أهمية التعليم الأصيل:
يمثل التعليم الأصيل، في المنظومة التعليمية والتربوية، أساسا من أسس التشبت بالهوية الاسلامية والحضارية للمغرب، وتشكل المواد الإسلامية ومواد اللغة العربية ركيزته الأساسية، بما يجعل منه نمطا تعليميا خاصا، في هيكلته وتنظيمه التربوي، وتعد عملية مراجعة المناهج التربوية فرصة حقيقية لتجديد التعليم الأصيل تنظيميا وبيدا غوجيا:
- تنظيميا : بإدراجه ضمن النظام التربوي وإخضاعه، من حيث الهيكلة ونظام الدراسة، لقواعد النظام التربوي، باعتبارهمكونا من مكونات المنظومة التربوية.
- بيداغوجيا : ببناء المناهج الدراسية في التعليم الأصيل، استنادا إلى المبادئ التي تتأسس عليها عملية مراجعة البرامج والمناهج.
التعليم الابتدائي الأصيل:
يعد التعليم الابتدائي الدعامةالأساسية في عملية إصلاح المنظومة التربوية. وقد تمت مراجعة مكوناته وفق الاختيارات والتوجهات التربوية العامة كما حددتها لجنة الاختيارات والتوجهات التربوية.
ففي خضم ما تعرفه الساحة التعليمية من مستجدات، أصبح لزاما مواكبتها بوضع مناهج تربوية تجعل المتعلم يعايش في محيطه تحولات اجتماعية وفكرية واقتصادية. وقدأصبحت المدرسة الابتدائية في حاجة إلى مواكبة كل ماله صلة بهذه التحولات وخاصة في المجال التربوي.
وانطلاقا من المبادئ التي تحدد في ضوئها مواصفات المتخرج، تم تنظيم الدراسة بالتعليم الابتدائي وفق الأسلاك والدورات والمواد.
كما تم اعتماد نظام الأسلاك حيث أصبح التعليم الابتدائي يتكـون من سلكين : سلك أساسي تدوم الدراسة فيه أربع سنوات؛ وسلك متوسط بنفس مدة الدراسة تتوج السنة الرابعة منه بشهادة نهاية الدروس الابتدائية. وأصبحت السنة الدارسية تتكون من 34 أسبوع عمل فعلي بدل 32 أسبوعا في السابق. كما تم تنظيم الدراسة في دورتين تتكون كل دورة من 17 أسبوع عمل فعلي، حتى يتسنى استغلال الغلاف الزمني المخصص بشكل يوفر فرص الأنشطة والدعم والتحصيل.
ومن مستجدات الإصلاح التربوي دمج التعليم الأولي في منظومة التعليم الابتدائي عند تحقيق تعميم هذا الأخير في 2004 بغية تمكين شريحة عمرية مهمة من ولوج المدرسة في سن مبكرة ابتداء من سن ا لرابعة.
يتمحور برنامج السنوات الأربع الأولى من التعليم الابتدائي (أي السلك الأساسي الأصيل) حول مجموعة من الأنشطة والمواد المناسبة (تحفيظ القرآن والحديث، انشطة التواصل الشفهي، أنشطة الدعم، الإعداد للقراءة، أنشطة التخطيط والكتابة إلخ). ومن مستجدات هذا السلك أيضا إدراج تعليم اللغة الفرنسية ابتداء من السنة الرابعة، كما أدرج تعليم اللغة الأمازيغية منذ السنة الأولى من السلك الأساسي حتى السنة الرابعة منه.
أما السلك المتوسط من التعليم الابتدائي، فيستغرق أربع سنوات. وتتـوزع مقـرراته على وحدات دراسية هـي : المواد الإسلامية، ومواد اللغة العربية، والنشاط العلمي، والتربية الفنية، والرياضيات، واللغة الفرنسية، والتربية البدنية. ويبدأ تدريس الاجتماعيات في السنة الثانية من هذا السلك، وتدريس اللغة الأجنبية الثانية في السنة الثالثة.
ويتميز المنهاج الدارسي للتعليم الابتدائي الأصيل بمجموعة من المميزات أهمها التكامل والانسجام والتدرج والتنوع والتخفيف.
1- مواصفات المتعلم في نهاية التعليم الابتدائي الأصيل
يهدف المنهاج التربوي للتعليم الابتدائي الأصيل إلى تحقيق مجموعة من المواصفات أهمها :
> مواصفات مرتبطة بالقيم والمقايس الاجتماعية، وتتجلى في جعل المتعلم :
- متشبثا بالقيم الاسلامية والوطنية.
- متشبعا بروح التضامن والتسامح والنزاهة؛ والعدل والمساواة.
