إن العلماء لما اختاروا وظيفة الأنبياء طبقاللإرث الذي ورثوه عنهم صاروا بذلك مكلفين بإحياء الأمة وبعثها من جديد. وقد ثبت تاريخيا أن الأمة لاتتجدد في دينها إلا عن طريق المدارس الإيمانية، والمعاهد الشرعية، إذ هذه المؤسسات من شأنها أن تغذي الأمة بعلماء قادرين على التطبيق العملي للنصوص طبقا لمقتضيات الواقع وظروف الأمة، وبذلك ترشد حركة الأمة وتضبط، إذ لامعنى للصحوة الواعدة بدون إرشاد علماء أكفاء عارفين بمقتضيات الشرع، ومتطلبات العصر. ولتحقيق هذا الهدف دأب المسلمون على تأسيس المعاهد والمدارس الدينية
وفي هذا العدد نتعرف على معهد (اقرأ) الديني بفاس من خلال حوار مع رئيس ومؤسس المعهد الشيخ عبد الحميد صدوق وبعض الطلبة فيه
حوار قصير مع ذ. عبد الحميد صدوق
< متى تأسس المعهد؟
> لقد تأسس المعهد سنة 1994 بفاس وتمت توسعته سنة 98 مساحته الآن 250م مربع ويتكون من أربع طبقات.
< ماهو المنهج المتبع في التدريس؟
> يتم تحفيظ القرآن برواية ورش للطلبة المغاربة وبرواية حفص للطلبة الأجانب، وعملية التحفيظ تبدأ من صلاة الصبح إلى ما بعد العشاء.
أما ما يتعلق بالمدرسين بالمعهد فهم كالتالي:
1- الشيخ أحمد طلحة حاصل على الماجستير في اللسانيات يدرس النحو والصرف.
2- الشيخ محمد بن المفضل التهامي إمام وخطيب وواعظ يدرس : علم أصول الفقه، ومصطلح الحديث.
3- الفقيه عمر صغيري: يحفظ القرآن ويدرس علوم التجويد.
4- الشيخ عبد الحميد صدوق: خطيب وواعظ يدرس : الفقه، وعلم التوحيد، وفن الخطابة.
5-ويقوم بالاشراف والتفتيش فضيلة الدكتور عبد السلام الهراس حفظه الله أمين.
أما مدة الدراسة فهي خمس سنوات يتم فيها حفظ القرآن وتلقين الدروس الشرعية.
< ماهي طبيعة رواد المعهد؟
> المعهد يفتح أبوابه للطلبة المغاربة وغيرهم من الطلبة الوافدين من الأقطار الإسلامية الأخرى. فقد التحق بالمعهد طلبة من أمريكا، وبريطانيا، وسيراليون، وغينيا، ومن المغرب من اقاليم مختلفة، وكل طالب نوفر له السكنى داخل المعهد، ويعيش على نفقة المعهد، وكل ذلك متوقف على نفقة المحسنين وهي ضعيفة جدا وفي بعض الأحيان منقطعة مما يسبب لنا حرجا شديدا يعرقل نظام السير، وإننا بهذه المناسبة نهيب بالمحسنين المهتمين بالمشروع القرآني الدعوي أن يقفوا إلى جانب المعهد لتبليغ رسالته المتمثلة في إعداد الدعاة والخطباء والوعاظ والأئمة.
يمكن للمعهد أن يستوعب مائة طالب لو توفرت الإمكانيات المادية، ولكنه الآن لا يتجاوز عدد طلابه سوى 30 طالبا.
والآن بمناسبة رمضان ذهب بعض الطلبة إلى مجموعة من ا لمدن لصلاة التراويح.
وعلى هامش هذا الحوار استطلعنا آراء بعض الطلبة حول المعهد :
استطلاع لأراء بعض الطلبة بالمعهد
الاسم سعيد عباس إمام مسجد بلال بن رباح بافرتاون/ سيراليون، وخطيب الجمعة.
