أبحاث ودراسات : التعليم في سوس بين الأمس واليوم 3 العلوم التي يدرسها السوسيون


إن العلوم التي يدرسها السوسيون هي كل العلوم التي تدرس في باقي المدارس العلمية المنتشرة في مختلف مناطق المغرب فتكون بذلك سوس تسير في الركب العلمي بعد استيقاظها من سباتها العميق في القرون الأولى  إلى القرن التاسع. وقد بلغت بعض العلوم أوجها من البحث والدراسة، واستطاع العلماء أن يتمكنوا منها، ومن درسها، وتدريسها حتى اتخذت وجهة مستقلة، وحتى هيأت لها في الشعب قوة يمكن الاستمرار، والاستقرار، ثم الاستقلال في الفهم كما يتبين في مثل عمل عبد الله بن الحضيكي المتوفى مفتتح القرن الثالث عشر، والذي كان في مرتبة بناني المتوفى سنة خمس وتسعين وألف إذ كان يتتبع النقول من مصادرها، ويقابل فيحكم وفق القوانين التي أخذ أسسها من منابعها الرئيسة بكل دقة وحدة بعيدا عن هوى النفس أو ميولها راجعا إلى المصادر الأساسية لذلك رسخت الحركة العلمية بسوس حتى قدرت أن تنجب فطاحل لا تقل مكانتهم عن علماء المشرق فقد تربوا في بيئة علمية متسعة ثابتة الأساس لذلك لا ينبغي أن تجهل مكانتهم ،ولا أن يقلل من جهودهم خصوصا إذا استطعنا أن نحس الجهود الصعبة التي يبذلها السوسي حتى يتذوق اللغة العربية وعلومها ثم يستوعبها ،ويساهم في الإبداع، والإنتاجات العلمية ذات الأهمية العالية، والمكانة المرموقة . وأما العلوم التي يدرسها السوسيون والتي أنتجوا فيها مؤلفات عديدة تضاهي مؤلفات العلماء في المغرب والمشرق فمن أهمها : < علم القراءات : إن دراسة علم القراءات وإتقانه، والقيام عليه من العلوم السوسية التي سايرت عصرهم العلمي من قديم، وهو علم شريف مؤسس على قواعد علمية تدرس بمؤلفات معينة، وللسوسيين أيضا مؤلفات في الموضوع. واشتهر في هذا الفن علماء كثيرون منهم حسين الشوشاوي  المتوفى أواخر القرن التاسع، وسعيد الكرامي  المتوفى سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة (882هج)، ويحيى بن سعيد الكرامي  صاحب شرح” الدرر اللوامع في قراءة نافع”، وأحمد ابن سعيد  المتوفى سنة أربع عشرة وألف (1014هج)، وإبراهيم بن سليمان  المتوفى سنة تسع وثلاثين وألف( 1039هج)، وموسى الوسكاري  المتوفى سنة ثمان ومائة وألف (1108هج)،وغيرهم… وقد كان هذا الفن معتنى به قبل الأجيال الأخيرة اعتناء كبيرا حيث كانت لهذا العلم أهمية كبيرة، ومكانة خاصة عند طلبة سوس فهم زيادة على حفظ القرآن الذي طبقت شهرته الآفاق اعتنوا بالقراءات السبع، وإتقان الرسم المصحفي حتى أصبحت هناك مدارس معروفة بهذا العلم لذلك كان غالب العلماء إما ملمين به، أو متقنيه ثم تناقص ذلك حتى كان هذا العلم في جهة، وأرباب العلم والفهم في جهة أخرى فتحسب مئات من العلماء قلما تجد منهم من يتقنه كما تحسب عشرات من متقنيه ثم لا تراهم إلا من حفظة القرآن فقط بلا علم، ولا فهم، وهذا هو السبب حتى تناقصت أهميته شيئا فشيئا بعدما كان في الأوج، وبعدما كان له في سوس شأن يرتحل إلى أخذه عن أساتذته مثل ما فعل ابن عبد السلام الفاسي  في آخر القرن الثاني عشر فقد نزل في آيت صواب فدرس العلوم والفنون العلمية التي عنده، وأخذ هذا الفن. ذلك ما كان أمس، وأما اليوم فقد هذا اندثر هذا العلم، ولم يبق من أربابه إلا المقلون. < علم التفسير:  اشتهر هذا العلم في سوس من القديم إلى اليوم، وأول من اشتهر بهذا العلم هو أبو يحيى الكرسيفي  المتوفى سن خمس وثمانين وثلاثمائة وألف  (1385هج) المتخرج مـن الأندلس. والملاحظ في التفسير في هذه المنطقة أنه يعتني بالوجهة الإعرابية