- متشبعا بمبادئ الوقاية الصحية وحماية البيئة؛ واحترام الحقوق في إطار الوحي كتابا وسنةوما أجمعت عليه لأمة.
- قادرا على اكتشاف المفاهيم والنظم والتقنيات الأساسية التي تنطبق على محيطه الطبيعي والاجتماعي والثقافي المباشر.
> مواصفات مرتبطة بالكفايات والمضامين، وتتجلى في جعل المتعلم :
- متمكنا من معرفة دينه والعمل به عقيدة وعبادة وسلوكا.
- قادرا على التعبير ا لسليم باللغة العربية.
- قادرا على التواصل الوظيفي باللغة الأجنبية الأولى قراءة وتعبيرا، والنطق بلغة أجنبية ثانية.
- قادرا على التفاعل مع الآخر ومع المحيط الاجتماعي على اختلاف مستوياته (الأسرة، المدرسة) والتكيف مع البيئة.
- قادرا على التنظيم ( تنظيم الذات والوقت) والانضباط.
- مكتسبا لمهارات تسمح بتطوير ملكاته العقلية والحسية والحركية.
- قادرا على استعمال الإعلاميات وعلى التواصل والإبداع التفاعلي.
- ملما بالمبادئ الأولية للحساب والهندسة.
2.- الأغلفة الزمنية ووحدات برامج التعليم الأصيل.
> في التعليم الأولي الأصيل
- الغلاف الزمني :
يستفيد الأطفال بالتعليم الأولي من غلاف زمني يصل إلى 1700 ساعة خلال السنتين وتخصص لمختلف الأنشطة، منها الأنشطة المميزة لمسار التعليم الأصيل بالإضافة إلاباقي الأنشطة التي تمكن رواد التعليم الأصيل من الاستفادة من الجسور بين التعليم العام والتعليم الأصيل.
- وحدات البرنامج :
يتكون برنامج مرحلة التعليم الأولي الأصيل من الوحدات التالية:
المواد الاسلامية (القرآن الكريم، والحديث الشريف، والعبادات، و الأخلاق والسيرة)، ومواد اللغة العربية( أنشطة التواصل الشفهي، أنشطة الإعداد للقراءة، أنشطة التخطيط والكتابة، محفوظات)، والتربية الفنية والتفتح ( أنشطة يدوية، رسم وتلوين، نشيد، مسرح)، وأنشطة الرياضيات، والأمازيغية، والتربية البدنية، وأنشطة تربية الحواس، وأنشطة علمية.
> في السلك الأساسي الأصيل
- الغلاف الزمني :
تستغرق الدراسة بهذا السلك سنتين فتوزع على غلاف زمني يصل إلى 1904 ساعة.
- وحدات البرنامج :
يتكون برنامج مرحلة السلك الأساسي من الوحدات التالية : المواد الإسلامية، ومواد اللغة العربية، والتربية الفنية والتفتح، والرياضيات، والأمازيغية، والتربية البدنية، وتربية الحواس، والنشاط العلمي، واللغة الأجنبية الأولى.
> في السلك المتوسط الأصيل
- الغلاف الزمني :
تستغرق الدراسة بهذا السلك أربع سنوات بغلاف زمني يصل إلى 3808 ساعة.
- وحدات البرنامج :
يتكون برنامج مرحلة السلك المتوسط من الوحدات التالية : المواد الإسلامية، ومواد اللغة العربية، والاجتماعيات، والرياضيات، والتربية الفنية، والتربية البدنية، والنشاط العلمي.
التعليم الثانوي الأصيل:
1- السلك الإعدادي من التعليم الثانوي الأصيل
يعتبر السلك الإعدادي الأصيل جزءا من التعليم الثانوي الأصيل ومرحلة انتقالية بين التعليم الابتدائي الأصيل والسلك التأهيلي الأصيل.
ويهدف هذا السلك إلى تكوين المتعلمين تكوينا يمكنهم من :
- اكتشاف الذات الاجتماعي بمختلف مكوناته وتنوع مجالاته، والتفاعل الإيجابي معه.
- اكتشاف الذات والوعي بها وبحاجاتها الدينية والنفسية والاجتماعية والفكرية وتحقيق التوازن بينها وبين محيطها.
- اكتساب المتعلم معارف ومهارات في مجالات معرفية مختلفة تؤهله لاختيار الشعبة الملائمة لقدراته ومؤهلاته وميولاته بالسلك التأهيلي للتعليم الثانوي الأصيل أو التوجه إلى الحياة المهنية ( التكوين المهني، سوق الشغل).
- اكتساب المتعلم قيم ومفاهيم ثقافية حقوق الانسان.