الجنسية : سيراليوني
السن : 43 سنة
الحالة العائلية : متزوج
التعليم الإسلامي الأصيل
يقول سعيد : هذا النوع من التعليم قليل جدا في سيراليون بعكس ماهو متوفر من معاهد هنا بالمغرب.
إن المغرب يشتهر عندنا في غرب افريقيا أنه بلد تكثر فيه الخلاوي القرآنية، والمعاهد الشرعية وعلى رأسها القرويين.
ويضيف سعيد : وجدت التعليم الشرعي، وحفظ القرآن الكريم كما كنت أتوقع. واستفدت من الطريقة والأسلوب في التحفيظ، وهذه الطريقة في الحفظ ليست معروفة عندنا.
كما أنني استفدت من مجموعة من الدروس في الفقه والنحو والأصول، ومصطلح الحديث، والتجويد، كما استفدت من بعض الكتب الإسلامية التي هي غير متوفرة عندنا، واستفدت من طريقة الوعظ والإرشاد في الدرس الأسبوعي الذي يقام في المعهد كل سبت.
أما عن الآفاق فهي بالدرجة الأولى التوفر على زاد العلم، وسلاح الإيمان أمام الهجمة الصليبية على بلادنا في افريقيا، ثم دعوة إخواننا المسلمين في تلك البلاد بالحجة البينة على صحة الإسلام وبطلان النصرانية، ثم القيام بواجب الجهاد الدعوي، ولهذه الغاية جاء بنا الشيخ عبد الحميد صدوق لهذا المعهد جزاه الله خير الجزاء.
ويحفظ سعيد عشرين حزبا
—————
الطالب محمد مقصوبة
الجنسية : غيني
السن: 18 سنة
يقول محمد : هذا النوع من التعليم موجود في غينيا لكنه دون المستوى الذي هو عليه بالمغرب، ونحن جئنا إلى ا لمغرب لشهرته عندنا بالمستوى الجيد في التعليم الشرعي.
إن الدوافع التي جعلتنا نقصد المغرب لتحصيل العلم الشرعي يعرفها الشيخ عبد الحميد صدوق فهو زارنا في غينيا فرأى ما عليه الناس من البعد عن تعاليم الاسلام ورأى ما للصليبية من نشاط في تنصير المسلمين.
ويضيف محمد : لقد وجدت التعليم بالمعهد كما كنت أتوقع والظروف مناسبة لتحصيل القرآن الكريم بشكل مضبوط بالقواعد،وتحصيل العلوم الشرعية من أساتذة وشيوخ أكفاء.
إن لي رغبة في أن أكون عالما في غرب إفريقيا، وأنقل تجربة معهد (اقرأ) إلى غرب إفريقيا لأكَوّن فيه الطلبة والعلماء والدعاة لتعزز تلك البلاد وتحميها من الغزو الصليبي.
لقد حفظت 32 حزبا إلى حدود الآن، واستفدت من دروس الفقه والنحو والاصول ومصطلح الحديث والتجويد وجزاكم الله خير الجزاء.
—————
الاسم : عبد الغني الشاوي من اقليم الرشيدية
السن: 30 سنة. حفظ بالمعهد 46 حزبا
حاصل على الاجازة في الدراسات الاسلامية
يقول عبد الغني : السبب الذي جعلني ألجأ إلى المعهد هو حفظ القرآن الكريم والاطلاع على تدريس العلوم الشرعية بالطريقة الأصيلة، وقد وجدتها أفضل من غيرها قوة وأسلوبا، والطالب يستفيد أكثر.
أما المرحلة التي قضيتها بالمعهد فكانت غنية بالاستفادة من علوم النحو والصرف والتجويد والفقه وغيرها من ا لمواد التي تدرس، واستفدتكثيرا من الدروس العامة التي تلقى كل سبت.
أما عن الآفاق فنحن نود ان نرجع لأهل العلم مكانتهم في المجتمع حتى تسعد الحياة ويسعد الناس.