أكثر من المعاني. وقد ألف داود بن محمد السملالي  المتوفى أواسط القرن العاشر مؤلفا في إعراب أوائل الأحزاب، ثم ألف أبو زيد الجشتيمي  مجلدين في إعراب القرآن كله. وكان التفسير يدرس في كل نواحي سوس العلمية ولم ينقطع قط، وكان شيوخ المدارس يدرسونه أنصبة يومية حتى ليتعالى إلى ذلك من لم يكن به إتقان كل العلوم التي يحتاج إليها من يتصدى لذلك. ولأهمية هذا الفن والاستمرار عليه حافز ظاهر وهو أن السوسي غريب عن اللغة العربية لا يمكن أن يهتدي لمعاني الآيات إلا بالتفسير لكلماته يتلقاه عن أربابه، ولذلك شاع عندهم ثم لم ينقطع كما انقطع في جل دراسات المغرب إلى الجيل الأخير حتى الصوفية يتدارسونه. فقد كان الشيخ الإلغي يدرسه لمريديه بتتبع، وينهى فقهاءهم عن الاشتغال بالأبحاث اللفظية لئلا يتعدوا المعنى المقصود، وممن اشتهر بهذا الفن في التاريخ السوسي حسين بن داود الرسموكي  المتوفى سنة أربع وعشرين وتسعمائة، والحسن بن علي التازروالتي  المتوفى سنة ثمانين وألف، وعبد العزيز التيزختي  المتوفى أواسط القرن الثاني عشر،  وغيرهم كثير.. ومجمل القول إن هذا العلم لم يزل متداولا في تدريسهم، ولم ينقطع حتى في العصر الأخير، وقد انقطع في بعض الحواضر الكبرى، وقل المبرزون فيه والمؤلفون، وإنما شاع تعاطيه فقط بينهم، ولم يلقوه ظهريا. < الحديث والسيرة:لم يعرف هذان العلمان  نهضة علمية كبرى بسوس إلا في القرن التاسع إذ نجد من بين السوسيين حفاظا كبارا اشتهروا بهذا العلم. إذ تشهد مؤلفاتهم، وفهارسهم بهذا الاهتمام. وقد اعتادوا  كثيرا لما ضعف هذا الفن جدا أن يسردوا الكتب ك” صحيح البخاري”، و” صحيح مسلم “، و” الموطأ “، و” الجامع الصغير “، وما إلى ذلك ك” الشفاء” للقاضي عياض وغيرها من المصادر وأمهات كتب الحديث. وقد اتصلت هذه الحلقات في سوس من القرن التاسع إلى الآن؛ من أيام أبي يحيى الكرسيفي المتصف بالبراعة في الحديث والتفسير، وسعيد الكرامي الذي كان يمزج الحديث بالتفسير في كتبه الفقهية. واستمر الاعتناء بهذا العلم على مرالعصور، ومن أهم العلماء المشهورين بهذا الفن عبد الله بن المبارك الأقاوي  المتوفى سنة خمس عشرة وألف (1015هج)، والحضيكي المتوفى سنة تسع وثمانين ومائة وألف (1189هج)، وابن سالم الروداني  المتوفى في القرن الثالث عشر صاحب المؤلفات الكثيرة في الحديث والتي منها الجمع بين الكتب الستة . وعرف هذا العلم في السنوات الأخيرة تقلصا، وإهمالا من الطلبة والباحثين. وأما علم السيرة النبوية فلا يزال بعض السوسيين يعتنون به حتى إن منهم من ترجم ” نور اليقين “إلى اللغة الأمازيغية في سِفْرَيْن، وهكذا سارت سوس في قافلة العلم واستمرت في الاهتمام بهذا العلم حتى ضعف ذلك في العهد القريب، فذهبت الآثار بعدما ذهبت الأعيان لا في الحاضرة، ولا في البادية. < علوم الحديث: لازم هذا الفن فن الحديث فازدهر بازدهاره، وضعف بضعف الاعتناء به. ومن مؤلفات السوسيين في هذا العلم منظومة” نخبة الفكر ”  لمحمد بن سعيد القاضي العباسي  المتوفى في القرن الحادي العشر، و ” نظم القافية ” لمحمد بن الحسن الأمانوزي  الأديب التي ضمت فنونا عديدة منها هذا الفن، و” شرح الطرفة في الاصطلاح ” للحضيكي وغير ذلك. وعمل بعض السوسيين على ترجمة كتب الحديث إلى اللغة السوسية كـ ” الأربعيـن النووية ” و” رياض الصالحين ” للنووي، وغيرها من الكتب لفهم معانيها. < الأصـــــول :   اعتنى السوسيون بهذا العلم كباقي العلوم واهتموا به اهتماما كبيرا منذ القرن التاسع إلى الآن، واتخذ العلماء متونا أساسية