الشباب والتغيير


كلمة لابد منها

إن موضوع الشباب قد شغل ا لناس قديما وحديثا، وأخذ من الاهتمام والعناية الحيز الأوفر، والاهتمام بالشباب أمر طبيعي لكونهم رجال المستقبل، وهم كانوا ولا يزالون أساس تقدم ورقي الأمم. والشباب هو منشأ لكل حضارة، وبهذا الاعتبار فهو الخلف التي تبني عليه الأمم والشعوب مقوماتها وخصوصياتها الذاتية. ومن هذا المنطلق فالشباب هم حاملو الرسالة الإنسانية بما فيها من خير وشر. وعليهم المعول في كل تقدم بشري.

ومن أجل ذلك فكل الرسالات السماوية أولت عناية فائقة بله. ودعت إلى احتضانه وتربيته تربية تؤهله لحمل الرسالة، ليكون أهلا للخلافة على وجه الأرض، فهذا رسول الله نصره الشباب والمستضعفون، وذلك نبي الله ابراهيم  الفتى الذي هدم الأصنام ودعا إلى عبادة الله تعالى .

وبما أن الشاب هوحجر الزاوية في كل بناء حضاري وفي كل دعوة تغييرية، فإن القرآن نوه به وسماه “بالفتوة والفتية” كما هو الشأن في قصة أصحاب الكهف، يقول الله تعالى فيهم :{“إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى}(الكهف : آية : 13). فما أعمق إيمان الشباب وأعظمه عندما يكون صادقاً خاليا من الابتذال، وصافيا لا تشوبه ضلالة الضالين ولا جهالة المبطلين، من هنا ندرك أهمية الشباب في رحلة الإيمان، فإنه سراج وهاج كلما زاد إيمانا وتقوى  ويقينا بالهدف الذي يسعى إليه.

 لفتة نظر

والشيئ الذي يجب أن نلفت إليه النظر، أن جميع الذين يسعون إلى إفساد الأمم والشعوب، يتجهون في البداية صوب إفساد الشباب بوسائل متعددة،  لأن الشباب هم الدرع الواقي للأمة، فإن وجهوا للخير والاستقامة نالت منهم الأمة الخير الكثير، وإن وجهوا للشر والخلاعة أتت منهم الشرور المستطيرة.

فالشاب يجب أن يحظى  بعناية رائعة ورعاية فائقة، فالاهتمام به من أوجب الواجبات لمن أراد أن يعيد العزة للإسلام.

وشبابناالمسلم قادر على إعادة المجد والعزة لهذه الأمة إن وجد من يأخذ بيده، حقيقة أن الاسلام قوي في حد ذاته لأنه الحق، ولكنه في حاجة أكيدة وملحة إلى رجال أوفياء أقوياء.

 الشبا ب عدة وعمدة

مما لاشك فيه أن الشباب عماد الأمة وقلبها النابض وعقلها المفكر وإليه توكل المهمات لبناء مجتمع سليم ونهضة قوية.

والشباب المسلم مدعو لخوض المعركة في سبيل الله، من أجل إعلاء كلمة الله، وهو ذخيرة المستقبل وعدة الزمن وعمدة الأجيال وعتاد الأمة، فشباب اليوم هم رجال الغد. فالأمة تعمل على بناء المصانع وتشييد المنشآت لسد حاجياتها وبناء مستقبلها، فعليها ألا تستغني عن تنشئة شباب متطلع إلى الجديد وإلى غد أفضل. وبهذا فتنشـئة الرجال على أقوم الأسس، وتربيتهم تربية ربانية هي من أشق الأعمال وأهم المنجزات، وتلك هي مهمة الأنبياء والرسل  ومن ورثهم.

فالشاب صفحة بيضاء يمكن أن يكتب فيها أي شيئ، والفكر الأسبق هوالألصق، وهو في هاته الفترة أكثر تجاوبا واشتياقا، وأكثر طواعية وانقيادا، وأسرع قبولا لما يدعى إليه.

 رسالة الشباب

إن رسالة الشباب المسلم حاليا في زمن العض على الجمر تعتبر دقيقة وخطيرة نظرا لما يطلب منه لبناء الأمة، وما يكتنف ذلك من عوامل تجعله في حيرة من أمره.

فالشباب المسلم مدعو الآن وقبل أي وقت مضى إلى تحمل المسؤولية كاملة وبقوة وعزم وإرادة صادقة، وأول تغيير يطلب منه هو تغيير مابه أولا، من شوائب ورواسب الماضي، والنهوض بحاله وصلحه مع الله تعالى.

مدجاوي محسن

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>