بارقة : هل نستفيد من هذا اليوم المشؤوم؟


11 ستنبر 2001 يوم دخل تاريخ المسلمين لينضم إلى تاريخ وعد بلفلور و تاريخ اغتصاب فلسطين إلى تواريخ ضاربة في عمق التاريخ الإسلامي مرورا بسقوط الخلافة وسقوط الأندلس وسقوط بغداد إلى مؤامرات أتباع ابن سبإ.

غير أن السيناريو الجديد ظن مؤلفوه ومخرجوه ومسيروه أنه سينزل الضربة القاضية بالإسلام والمسلمين فإذا بالسحر ينقلب على الساحر، {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله} وإذا بالإسلام ينتشر ذكره ويرتفع أمره، لو أنفق المسلمون الأموال الطائلة لتحقيق ذلك ما تحقق عُشُر مِعْشَار ما أنجز وإنّ الله ليؤيد  هذا الدين بالرجل الفاجر.

وظن القوم “أن حملة 11 شتنبر ستنطلي على العالم غير أن الكذب حبْلُه قصير إذ سرعان ما حصْحََص الحق واندحر الباطل فافتضَح الكذب من أول وهلة؟! وقد حسبنا أن الأوربيين ضُبعُوا كما أظهر الإعلام الماكر ضبْعَة الشعب الأمريكي المسكين ولكن المكر السيء لم يستطع أن يُلغي عقول كثير من الأوربيين الأحرار الذين سارعوا إلى تبيان الحقيقة سرا وعلانية وقد التقينا الكثير من هؤلاء وسألناهم عن رأيهم فيما جرى فكان الجواب: إنها “فعلة أمريكية ومسرحية قارونية والأهداف واضحة.

وما يعنينا بعد هذا المُلِم الفادح هوما المطلوب منا في هذه الدوامة الهوجاء؟ لعل أولَ ما يجب تحقيقُه الإسراعُ في توحيد القيادات الإسلامية وقواعدها في الأقاليم الإسلامية للقيام بحملات عديدة منظمة حكيمة بجميع الوسائل المتاحة وبلغات القوم، ونستعين فيها بالدعاة الحكماء المخلصين من أهل كل بلد غربي، ويجب تكثيف الدعوة في أمريكا وفي عقر دارها وعبر وسائل الاتصال الحديثة التي أثبتت نجاعتها وفعاليتها ومؤازرتها بالمال والرجال والنصح.

- مساندة المراكز الإسلامية المحلية التي أثبتت جدارتها في مخاطبة الغربيين وتوعية الجاليات الإسلامية.

- حث المراكز الإسلامية الرسمية المنتشرة في العالم على مراجعة أساليبها غير المنتجة في الدعوة والعمل على ترشيد أدائها  والتنسيق المنتج فيما بينها. وقد لاحظ أحد كبار الدعاة والمفكرين المتواضعين الذي خبر شؤون كثير من هذه المراكز أنّها دون المستوى المطلوب منها مع ما تملك من إمكانيات كبيرة، فأي مسوّغ إذن لبقائها إذا لم تستجب لدواعي التجدد والتحرك من أجل التجديد والتحريك  والتوعية .

- الاهتمام بالإعلام الداخلي ومساندة الدعاة ووسائل الدعوة وترويجها على أوسع نطاق وإشعار كل من له الكلمة المسموعة أن يكون خطابُه بعد 11 شتمبر قاصدا وذا مهمات محددة من حث على التمسك بالقيم الإسلامية وبأخلاق الإسلام وبالتآخي والتسامح والجد في العمل والبذل في سبيل الله والجهاد بالمال والجاه والعمل والنفس والنيفس، والتعاون مع إخوانه المسلمين على البر والتقوى ومقاطعة لكل ما يقوي العدو ويغذي اقتصاده ووجوده.

- تشجيع الاقتصاد الوطني والإسلامي.

- توعية المسلمين بالأخطار المحدقة بهم، ومن أهم ما يجب على المسلمين عمله الإكثار من الصدقة وصلة الرحم، والتسامح مع المسيئين منهم والاستغفار للمسلمين وكف الأذى عنهم، والتطوع لتقديم الخدمات الاجتماعية والعلمية لهم والتوجه إلى الله بالاستغفار والتوبة والدعاء والتضرع مع قيام الليل والإكثار من تلاوة القرآن ونشره بين المسلمين، وحبذا لو تعيد بعض الشعوب بعض العادات اللافتة للنظر عند حلول الكوارث كما كانت تفعل نساء المغرب عند نزول النصارى على شواطئه واحتلالهم لبعض مواقعه ومدنه فتلبس النساء أحذية سوداء ومنهن من لبسن أحذية حمراء لون الدم.

فهل يمكن رفع شعار واحد في العالم الإسلامي يعكس حزننا واحتجاجنا على من يظلمنا إلى أن يكشف الله عنا الغمة؟

وبعد: فهل يستفيد أولائك الذين نصبوا أنفسهم مسؤولين أمام الله أو نُصِّبُوا من المسلمين من  هذه الفرصة الثمينة فلا يضيعوها كما ضيعوا فرصا كثيرة سابقة، فالليالي حبلى بمؤامرات رهيبة وتصميمات مفجعة ودونكم سنة 2007 يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد على يد حماة السلام هناك في واشنطن وتل أبيب؟.

د. عبد السلام الهراس

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>