للدراسة والتعليم من أهمها:” جمع الجوامع “، فتعمق فيه الطلبة والباحثون، وبرز فيه مؤلفون برعوا بروعا عجيبا كحسين الشوشاوي ، وعبد الواحد الوادنوني المتوفى سنة سبع وعشرين وثمانمائة، ومحمد بن سليمان الجزولي  المتوفى سنة ست وثمانمائة (806هج)، وأبي مهدي السجتاني  المتوفى سنة إحدى وستين وألف (1061هج)، ومحمد بنإبراهيم الهشتوكي  ثم الحوزي وغيرهم. وقد قل الاهتمام بهذا الفن من أول القرن الماضي قال المختار السوسي عن إهمال السوسيين لهذا العلم :”…. فهو إذن من الفنون التي شمسها على أطراف النخيل في  مجالس الدراسة منذ أكثر من قرن، ثم لم يتوقف من تعاطيه إلا إشارة كباقي الوشم في ظاهر اليد” < الفـقـــه :  بدأت العناية بهذا العلم في مفتتح القرن الخامس وأول من عرف به الشيخ محمد وجاك  الذي تميز بأنه فقيه حاذق بليغ، فتتابع بعده العلماء كأبي يحيى الكرسيفي في القرن السابع. وبلغ أوج تطوره في القرن التاسع والعاشر. فظهر علماء كثيرون اهتموا بهذا العلم اهتماما كبيرا، وخلدوا مؤلفات كثيرة شهدت بمكانتهم العالية، وثقافتهم المعمقة كسعيد  الكرامي شارح” الرسالة” لأبي زيد القيرواني، و”المختصر “لابن الحاجب، وعبد الواحد الرجراجي  المتوفى سنة سبع وعشرين وثمانمائة (827هج)شارح ” المدونة “لابن مالك، وداود التملي  صاحب أمهات الوثائق، وإبراهيم التامانارتي  المتوفى سنة إحدى وسبعين وتسعمائة (971هج)الذي جعل جزولة تزخر علما، وأحمد التينزرتي  المتوفى سنة ثلاثين وألف (1030هج) وغيرهم من العلماء. ولم يزل هذا الفن في علوه، وارتفاعه طوال القرون الماضية إلا أنه بدأ يتقلص منه ذلك الاستبحار الذي تميز به بعض العلماء، فتأخر بذلك سير هذا الفن عن الفنون العربية التي لم تكن مرتبتها مائلة إلى الإسفاف بعد، وقد اهتم بهذا العلم أكثر الأدوزيين، والجشتيميين، والأستاذ البونعماني ابن مسعود  إذ لا يزال هؤلاء مكبين على هذا العلم ويستحضرون كل ما في ” المعيار” وفي كتب النوازل الأخرى في سوس فتاوي السوسيين مجموعة وغيرها. وأما غيرهم فيقتصر على ما هو أدون من ذلك بكثير حتى إن فتاويهم لا تعدو نصوصها التي ينقلونها ما في التسولي ، ومتن المختصر ، وبعض شروحه وغيرها. ولا يوجد ذلك التوسع الذي كان عند أولائك الذين يدعمون فتاويهم بنصوص مستقاة من  ” المعيار ” والزرقاني اللمتوفى سنة خمس وستين وتسعمائة ( 965هج) ، وحواشيه، ثم يردفون ذلك بأصول مذهبية يستشهدون فيها بكلام القرافي المتوفى سنة  أربع وثمانين وستمائة (684هج) ، وغيره، وقد يتوسعون إلى القواعد الأصولية العامة حتى وجدت لبعضهم فتوى واحدة على هذا المنهج الموسع خرج مؤلفا خاصا، وما أكثر أمثال هذه المؤلفات عند الأدوزيين، والجشتيميين، والبونعمانيين. وقد عرف هذا الفن بعد الاهتمام الكبير الذي تميز به إهمالا في العصور الأخيرة، وانطواء الهمم، وفتور العزائم لما عرفته المنطقة من الانحلال تحت سيطرة الاستعمار. < العروض:  للعلم  الأدبي استدعاء لإتقان هذا العلم الذي تضعف طرر قوافيه على جيله، ولذلك كان يزدهر بازدهار الأدب، ويضعف بضعفه وهذا هو الواقع في هذا الفن بسوس فقد كان في عهد النهضة الأدبية السوسية الأولى مدمجا في الدراسة العامة فتتناوله أقلام التأليف. فألف فيه أبو فارس الرسموكي ثم أحمد بن سليمان الرسموكي المتوفى سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف (1133هج)  وعلي بن أحمد الرسموكي ، ولغيرهم منظومة في هذا الفن قصيرة. ثم لما انتعش الأدب مرة ثانية في العهد الأخير رجع إليه اهتمام العلماء، فدرس بعضهم