كيف نحتفل بذكرى مولد الرسول الكريم اليوم بعيدا عن البدع والضلالات المحدثة؟


يحتفل المسلمون في مشارق الارض ومغاربها في كل سنة بذكرى مولد الرسول الكريم محمد  الذي بعثه الله رحمة للعالمين من اجل هداية الناس الى الحق ودعوتهم الى الايمان والى عقيدة التوحيد الصحيحة وعبادة الله وعدم الشرك به. وتعتبر ذكرى ميلاد الرسول  فرصة عظيمة بالنسبة للمسلمين لكي يستحضروا مكانته العظيمة ودوره الهام في تبليغ دعوة الإسلام وهداية الناس الى الايمان والحق واننتشالهم من براثن الجاهلية. إلا ان المسلمين في العصر الحاضر مع الأسف الشديد انحرفوا عن شريعة الإسلام وعقيدة التوحيد وابتدعوا عادات وتقاليد وضلالات ما أنزل الله بها من سلطان أثناء احتفالهم بذكرى مولد الرسول . ويرجع ذلك بالاساس الى جهلهم بحقيقة دين الله وبالسنة النبوية وهجرهم للقرآن العظيم وضعف وازعهم الديني والايماني واتباع اهواءهم وتقليد أعداءهم من اليهود والنصارى وعملائهم من الشيوعيين والعلمانيين والملاحدة والكفار.

لقد ابتدع المسلمون اليوم أثناء احتفالهم بذكرى مواد الرسول  بدعا وضلالات ومنكرات لاتعد ولاتحصى مثل اتخاد القبور والاضرحة أمكنة للاحتفال و اقتراف الدنوب والمعاصي وانتهاك الحرمات ودعاء الاولياء والموتى والاختلاط بين الرجال والنساء والرقص والغناء الفاحش وغير ذلك من الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع الاسلامي والتي تتنافى مع خصوصياتنا الحضارية وهويتنا الثقافية المتمثلة اساسا في الدين والعقيدة والشريعة والاخلاق والعادات الاصيلة.

كيف نحيي إذن ذكرى مولد الرسول الكريم على الوجه الصحيح.؟

إن من واجب المسلمين اليوم وهم يحتفلون بذكرى مولد الرسول الكريم تجاوز كل البدع والضلالات والمحدثات التي تتنافى مع عقيد ة التوحيد الصحيحة ومع العقل والمنطق والفطرة ثم العودة الى شرع الله تعالى والإحتكام الى القران الكريم والسنة النبوية.  إاننا حينما نحتفل بذكرى ميلاده عليه الصلاة والسلام يجب ان نضع في اعتبارنا نموذج الرحمة لانه به تراحم الناس فيما بينهم  والله عز وجل قال في حقه {وما ارساناك الا رحمة للعالمين} الاية.  وقال عليه السلام  : >انما انا رحمة مهداة<  الحديث.  كما اننا حينما نحتفل بميلاده يجب ان نتذكر سنته لنتبعها ونسير على هداها ولنجعل سلوكه واقواله نبراسا لحياتنا. واهم ما يجب ان نتحلى به هو خلقه الكريم الذي يقول الله تعالى عنه  : {وانك لعلى خلق عظيم}  الاية.  والرسول عليه السلام يقول عن نفسه : >إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق<  الحديث.

إن المسلمين مطالبون اليوم بحب نبيهم واتباعه في اقواله وافعاله وسلوكه لان ذلك يعتبر بمثابة حب لله.  قال تعالى : {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله}  الاية.  وقال  :  >والذي نفسي بيده لايومن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين<  الحديث، ومن واجب المسلمين كذلك وهم يحتفلون بذكرى ميلاد الرحمة الاقتداء والتأسي بالنبي عليه السلام مصداقا لقوله تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخرودكر الله كثيرا}  الاية.  كما انه من الواجب طاعته واتباع اوامره واجتناب نواهيه في جميع امور الدين والدنيا لان ذلك يعتبر طاعة لله  {من يطع الرسول فقد اطاع الله} الاية.  هدا بالاضافة الى حب من يحبه ومعاداة من يعاديه وكذلك الرضى بما كان يرضى به والغضب لما كان يغضب له.  فهل يمتثل المسلمون لدينهم القويم ويعملوا على إحياء ذكرى مولد الرسول  بعيدا عن كل البدع والضلالات والمحدثات التي ما انزل الله بها من سلطان ويحيوا بالتالي سنته المهجورة ويعودون الى قرآنهم المجيد وعقيدتهم الصحيحة وحضارتهم الاصيلة وهويتهم وتراثهم…؟

عمر الرماش

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>