منْ أوراقِ شاهِدَة : الـعـالــم تَـحـتَ أرجُـلــِهــن، وغداً يَكُنَّ تحتَ أرجُل العالم


يا سبحان الله في شهر رمضان هذا، البَاهِي العَطِر وسبحان الله ، عدد خلقه، ورضى نفسه، وزِنة عرشه ومِداد كلماته، في هذه الأنْوار، والمواكب الروحانية التي تَشُقُّ طريقها في عَتَمَات الطين، وأوْحَال البدن المتَثَاقل إلى الثرى لِتَمنَح الروح توق الجذور إلى المطلق سبحانه وتعالى.

.. سبحان الله إذْ تَشِفُّ، تَشِفُّ الروح، تَصّاعَدُ إلى الأَعَالي في تَنَاغُم مع الجَسَد المُقَوى، المُزكَّى، فتَتَراجع الدنيا مدحُورة مَذمومة، فإذا العطش للقُرب الإلهي يكِرُّ جَارِفاَ رقْرَاقا، فتَهْمي مدامع لعبد أمام العتَبات الربانية، رغبة في التزود، وتهْفُو النفس المُغْتَسِلة مِنْ نَهْر الغُفران المُنساب طيلة الشهر الفَضِيل إلى الذي ألْهمَها فُجُورها وتقْواها لتُعْلن الأوْبة.. فسبحان الله في كل يوم صيّام، وفي كل ليلة قيام يقف فيها  العبيد سَواسي كأسنان المشط، ولا فَضل إلا بمنْسُوب القُربى إلى الله…

ولا غرابة، لا غرابة قارئي إنْ كان هذا الشهر المنصور في العهد الراشد، وفي أزمنة الإخلاص للعظيم سبحانه وتعالى، شهر الإنتصارات الكبرى في بدر وعين جالوت والزلاقة، وحرب رمضان وغيرها كثير.. فقد أدرك الفائزون الأوائل أنّ رمضان دربٌ من دُروب التقوى والتّقَوِّي، فاجتَهدوا في هَجْر المحرّمات والمناكر ما ظهر منها وما بَطن، وفي سلوك مدارج المثابرين فكان التَّمْكين الربّاني بجنود لم يروها، وبإلقاء ا لرعب في قلوب الذين كفروا، ألا يَقُول سبحانه وتعالى {وما النصر إلا من عند الله}..

ولا  غرابة، لا غرابة قارئي في أزمنة الخَوَالِف هاته التي نَحْيا هزائمها بالتّقسيط، أنّ جل الإستشهاديين والاستشهاديات في الأراضي الفلسطينية السّليبة عُرفوا في سجّل أحوالهم الربانية بأنهم مِن القوامين ومن الصوامين..

ولا عجب فأقوى الزلازل تُجاه الظلم والمظالم تُحْدِثها النفس الربانية المزودة بأمْصَال العبودية لله سبحانه وتعالى، وإلا، فما الذي يجعل صبايا في رقّة الورد وصفاء النّدى، يمتشِقْنَ أكفان الرّدَى ويتَمنْطقن بالمتفجرات ويخترقن غير هيّابات، مَتاريس العدو المَكينة ليفجرن أنفسهن بِحَزْم الرجال الفُحُول الأشاوس في كَبَد العدو، وانطلاقا من هذا المعطى النسائي الثوري الخطير التداعيات.

فلا  غرابة قارئي أن تكون أهم المخططات في الأجندة الأمريكية الصهيونية، الانكباب على ما يدعي مكرا بقضية المرأة وحريتها..

لقد عرف الأبالسة بطبيعة تفانيهم في رَصْد مَكَامِن قوتنا وضعفنا أنّ هذا الدين هو الخلاص، وهو الطريق للغلبة على الجبارين بغير ما أنزل الله، وأن لبِنَة استِمساكه وإقامة بنائه المرصوص هي المرأة، لا فقط برَعْيها لِغراس الثورة ضد الباطل داخل البيت، مِن خلال أبنائها وزوجها بإشاعة أبجَديّات الإسلام، العظيمة المنابع والمقاصد في قلوب أشبالها، وزرع قيّم العلو والإستٍقْواء بالله العلي العظيم في روح زوجها لحَثّه على التّصدي لأعْتَى القِوى وأرْسخها جنودا، وعتَاداً، بل إنها هي الأخرى المتقوية بهذا الزاد تَصنع المعجزات بالخارج أيضا.. وفي هذا السياق، هل نستطيع أن ننسى “أيات الأخرس” وأخواتها؟؟ أجْزِم أنّنا نسِيناهن، وما توقَّف مُبْدِعونا ومُفكرونا أمام هذه الأيام الربانية ليصوغوا منها ملاحم هذه الأمة التي يصنَع منها الإسلام العمالقة، وتَصْنَع مِنْها حداثةُ الغرب، الغواني المُجَاهِرات بالخطيئة، أما الغرب الصهيوني الأدرى بالمسامير التي قد تعجل بإعداد نَعْشِه فقد سارع إلى عدم الإكثرات بحدث النسَاء الإستشهاديات، وسلبه كل إشعاعه بالتزام الخرس في التعليق عليه (على غَيْر عادته) في الوقت الذي لا يفتأ ينفخ فيه في قضايا  نسائية شيطانية، وآخر الإدلة عليها، ما حدَث بالقارة السمراء بنيجيريا لدى الإعداد لإجراء مباراة ملكة الجمال العالمية..

لقد جَمع هذا الحدث كل المثالب، فمن جهة تُنظّم المباراة في دولة من أكبر الدول الإسلامية مساحة وسكاناً، ومن جهة أعظم، تَقْدَح فيها أقلية مسيحية من خلال جريدة “this Day”  في شخْص الرسول المُؤْتَى مكارم الأخلاق بجعله إنسانا شهوانيا مُتَهافتا على الزواني والغواني، وهو الذي جمع بيته المتبتلات الطاهرات، وفي نفس الوقت العالمات واليواقيت جمالا وبهاء ونوراً، ولكنه الدّر والياقوت المصُون، ومِن جهة ثالثة ينفخ الإعلام الصهيوني في مقاطعة المهرجان من طرف مِيسْ؟؟!! إسبانيا، وإسلاندة وساحل العاج وسويسرا والدانمارك، إحتجاجا على الحكم بالموت رجْما من طرف النظام النيجيري على امرأة نيجيرية بتهمة الزنا، لتوسيع رقعة العداء ضد الإسلام المعادي للمرأة..!!

وكأنالحدث ليس مَسخرة بما يكفي، تُعَنْونُ الجريدة مقالها حول مباراة الجمال هاته بالعنوان التالي : العالم عنْدَ أقدامهن “Le Monde est à leurs pieds”!!!.. فهل هناك تَبضيع واستحمار لأسمى كائنات الله : المرأة، أفدح من هذا التبضِيع والإستحمار؟؟!!!…

فَمَا عَادَ خافِيًا على أحد أن هذا التسليع للمرأة، هو تسليع رأسمالي جشع لتكديس الثروات من وراء المرأة، ولخدمة بروتوكولات حكماء صهيون  الساعية لهدم الإسلام من داخل البيوت!!! وهذه المرأة التي يثهافت العالم الشهواني  عند أقدامها سرعان ما تغدو “تَحْتَ أرجل العالم” بمجرد انطِفاء طَرَاوَة البضاعة.. وتلك هي المؤامرة الكبرى على حرية وكرامة بل إنسانية المرأة!!!

وللحديث بقية.

بقلم :ذة. فوزية حجبي

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>