مجرد رأي – الحرب القذرة…


مرة أخرى تندلع حرب قذرة ولا أخلاقية في منطقة ظلت مشتعلة بالحروب والفتن والمشاكل منذ أن ابتلاها الله بنعمة البترول أو بالذهب الأسود والذي أذهب عقول أباطرة البترول وسماسرة الأسلحة في أمريكا والغرب من جهة وسوَّد وجوه العرب والمسلمين في المنطقة والعالم كله ورهن مستقبلهم ومستقبل أجيالهم القادمة للتبعية الذليلة للغرب خاصة الأمريكي المتصهين من جهة أخرى، وذلك إما :

<  استجداءاً لحمايته المزعومة من خطر عدو مزعوم هم صنعوه وجعلوا منه فزاعة في المنطقة.

< خوفا من انقطاع مساعدة أو كلأ يسير، هو في الأصل من خزائن العرب والمسلمين ومن ريع أموالهم المخزنة في أبناك ومصارف وشركات الغرب.

< طمعا في دولارات معدودة أو تخفيض ديون أو رفع عقوبات أو التغاضي عن مطبات الله وحده أعلم بها.

تندلع إذن حرب قذرة ثالثة على الشعب العراقي المسكين وكل ذنبه أن حفنة من حكامه قيل إنهم يمتلكون أسلحة دمار شامل لم يتمكن أحد من المفتشين أو المخبرين أو طائرات U2 من العثور عليها لحد الساعة!!

تدك البيوت على أهلها ليلا وهم نيام، وتضاء لياليهم بشهب “الأباتشي” وصواريخ الدمار ضدا على كل الأعراف والمواثيق الدولية، وضدا على كل الأصوات الحرة التي تملأ عواصم العالم منددة بالحرب الجائرة وضدا على معارضة دول دائمة العضوية في مجلس الأمن وأخرى مراقبة.

بالرغم من كل هذا تخرج أمريكا وحليفتها بريطانيا عن الإجماع الدولي لتستفرد بشعب أعزل إلا من إيمانه بعدالة قضيته وبعزمه على دحر الغزاة مهما كلفه الثمن. وذلك ما بدا واضحا مع بداية العدوان المزدوج بحيث اعترف العديد من القادة الأمريكان والبريطانيين بأنهم وجدوا مقاومةشرسة من طرف الجيش والمتطوعين العراقيين رغم أسلحتهم البسيطة مقارنة مع الترسانة المتطورة جدا للجيش الأمريكي. يقول الجنرال (جون أبو زيد) إن :”المعارك في الناصرية كانت أصعب المعارك التي واجهتنا” ويضيف بأن “المقاومة كانت غير متوقعة” ومما زاد طين القوات الأمريكية والبريطانية بلة هو أن الإعلام الذي راهنوا عليه منذ البداية خذلهم في هذه المرة وصار لصالح العراق، فالإعلام العربي المتعاطف مع الشعب العراقي قد أبدى تفوقا وحرفية عالية في هذه الحرب، خاصة وأنه حضي لوحده بحق التغطية المباشرة لمواقع الأحداث في حين ظل الإعلام الغربي في مجمله أسير التعليمات والتحركات الأمريكية، وحتى القنوات الأمريكية والغربية كانت عالة على القنوات العربية خاصة الجزيرة وأبو ظبي في نقل الأحداث المهمة…

ولعل أعنف ضربة تكبدثها القوات الغازية هي تلك الصور التي تثبها قناة “الجزيرة” عن القتلى والمعتقلين الأمريكان بحيث اعتبرها رامسفيلد مزعجة (DISTURBING) وذهب توني بلير إلى اتهام القناة بخرق معاهدات جونيف الخاصة بحرمة أسرى الحرب، ولا أدري أين كانت هذه المعاهدات يوم عرض الإعلام الأمريكي صور المعتقلين الأفغان وهم يجرجرون جرا ومكبلي الأيدي والأرجل في أقفاص “كوانتينامو” وتتلاحق الصور ومعها تزداد وتيرة الارتباك في القوات الغازية وتكثر “اصطدامات” الطائرات والقاذفات الطائشة للقنابل “الذكية” لتوقع مزيدا من الضحايا في صفوفهم و{يخربون بيوتهم بأيديهم}.

صور معبرة لا شك أنها ستحدث أثرها البالغ في الرأي العام الغربي والعالمي ولا تزيده سوى تذمر وغضب على هذه الحرب القذرة والبليدة، أجارنا الله وإياكم وشعب العراق الصامد من آثارها المدمرة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>