{والشمس وضحاها، والقمر إذا تلاها، والنهار إذا جلاها، والليل إذا يغشاها، والسماء وما بناها، والأرض وما طحاها، ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها، كذبت ثمود بطغواها إذ انبعث أشقاها، فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها، فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها، فلا يخاف عقباها}
س: لماذا سميت سورة الشمس بهذا الاسم؟
ج: لأن الحديث فيها عن الشمس وخصائصها، استغرق عدة آيات من هذه السورة.
س: وهل الشمس مهمة إلى الحد الذي جعلها تذكر في القرآن الكريم بخصائصها ومميزاتها؟
ج: نعم، الشمس ضرورية لاستمرار الحياة على وجه الأرض، فبنورها ينكشف الظلام، وبأشعتها تنمو الكائنات من نبات وحيوان وإنسان.
س: ولماذا أقسم الله سبحانه وتعالى بالشمس؟
ج: أقسم سبحانه بالشمس في بداية السورة لينبهنا إلى أهميتها وقيمتها في حياتنا، ويذكرنا بأنه هو الذي خلقها وسخرها لنا، تشرق في النهار وتغيب في الليل.
س: ولماذا خصص بالذكر ضحى الشمس عن غيره؟
ج: لأن وقت الضحى هو الوقت الذي يتكامل فيه طلوع الشمس وسطوع نورها، فيتمكن الناس من الإبصار الجيد ورؤية الأشياء بوضوح تام.
س: وما معنى {والقمر إذا تلاها}؟
ج: أي وأقسم بالقمر وهو يتبع الشمس حيث يبزغ في السماء بعد غروب الشمس، ويغيب في النهار مع شروقها.
س: وما معنى{والنهار إذا جلاها، والليل إذا يغشاها}؟
ج: أي أقسم بالنهار الذي يجلي الشمس ويظهرها مشعة ساطعة، وأقسم بالليل الذي يغشي الشمس بظلامه، فلا يراها الناس في البلد الذي غابت عنه.
س: وما معنى: {والسماء وما بناها}؟
ج:أي وأقسم بالسماء وما فيها من النجوم والكواكب المبني على نظام دقيق موزون بحيث كل نجم وكل كوكب يدور في فلكه المحدد له بإذن الله خالقه، فلا يتقدم ولا يتأخر ولا يبتعد عن المسار المرسوم له رغم كبره وحجمه الهائل الضخم.
س: وما معنى :{والأرض وما طحاها}؟
ج: أي وأقسم بالأرض هذا الكوكب الذي خلقه الله تعالى، وجعله صالحا لحياة الإنسان والحيوان والنبات، بما وفر فيه من أسباب العيش كالهواء والماء وصلاح التربة خصوبتها وانبساطها وغير ذلك.
س: وما معنى: {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها}؟
ج: أي: وأقسم بكل نفس بشرية خلقها الله مستوية متكاملة الخصائص والمؤهلات وجعلها قابلة للتقوى والفجور والهداية والضلال حسب وجهة صاحبها، وميوله ورغباته واختياراته.
س: وما معنى: {قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها}؟
ج: معناها: بالتأكيد سيكون مفلحا ناجحا من زكى نفسه ورباها وعودها على الخير والصلاح والإيمان، وبالتأكيد سيكون خائبا خاسرا من دسا نفسه بتربيتها وتعويدها على الانحلال والتهاون والشهوات والمعاصي والكفر والضلال.
س: وهل هذا يعني أن النفس إما أن يتحكم فيها صاحبها ويقودها إلى الخير والصلاح، وإما أن تقوده هي إلى الشر؟
ج: نعم بالتأكيد إذا لم تكن للإنسان إرادة قوية وعزيمة صلبة يتحكم بها في نفسه ويقودها ويدفعها إلى الالتزام بالإسلام والعمل بأوامره واجتناب نواهيه فإن نفسه تغلبه وتجره إلى التهاون والإهمال والتكاسل، وترك الفرائض وارتكاب المحرمات فيصبح من الخاسرين.
س: وما هي قصة ثمود التي ورد ذكرها في هذه السورة؟
ج: ثمود هم قوم النبي صالح عليه السلام، الذي أرسله الله إليهم ليعلمهم كيف يزكون أنفسهم بالإيمان بالله واليوم الآخر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فطلبوا منه أن يخرج لهم من الصخر ناقة تكون دليلا ومعجزة على صدق نبوته، وفعلا أخرج الله تعالى لهم بقدرته ناقة من الصخر يحلبونها فتكفيهم جميعا بلبنها، ولكنهم مع ذلك كذبوا بنبيهم ولم يؤمنوا بالله ورسوله وقتلوا الناقة، فعاقبهم الله بصيحة قوية ماتوا بسببها جميعا إلا النبي صالح ومن آمن به أنجاهم الله من العذاب.
س: وماذا نستفيد من قصة ثمود الوارد ذكرها؟
ج: نستفيد من قصة ثمود قوم رسول الله صالح عليه السلام فوائد كثيرة منها:
1- أن الله تعالى قادر على كل شيء فبقدرته سبحانه أخرج من صخر الجبل ناقة حية مع وليدها لتكون معجزة لقوم ثمود يشربون من لبنها.
2- أن الطغيان والعناد يمنع العقل عن الاعتراف بالحق والرجوع إلى الصواب وهو الذي جعل قوم ثمود يكذبون نبيهم ويعقرون الناقة وصغيرها، فكانت النتيجة نزول العذاب عليهم.
3- أن الله تعالى لا يخفى عليه عمل الناس في كل زمان وكل مكان وهو القادر على إنزال العذاب على من يشاء متى وأين وكيف شاء، لا يمنعه أحد سبحانه.
اللهم وفقنا للخير والصلاح، وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله أولا وأخيرا.