امتطيت البارحة سيارة أجرة كبيرة لأنتقل إلى فاس، وركبت معي في نفس السيارة أستاذتان للتعليم الثانوي الإعدادي.
من بين ما تحدثنا عنه في الطريق: الصلاة، حيث ذكرتا أنهما لم تؤديا ركعتين، بينما حالتهما لا تدل على أنهما من أصحاب الصلاة.
وبعد حين قالت إحداهما للأخرى: لن نتمكن من صلاة الجمعة والساعة تشير إلى الثانية عشرة.
نظرت إليها وقلت: لا تقلقي بشأن الصلاة، فحين يصل وقتها سأطلب من سائق السيارة أن يقف لنا بعض الوقت لذلك، وستقومين أنت بخطبة الجمعة وبالصلاة ثم نستأنف طريقنا!!.
أجابت مستنكرة: أتستهزئ بي، الإمامة ليست من حق النساء.
قلت لها في اطمئنان وثقة بالنفس: هذا كان قديما، أما نحن اليوم في عصر المساواة، فلا فرق بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، ومن ذلك الإمامة في الصلاة.
قالت: لكن الشرع لا يعطي المرأة حق الإمامة في الصلاة.
أجبت وهل نطبق الشرع في الصلاة فقط دون غيرها كالإرث مثلا الذي يطالب البعض بجعله متساويا بين الذكور والإناث.
قالت: هذه مسألة اقتصادية.
أجبت: إذا كان هناك حكم صريح في القرآن، قطعي الدلالة، لا يصح تركه والعمل بغيره كما هو شأن الإرث، إذنصوصه من التي يعتبر الإعراض عنها كفرا.
قالت: نعم: هذا صحيح، خصوصا وأن نصوصا حديثية أخرى تؤكد ذلك.
قلت: مادمت اعترفت بذلك، فكذلك الإمامة لا تكون إلا للرجال، لا استخفافا بالمرأة، ولكن لحالتها الفسيولوجية والنفسية، أما نحن الآن، في سفر، والجمعة ترفع عن المسافر.