية الحادي والعشرين.

8- مدارس البنين والبنات لحفظ القرآن الكريم.

9- مدارس ازدواجية التعليم الديني والعلمي.

10- مدارس محو الأمية وتعدد اللغات.

11- مساهمتنا في مثلها في كل من واشنطن واندونيسيا وغانا والأردن وتوغو  ومايجري الآن في ماليزيا.

12- الامم المتحدة في واشنطن جمعية الدعوة الإسلامية العالمية في طرابلس.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>