- وقد تميزت مراجعة مناهج وبرامج هذا السلك التعليمي بمجموعة من الاجراءات التنظيمية والتربوية منها :
- تنظيم الدراسة في ست دورات تتوج بالحصول على دبلوم السلك الإعدادي.
- ربط السلك الإعدادي بالسلك التأهيلي للتعليم الثانوي بواسطة الجذع المشترك بهدف إتاحة فرصة الاحتكاك بمناهج وبرامج هذا السلك قصد توجيه خريجيه توجيها يقوم على الاختيار السليم.
- مراجعة مضامين المواد الدراسية بهذا السلك بما يلائم حاجات ا لمعلمين المعرفية وتعميق مكتسباتهم باستمرار وترسيخها.
- تدريس لغة أجنبية ثانية إلى جانب اللغة الأجنبية الأولى.
- إعطاء أهمية للمشروع الشخصي للمتعلم من اجل تمكينه من قدرات التنظيم الذاتي للمشاريع الشخصية.
- إ جراء التقويم على الصعيد الجهوي وفق نظام الوحدات في دورتين (بدل ثلاث) انسجاما مع نظام التقويم بالسلك التأهيلي للتعليم الثانوي.
مواصفات المتعلم في نهاية السلك الإعدادي الأصيل
تتوخى المناهج التربوية للسلك الإعدادي الأصيل تزويد المتعلم بمواصفات من بينها :
> مواصفات مرتبطة بالقيم والمقاييس الاجتماعية :
- أن يكون متشبعا بقيم الدين الإسلامي، معتزا بهويته الدينية والوطنية محافظا على تراثه الحضاري محصنا ضد كل أنواع الاستلاب الفكري.
- أن يكون مكتسبا للقدر الكافي من المعارف والمواقف والسلوكات الإسلامية وتمثلها في حياته اليومية.
- أن يكون متشبعا بقيم الحضارة المغربية بكل مكوناتها وواعيا بتنوع وتكامل روافدها .
- أن يكون متشبعا بحب وطنه وخدمته.
- أن يكون منفتحا عل قيم الحضارة المعاصرة وإنجازاتها.
- أن يكون متشبعا بقيم حقوق الإنسان وحقوق المواطن المغربي وواجباته.
- أن يكون على دراية بالتنظيم الاجتماعي والإدا ري محليا وجهويا ووطنيا، ومتشبعا بقيم المشاركة الإيجابية وتحمل المسؤولية.
- أن يكون منفتحا على التكوين المهني والقطاعات الإنتاجية والحرفية.
- أن يكون متذوقا للفنون وواعيا بالأثر الإيجابي للنشاط الرياضي المستديم على الصحة.
- أن يكون متشبعا بقيم المشاركة الإيجابية في الشأن المحلي والوطني وقيم تحمل المسؤولية.
> موـاصفات مرتبطة بالكفايات والمضامين :
- أن يكون متمكنا من اللغة العربية واستعمالها السليم في تعلم مختلف المواد.
- أن يكون متمكنا من تداول اللغات الأجنبية والتواصل بها.
- أن يكون متمكنا من مختلف أنواع الخطاب المتداولة في المؤسسة التعليمية.
- أن يكون قادرا على التجريد وطرح المشكلات الرياضية وحلها.
- أن يكون ملما بالمبادئ الأولية للعلوم الفيزيائية والطبيعية والبيئية.
- أن يكون متمكنا من منهجية التفكير والعمل داخل الفصل وخارجه.
- أن يكون متمكنا من المهارات التقنية والمهنية والرياضية والفنية الأساسية ذات الصلة بالمحيط المحلي الجهوي للمدرسة.
- أن يكون قادرا على تكييف المشاريع الشخصية ذات الصلة بالحياة المدرسية والمهنية.
- أن يكون ممتلكا للمهارات التي تساعده على تعديل السلوكات وإبداء الرأي.
- أن يكون متمكنا من رصيد ثقافي ينمي إحساسه ورؤيته لذاته وللأخر.
- أن يكون قادرا على استعمال التكنولوجيات الجديدة في مختلف مجالات دراسته وفي تبادل المعطيات.
> الغلاف الـــزمني لدورات السلك الإعدادي :
يصل الغلاف الزمني لهذا السلك إلى 3060 ساعة تتوزع على ست دورات دراسية متساوية.
