متابعات ثقافية


بتعاون مع المجموعة الحضرية بفاس وبتنسيق مع مندوبية الثقافة، وفي إطار ملتقاها الفكري السنوي “منتدى الفكر المغربي الأول”  وتحت شعار : ” من أجل مفاهيم وظيفية لثقافتنا العربية الاسلامية المعاصرة” نظمت حلقة الفكر المغربي : المكتب المركزي/فاس، يوما درسيا حول المفاهيم الثقافية بمشهدنا الفكري وطبيعتها، وذلك يومه السبت 26 أكتوبر 2002 بدار الثقافة وقد قدم خلاله ذ. سعيد شبار ورقة بعنوان : بناء المفاهيم في ثقافتنا العربية، كما تحدث د. علي لغزيوي عن الاعلام واللغة العربية، ود. سعيد لغزاوي عن طبيعة المفاهم الأدبية، وإسهاماً منا في دعم هذه الحلقة الفتية نقدم تعريفاً لهذه الإطار الفكري الواعد

“حلقة الفكر المغربي” وتأسيس الوعي بأسئلة المستقبل

>> متابعة : محمد البنعيادي

1- متى تأسست “حلقة الفكر المغربي؟”

تأسس المكتب المركزي لحلقة الفكر المغربي، بمدينة فاس في أبريل 1999، وبعد ذلك تم تأسيس المكتب الجهوي بوجدة يناير 2001، وذلك في أفق تأسيس ا لمكاتب الجهوية الأخرى.

عنوان المكتب المركزي : إقامة ابن بطوطة 2 شقة رقم 8 مدخل الأدارسة، فاس هاتف : 055603595 – 062523218.

2- لماذا الحلقة؟ : “حلقة الفكر المغربي” مشروع علمي مؤسس على شبكة من الوسائل الهيكلية، وذلك في أفق الطموح إلى الإسهام الثقافي العميق، وبمعناه الشامل، بما يؤدي إلى تأسيس حالة معرفية وثقافية متجددتين بالمشهد الثقافي المغربي العام، منطلقها : المعرفة الدقيقة بواقع وتاريخ العلم والثقافة المغربيتين، وأفقها : السعي نحو كل ما يؤدي إلى تأسيس معرفة دقيقة بمستقبل الذهنية المنتجة لهذه الثقافة.

3- ما معنى الحلقة؟ : جاء في “لسان العرب” : الحلقة كل شيء استدار كحلقة الحديد والفضة والذهب، وكذلك في الناس، وتدل على حالة القوة والمنعة في الاجتماع. قال ابن الأعرابي : هم كالحلقة المفرغة لا يدري أيها طرفها؛ يضرب مثلا للقوم إذا كانوا مجتمعين مؤتلفين، كلمتهم وأيديهم واحدة، لا يطمع فيهم عدوّهم ولا ينال منهم، فهي “اسم” لجملة السلاح”.

وأي سلاح أمضى -اليوم واستقبالا- من سلاح العلم والمعرفة؟؟!

والتحلق -وهو من التفعل : أي تعمد ذلك- غالبا ما يكون حول مآدب الدرس، ومن ذلك حلقات العلم، ولذلك فمصطلح الحلقة هاهنا ذو مفهوم تغلب عليه دلالة النخبوية، بالمعنى الحضاري لكلمة نخبة، لا بالمعنى الميكيافيلي، فالحلقة بهذا المعنى تأسيس ثقافي وحضاري تقوم به عصبة من الشباب المتنور بلغ داخل جيله من الشباب الساعي إلى التنوير، وعيا كافيا بضرورة التأسيس العلمي والفلسفي المتجدد.

4- “حلقة الفكر المغربي” بأي منظور؟ :

يقصد بالفكر : اشتغال اللغة واعتمالها، لتخرج من ذاتها معرفة ترمي إلى شيء آخر غير ذاتها، وفي كتاب “التعريفات” : الفكر ترتيب أمور معلومة للتأدي إلى مجهول، على ضوء هذا المعنى يمكن تجسيد الأبعاد الفكرية لهذه الحلقة في الآفاق التالية :

< الحلقة مدار علمي وممنهج يستشرف أفق الوصف والتفسير لبنية الفكر المغربي تاريخا وواقعا.

< مهمة الحلقة؛ هي إعمال الفكر والخاطر بشكل جماعي، منظم وهادف في بنيات هذه الثقافة المغربية وترتيبها، قصد الوصول إلى نتائج وظيفية.

< اشتغال الحلقة، مشرع على الأفكار المكتوبة والمبثوثة : علما وإبداعا وعمرانا.

< أفق الحلقة : مد جسور البناء الثقافي الممنهج مع مفكرينا وعلمائنا في التاريخ والواقع قصد الإسهام المتدرج في نسج صورة واضحة ووظيفية لفكرنا المغربي.