الخزرجية  ودرس بعضهم غيرها. وبدأت نهضته الأخيرة في أوائل القرن الماضي حيث اشتهر بهذا العلم الأستاذ اليزيد الروداني المتوفى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف (1335هج). كما اعتنت به بعض المدارس كالمدرسة الجشتيمية ، والإلغية ، والأدوزية ، والبونعمانية ، وغيرها ثم لما ضعف مجال التدريس أدمج هذا الفن في باقي العلوم. < النحو والتصريف واللغة : إن كل العلوم التي يهتم بها السوسيون ويعتنون بها يعتبرونها تابعة لعلم اللغة العربية لمكانتهم من العجمة ولا مفتاح لهذه العلوم إلا إذا اعتنوا بها ليستطيعوا أن يفهموا ما يريدون لكونهم أجانب عن لغة الضاد، ولكنهم لا يكادون يتذوقون حلاوة أساليب اللغة حتى يستمروا في مزاولتها شغفا بها. وحين تكون اللغة والنحو والتصريف أول ما يسبق إلى  أذواقهم فلن ينسوها وإن شاركوا  في غيرها فيعضون عليها بالنواجد، ويكبون على تحصيلها والزيادة فيها. ثم بمقدار إكبارهم عليها تتزحزح العجمة عن ألسنتهم، وتتمكن روح الأساليب العربية في أذواقهم. وقد اتبع السوسيون طريقة منظمة في تعليم اللغة والنحو والتصريف فمن سلكها منهم يضمن له الفوز، ولإتقانهم هذه الفنون الثلاثة إتقانا شديدا وحرصهم عليها والتعمق في قضاياها فقد استطاعوا أن يدرسوا ” التسهيل ” لابن مالك وشروحه كـ ” شرح ابن عقيل “و” المرادي ” و” الألفية ” وشروحها ك” شرح الاشمونى “، و”الصبان”، و”لامية الأفعال ” وشروحها ك ” شرح بحرق الحضرمي”، و”أوضح المسالك” لابن هشام، و” البهجة” للسيوطي و” الآجرومية ” بشرح الأزهري والكدسي المحجوبي و”الجمل” للمجرادي، بشرح الرسموكي… وغيرها من المؤلفات والمصا در. فانكب السيوسيون يحفظون  هذه المتون حفظا وتقديرا واستظهارا للشواهد، ولا يسامح في ترك حفظ شيء منها حيث تتلى كلها دائما جماعة أو فرادى. وما قيل في النحو يقال في التصريف حيث اعتنى السوسيون باللغة، ودراسة متونها فانكبوا على مراجعة” القاموس”، و”الصحاح” و”المختار”. لقد اهتم العلماء السوسيون بهذه العلوم ونبغوا فيها، وتميزوا حتى اشتهر منهم علماء فطاحل كإبراهيم بن محمد بن عبد الله اليعقوبي  الذي قال فيه معاصروه :” آخر من أتقن علم التصريف “، وداود بن محمد السملالي  الذي كتب في إعراب أوائل الأحزاب، ومحمد بن إبراهيم البعقيلي  الذي وصف بأنه آخر من يحفظ ” كتاب ” سيبويه، ويحيى الجلموسي  الملقب بسيبويه عصره وغيرهم. وأما التأليف في اللغة فقد ألف أبو فارس الرسموكي حاشية على ” الصحاح ” للجوهري، وألف التازولتي التملي  شرحا على  ” المقصورة “المكودية وألف أيضا الاسغركيسي الهشتوكي المتوفى سنة  خمس وستين وألف (1065هج)  شرحا على المقصورة الدريدية… وغيرها من المؤلفات والمصادر التي تثبت مكانة العلماء السوسيين، وتعمقهم  في هذه العلوم  ثم إنتاجاتهم التي تضاهي إنتاجات علماء المشرق. وعلى كل حال فهذه المؤلفات وغيرها تدل على تطلع هؤلاء العلماء والباحثين لهذا العلم إذ دراسة هذه الكتب، أو شرحها، أو التعمق فيها لايتصدى لها إلا أديب، أو لغوي ماهر كبير. واهتم السوسيون بعلوم أخرى لكنها أٌقل أهمية من هذه كالمنطق، والفرائض، والحساب، والهيئة، والطب، والأسانيد، وعلم الجداول وغيرها. ومنحها العلماء والطلبة والباحثون اهتماما كبيرا، فخصصوا كتبا بدراستها، وفهم قضاياها، والتعمق في معانيها، فبرز فيها علماء فطاحل ضاهوا بذلك علماء المشرق، وأصبحت لمؤلفاتهم مكانة عظيمة. ذ. لطيفة الوارتي باحثة كلية الآداب وجدة

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>