2- السلك التأهيلي من التعليم الثانوي الأصيل
يحتل السلك التأهيلي الأصيل كجزء من التعليم الثانوي الأصيل مكانة في مراجعة ا لمناهج التربوية بحيث يستجيب للتحولات الجديدة التي يعرفها ا لمجتمع وتنوع حاجاته ولتطور المعرفة التربوية وغناها والثورة العلمية والمعرفية في مجال العلوم والتكنولوجيات والإنسانيات. وذلك بهدف تحقيق علاقات تفاعلية بين المجتمع والمدرسة وتجديد وظائف المدرسة ودمجها في النسيح الاقتصادي وتنمية وترسيخ قيم حقوق الإنسان، والواجبات الدينية والوطنية.
يتميز هذا السلك بمجموعة من المميزات أهمها :
- الجذع المشترك الذي يعتبر مرحلة تثبيت لمكتسبات المرحلة الإعدادية واستكمال مكونات المجالات التواصلية والمنهجية والثقافية، يختار المتعلم، في نهايتها الشعبة الملائمة لقدراته وميولا ته.
- اعتماد نظام الدورات والمجزوءات كرؤية جديدة تحقق وحدة المجزوءة بدل الدروس المفككة، وتؤهل المتعلم للتكوين الجامعي الذي يعتمد تنظيم الدراسة في مجزوءات.
- تعميق التكوين في المواد المرتبطة عضويا بالشعبة واعتبارها مكونا إجباريا.
- مرونة الانتقال بين الشعب بفضل الجسور القائمة بينها.
- ممارسة الاختيار واتخاذ القرار من طرف المتعلم أثناء اختيار تعمق التكوين في مكون يسمح له بالانتقال من شعبة إلى أخرى.
> مواصفات المتعلم في نهاية السلك التأهيلي الأصيل
أ- مواصفات مرتبطة بالقيم والمقاييس الاجتماعية، يمكن إجمال هذه المواصفات في جعل المتعلم :
- متشبعا بقيم الدين الاسلامي، معتزا بهويته الدينية والوطنية، محافظا على تراثه الحضاري، محصنا ضد كل أنواع الاستلاب الفكري.
- منفتحا على قيم الحضارة المعاصرة في أبعادها الإنسانية.
- ملما بقيم الحداثة والديمقراطية وحقوق الانسان المنسجمة مع خصوصيته الدينية والوطنية والحضارية.
- متمسكا بالسلوك الإسلامي القويم والمثل العليا المستمدة من روح الدين الإسلامي.
- قادرا على استثمار مكتسبات العلوم الحديثة، وتوظيفها في خدمة دينه ومجتمعه.
ب-مواصفات مرتبطة بالكفايات والمضامين، تتجلى هذه المواصفات في جعل المتعلم :
- ممتلكا لرصيد معرفي في مجال العلوم الشرعية واللغوية والأدبية والعلوم الإنسانية مما يؤهله لفهم وتمثل وتحليل مختلف مكونات الثقافة العربية الإسلامية.
- ممتلكا لأدوات التعامل مع أنواع الخطاب الشرعي، والأدبي… وقادرا على فهم التراث العربي الإسلامي، والإنساني.
- قادرا على معرفة ذاته المتشبعة بالقيم الإسلامية المتسامحة والقيم الحضارية، وقيم المواطنة، وحقوق الانسان، وبلورة ذلك في علاقته مع الآخرين.
- متمكنا من توظيف الوسائل التكنولوجية المعاصرةمن أجل استدماج قيم العقيدة الإسلامية والإلمام بمكونات الثقافة العربية الإسلامية والانفتاح على مختلف الثقافات.
- متمكنا من مفاهيم التحليل والاستنتاج، ومن مهارات الاستدلال والبرهنة والحكم والتقويم.
- متمكنا من بعض اللغات الأجنبية، قادرا على استعمالها والتواصل بها.
- مؤهلا لمتابعة دراساته العليا، أو الاندماج في الحياة الاجتماعية والمهنية.
> الأغلفة الزمنية بالسلك الثانـــوي الأصيل :
يصل الغلاف الزمني بالسلك الثانوي الإعدادي إلى 3060 ساعة تتوزع على ست دورات دراسية متساوية، بينما يصل الغلاف الزمني بالجذع المشترك إلى 510 ساعة، ويصل في مختلف الشعب إلى 2550 ساعة.
وتخصص هذه الأغلفة الزمنية حسب الأسلاك والمستويات لمختلف الأنشطة والوحدات الدراسية، بشكل يراعي خصوصيات مسار التعليم الأصيل ومميزاته، ويتيح في نفس الوقت للمتعلمين الاستفادة من الجسور بين المتعلمين الأصيل والعام.
وتتولى لجن متخصصة بلورة هذه التوجهات في برامج دقيقة، وتوزيع الغلاف الزمني وفق متطلبات كل مرحلة.
(ü) نص ورقة عمل الورشة الثانية