5- في مفهوم “الفكر المغربي” :

5-1- بالمعنى الثقافي العميق : فإن مصطلح “مغربي” له واقع دلالي رحب يتجاوز واقعه المفهومي الحاضر، وهكذا فإن حضارة الأندلس وحضارة شمال إفريقيا : فكرا وإبداعا وعمرانا وتقاليد؛ تاريخا وواقعا؛ كل ذلك يمكن أن يجسد مفهوما حيا وفاعلا لفكرنا المغربي المعاصر.

5-2- في سبيل بناء مفهوم واضح ومحدد، حي وفاعل لفكرنا المغربي تاريخا وواقعا، لابد من إضاءة المرتكزات البنيوية والنظرية المتحكمة في تراكماته القريبة والبعيدة. أي : لابد من تأسيس الوعي بمكوناته الكلية والناظمة لملامحه الظاهرة والباطنة.

إن التراكم الثقافي الحاصل في التاريخ والواقع، وبالحجم الحضاري الذي يشير إليه الامتداد الدلالي لمفهوم “الفكر المغربي” يشير إلى محطات مضيئة ناضجة، وأخرى ناشئة إذ ما تزال تنسج قسماتها الخاصة بها : ما الذي يجمع بين الناضج منها والناشئ؟ ما هو المشترك الواشج بين عناصرها الأصيلة والوافدة؟ ما هو المختلف والمؤتلف؟ ما هو الهامشي والمركزي؟ ما هي عناصر تعالقها الحضاري تاريخا وواقعا؟.

هذه الأسئلة ومثلها كثير تحتاج اليوم إلى إعادة ترتيب وتأمل وقراءة، ولا يتم ذلك ولا يستطاع- سوى ببناء حالة جديدة، يستوعب من خلالها التراكم الثقافي والمعرفي الحاصل أفقيا وعموديا.

وبعد الاستيعاب تتمحض سواعد البحث المخلصة لتحليله وتعليله. فإذا تراءت مرحلة التركيب الجديد، استطاع الحقل الثقافي العام امتلاك مفهوم واضح ومحدد -وفي نفس الوقت : خصب ووظيفي- لفكرنا المغربي بالعمق والامتداد الموصوف آنفا.

ولو عينا بكون بناء هذه الحالة المعرفية الجديدة مفتقرة منهجيا إلى تأسيس أرضية علمية تلتقي عندها كافة مكونات هذا المشهد الثقافي والعلمي لنتواصل ونتحاور ونتناظر في آفاق البحث عن المشترك العلمي الواشج، وعن عناصر التنوع المخصبّة إذ كل ذلك ومثله، مما يؤسس واقعا دلاليا خصبا مفهوم فكرنا المغربي، من أجل ذلك، ومن أجل ما أشبه أسّس مشروع “حلقة الفكر المغربي” تأسيسا للوعي بأسئلة المستقبل، وبناء لتصور أعمق لبنيات ثقافتنا ومساراتها : بالأمس واليوم وغدا.

حول “منتدى الفكر المغربي”

1- حيث إن مشروع “حلقة الفكر المغربي” يسعى إلى الإشتغال العلمي الممنهج -المنظم والهادف- على حقل ثقافي متكامل وغير مجزأ، فإن منتدى الفكر المغربي هو عبارة عن محفل سنوي تُضرب خيامه من أجل تفكيك المعارف وتجميعها وتداول الرأي العلمي حولها، وهذا لا يتم إلا عن طريق لقاء مجهودات العلماء والمفكرين والمثقفين من أبناء هذا الفكر.

2- يقوم “منتدى الفكر المغربي” على أساسين:

2-1- اعتبار تاريخ الفكر المغربي وواقعه، مجالاً موحداً يستوعب مستويات من التنوع.

2-2- اعتبار الموجود من هذا الفكر المغربي منطقا للوصول إلى المفقود واعتبار المفقود حافزاً على تعميق المعرفة بالموجود.

حول المنطلقات الفلسفية لمشروع “حلقة الفكر المغربي”

< بناء الحاضر المعرفي يكون انطلاقا من استشراف أسئلة المستقبل.

< المستقبل يُستشرف بالمعرفة الدقيقة لتاريخ الذات وواقعها جملة.

< الرؤية المستقبلية معناها : توقّع الأوضاع المعرفية التي يمكن أن تترتب على تحوّلات الحاضر.

< هذا الحاضر لا يكون واضحا سوى باستيعاب وتحليل وتعليل، ثم تركيب بنياته المعرفية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية التي تُسرع من تطوره.

< رهان التاريخ والحاضر والمستقبل هو رهان تاريخ وحاضر ومستقبل العلم الذي هو بحث “بمنهج ولهدف”.

>> متابعة : محمد البنعيادي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>