المؤتمر العالمي لوحدة الأمة الإسلامية في القرن 21


كلمة معالي رئيس المعهد العالمي لوحدة المسلمين

ذ. سنوسي بن جنيد (رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا)

تمر كل الحضارات من وقت إلى آخر بظروف وتحديات عويصة،وتختلف الحضارات عن بعضها البعض في طرق مواجهة تلك التحديات والظروف، والحضارات المتفوقة هي الحضارات التي تدرك بعمق واقتدار حجم التحديات أمامها، وتبحث عن سائر السبل الممكنة للتغلب عليها، وتستفيد من كافة الفرص المتاحة من أجل تحقيق أهدافها وغاياتها.

إن الأجيال الماضية كافحوا وناضلوا من أجل نيل الاستقلال والحرية من المستعمرين، وتصدوا للتحديات، وضحوا بالكثير ولكنهم في النهاية انتصروا وحققوا آمالهم. ولله الحمد، حيث إننا اليوم جميعا أبناء الدول الإسلامية المتحررة من قيود الاستعمار والاستعباد، غير أن التحدي الذي أمامنا اليوم يكمن في مقدرتنا على تحقيق وحدة الأمة الإسلامية، ويجب أن يكون تحقيق هذا الأمل هَـمَّ هذا الجيل. إن تحقيق هذا الأمل قد يبدو أمرا عسيرا وصعبا، غير أنه أيسر من التخلص من قوى الاستعمار والاستعباد، وإن تحقيقه يكمن في تعميق الانتماء الأممي، والاستفادة من الفرص المتاحة.

إن الجو الثقافي والمناهج التعليمية المتبعة في الجامعات الإسلامية العالمية بماليزيا يسهمان بجزء غير يسير في تحقيق هذا الأمل.

لقد اتخذت الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا خطوة سديدة تجاه تحقيق هذا الأمل، وذلك بتأسيسها المعهد العالمي لوحدة المسلمين. وهذا المعهد يسعى لبلورة الآراء والأفكار، وإعداد الأبحاث والدراسات العلمية الجادة التي تهدف إلى تحقيق وحدة الأمة في هذا العصر، ويتطلع المعهد إلى أن يصبح مركزا فكريا عالميا محترما يعنى بتعميق فكرة وحدة الأمة، وتضامن شعوبها عبر مختلف الأنشطة العلمية والفكرية.

ليس من شك في أن المعاهد الواعدة تتبنى وتنظم البرامج الواعدة التي تسهم في تحقيق رؤيتها ورسالتها، ومن هذا المنطلق، فإن المعهد العالمي لوحدة المسلمين عُنِيَ وسيعنى بتنظيم المؤتمرات والندوات والمحاضرات الأسبوعية والشهرية حول هموم وحدة الأمة وقضايا التضامن والترابط بين الشعوب الإسلامية، وفضلا عن هذا فإن المعهد بصدد تبني مشروع ” أصدقاء المعهد ومتابعوه”

إن تنظيم هذا المؤتمر العالمي عن وحدة الأمة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين في العصر الراهن يمثل نقلة تجاه تحقيق رؤية المعهد ورسالته.

وأغتنم هذه المناسبة لأهنئ منظمي المؤتمر، وأشكرهم على هذا التنظيم الموفق، وأدعو الله أن يكلل أعمالهم بالنجاح، وأن تكون نتائجه مثمرة ومفيدة للجميع، وأن ينتج عنه حسن الاستفادة من الفرص المتاحة لمواجهة التحديات الراهنة، وتمكين الأمة من إعداد استراتيجيات موحدة لتعميق وحدة الأمة وتضامن شعوبها. أتمنى لكم جميعا طيب الإقامة بماليزيا والله يرعاكم.

كلمة مدير المعهد العالمي لوحدة المسلمين

أ. د. قطب مصطفى سانو (مدير المعهد العالمي لوحدة المسلمين)

حقا، إنه ليشرف المعهد العالمي لوحدة المسلمين تنظيم أول مؤتمر عالمي عن وحدة الأمة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين، ويشرفه أكثر أن يرحب بالعلماء المفكرين والمشاركين في هذا المؤتمر.

إن نظرة عجلى حصيفة في الواقع المؤلم والمفجع للأمة الإسلامية في هذا العصر، تجعل المرء يقتنع كل القناعة بأن الأمة ليس لها من مخرج فيما هي فيه إلا بالوحدة والتضامن، وأن الأمة لا يمكن لها أن تعيش في عصر العولمة، ولا يمكن لها أن تقود البشرية إذا لم تبتعد عن الخلافات العقيمة والهامشية والثانوية، وإذا لم توحد صفها وكلمتها لمواجهة العدو المشترك المتربص بها.

أجل، إن ثمة مسؤولية اجتماعية وفريضة دينية على المفكرين المسلمين، وتتمثل تلك المسؤولية في ضرورة القيام بالأبحاث والدراسات العلمية النيرة التي تنير الدرب وتوضح أسس الوحدة وطرق تطبيقها وتحقيقها في أرض الواقع، كما أن هناك مسؤولية موازية وفريضة دينية على  القادة المسلمين في جميع أنحاء المعمورة، وتتمثل تلك المسؤولية في ضرورة توفير المناخ المناسب، والمنبر الملائم لتحقيق حلم الوحدة بين أبناء الأمة الإسلامية، وتعميق روح التعاون والتضامن بين الشعوب الإسلامية في هذا العصر المليء بالأزمات والمحن لأبناء الأمة.

من هنا، فإن المعهد العالمي لوحدة الأمة الإسلامية يحس بأنه من الحق المشروع، والواجب الملح تنظيم هذا المؤتمر في هذا العصر، أملا في أن يسهم هذا المؤتمر والمؤتمرات القادمة في بلورة وتطوير أخلاقيات التعاون الفكري والعلمي، وتعميق ثقافة الاستفادة من مختلف مجالات العلم والمعرفة المتاحة سعيا إلى استعادة الدور الريادي والقيادي الذي كان ذات يوم لأمتنا الإسلامية في جميع أرجاء البسيطة.

إن علينا أن نتذكر جميعا بأن النجاح يعد ثمرة للجهود المخلصة المتكاملة والمتعاونة، وأننا بحاجة ماسة إلى التعاون والتواصل والترابط من أجل تحقيق غايتنا في الحياة، ألا وهي شهود الأمة الإسلامية وحضورها اللائق بها. إن التعاون بين الشعوب الإسلامية يمكن تحقيقه على مستويات متعددة وفي مجالات مختلفة، وهذا المؤتمر يأتي تأكيدا لأهمية التعاون الفكري والتواصل البناء بين المفكرين وصناع القرار في العالم الإسلامي.

إن الأمل يحدونا في أن تسهم الأبحاث المقدمة ومداخلات المشاركين وتعليقاتهم وتعقيباتهم في تسليط الضوء على تحديات العصر التي تجابهنا، كما نرنو إلى التوصل إلى الآراء والأفكار التي من شأن الأخذ بها تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الفرص الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية المتاحة لأبناء الأمة قادة ومفكرين.

وفي الختام، لا يسعني إلا أن أنتهز هذه الفرصة الذهبية لأعبر عن شكرنا العميق، وتقديرنا الفائق لجميع أعضاء اللجان المختلفة ولكل من ساعد ودعم المعهد في تنظيمه هذا المؤتمر، فعسى الله أن يجزيهم عنا خير الجزاء، ونتمنى للوفود المشاركة عودا حميدا، وإقامة سعيدة، والله يرعى الجميع.

كلمة مدير الجامعة

أ.د. محمد كمال حسن

نيابة عن الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، أود أن أرحب بالوفود المشاركة والمفكرين الذين بذلوا كل جهد من أجل المشاركة في هذا المؤتمر، والإسهام في نجاحه. إن هذا المؤتمر سيعيننا على فهم التحديات المفروضة علينا، كما سيعيننا على الاستفادة من الفرص المتعددة المتاحة لتحقيق أهدافنا وغاياتنا في الحياة.

إن هذا المؤتمر يعد خطوة نحو تحقيق رؤية المعهد ورسالته الهادفة إلى توحيد صف الأمة من أجل التغلب على كافة العقبات التي تعترض سبيل الوحدة والتضامن بين الشعوب الإسلامية.

إن الأمة الإسلامية بحاجة إلى بلورة وتطوير أخلاقيات التعاون العلمي والفكري بين أبنائها لتغدو جزء من ثقافتها، وتفكيرها، وطريقة تعاملها. يوم أن تغدو هذه الأخلاقيات جزء من ثقافتنا، سنصبح قادرين على ترجمة الأفكار بصورة علمية بناءة.

إنه من دواعي السرور والاعتزاز للجامعة أن يستضيف المعهد العالمي لوحدة المسلمين هذا المؤتمر على المستوى العالمي، وأتمنى للوفود والمشاركين المحليين مشاركة فعالة مثمرة، كما أتمنى لهم جميعا طيب الإقامة بكوالالمبور. والسلام عليكم.

كلمة  نائب رئيس المعهد العالمي لوحدة المسلمين

د. محمد عزمي عمر

(وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية)

إننا نحمد الله ونشكره على توفيقه إيانا في المعهد العالمي لوحدة المسلمين إلى تنظيم هذا المؤتمر العالمي عن وحدة الأمة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين.

إن هذا المؤتمر، يمثل، بحق، منبرا آخر تتمكن الأمة من خلاله تسليط الضوء على الفرص والتحديات التي تواجه المسلمين في جميع أنحاء العالم. إننا نرجو أن يتمكن العلماء المفكرون الأجلاء المشاركون في هذا المؤتمر من التوصل إلى اقتراحات وحلول تمكن الأمة من الاستفادة من الفرص المتاحة في هذا العصر، وتمكنها من مواجهة تحديات هذا القرن، وسيكون هذا- بلا شك- خطوة تحقيق وحدة الأمة الإسلامية.

مع شبكة العلاقات والاتصالات، يمكن أن نتبادل التجارب والخبرات والنتائج التي تمكننا من مواجهة التحديات، كما ينبغي علينا أن نستفيد من كافة الفرص المتاحة لترسيخ وتعميق مواطن القوة، وصرف كافة جهودنا كأمة واحدة.

إنني على ثقة بأن المشاركين في هذا المؤتمر والأمة الإسلامية عامة سيناضلون من أجل تقديم تعاليم الإسلام الرائعة من خلال تشجيع وتعميق وحدة الأمة على كافة الأصعدة.

وختاما، أود أن أشكر أعضاء اللجان المختلفة على تفانيهم وإخلاصهم في تنظيم هذا المؤتمر الذي غدا واقعا بعد أن كان حلما. وأملي أن تنال ضيافتنا إعجاب المؤتمرين، وإننا على استعداد لتقديم كل عون أو مساعدة.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>