في الواجهة صيحة تحذير لأهل التقصير في مواجهة التنصير


مجموعة من الأحداث تسارعت وتيرتها هذه الأيام بدءاً باختطاف مجموعة من المواطنين وإقصاء بعض الخطباء عن الخطابة  مروراً بإلقاء القبض على “خلية نائمة” لتنظيم القاعدة وصولاً بأحداث مؤسفة بالمسجد الأعظم بمدينة جرسيف بين السكان والسلطات المحلية استهدفت إقصاء الخطيب الرسمي..ثم ماحدث من افتراء واتهام لخطباء ووعاظ مدينة الناضور من قبل جريدة  الاتحاد الاشتراكي.. الخ.

لكن ما أود الوقوف عنده هو تلك الظاهرة المتجددة التي بدأت تغزو مدارسنا بعدما غزت من قبل مواقع أخرى لعل آخرها انتشار كتاب حول التنصير للأطفال في بعض المؤسسات التعليمية بـ”العاصمة العلمية”..

إن هذه المعطيات مجتمعة توحي بأننا في بلد أوروبي يريد تحصين كيانه إثر أحداث شتنبر الماضي خاصة بعدما أصبح الاسلام تهمة يحاكم أصحابه ويُضَيّق على دعاته : فمن جهة تضييق على الدين والتدين ومن جهة أخرى “غض البصر” عن حملة التنصير التي أصبحت تجتاح المجتمع المغربي حتى أصبح البعض يعلن ذلك صراحة للصحافة دون حياء أو خوف.

الكتاب هو : (كلمني عن العلاقة مع الله)، موجه للفتيان والفتيات بأسلوب ينم عن خبث كبير في الوصول إلى المستهدفين بدءاً بشرح العقيدة النصرانية ثم التعريف بالكتاب “المقدس” ووصولا إلى اقتراح العضوية في (نادي الأبطال)، هذه العضوية التي لا تكلف صاحبها إلا طلباً بسيطاً يحصل بموجبه على ” مفاجآت” منها : البطاقة الوفية ثم الذهبية ثم الذكية.

ونحن في هذا المقام لا يهمنا الرد على مضامين الكتاب السخيفة التي لا تصمد أمام العقل والفطرة بله نصوص القرآن والسنة الصحيحة، لكن ما يهمنا هو خلفيات الحدث وعلاقاته بما يُرَتَّب من مكائد لهذا البلد المسلم الأمين، فنحن لا نخاف على الاسلام من مكائد المنصرين التي مهما اشتدت فهي إلىبوار.

فلقد نشطت المخابرات في الآونة الأخيرة إلى درجة اكتشافها “خلية نائمة” لتنظيم القاعدة وفي المقابل نشطت السلطات في التضييق على مجموعة من الدعاة، وفي هذا السياق ألا يحق لنا أن نطرح مجموعة من الأسئلة منها :

- لماذا عجزت الجهات المعنية عن الكشف عن “الخلايا الصاحية” التي تعمل ليل نهار وبالدليل الملموس -وليس مجرد اتهام- على إضلال المغاربة والتركيز خاصة على شبابهم ومنهم التلاميذ على وجه الخصوص الذين لا يزالون قيد التشكل؟.

- أين “المتخصصون” في القبض على الموزعين “للمنشورات” دون ترخيص كما حدث مع مراسل التجديد بفاس؟

- هل بلغت دقة وسرية التنظيمات النصرانية في بلادنا إلى درجة العجز عن اكتشافها وكشفها؟!

- أم هل هو فصل جديد من فصول زرع الفتنة في البلاد وتشكيك المغاربة في دينهم الذي عضوا عليه بالنواجذ طيلة 14 قرنا؟ فصل ينضاف إلى فصول تكريس خيار الحداثة الفجة التي يعملدعاتها على تسويق الثقافات الأثرية، وثقافة التفسخ والانحلال في ظل حكومة التناوب التي ضربت مهرجانات الميوعة -في عهدها- رقماً قياسياً تضخمت معه ميزانيات التبذير والسفه في الانفاق وبلغت حداً لا يطاق، في حين تزداد طوابير المعطلين طولاً يوم بعد يوم وتنال من زرواطة الداخلية كلما عبرت عن سخطها وغضبها.

- لماذا هذا الحضور الملفت للنظر للمهرجانات الدولية التي تسمى زوراً وبهتاناً “ثقافية” على حساب الضمور الملفت للثقافة الاسلامية والتضييق على مؤسساتها؟

ولعل من أهم إنجازات حكومة الرفاق هو نجاحها الباهر في توسيع دائرة (الملهاة الثقافية) والتشويش على الثقافة الاسلامية بما تبثه صحافتهامن سموم وانحرافات.

إن هذا لا يعدو أن يكون محاولة لفصل المسلم عن دينه بطرق شتى وجعله يستقبل الحياة بقلب فارغ من العقيدة، عاري السلوك من عبادة وخلق، حتى يتحول إلى هدف سهل للمنصرين -وغيرهم من العبثيين.

إن المنصرين والحالة هذه، ليسوا كمن اصطاد مسلماً بل كمن استولى على امرئ شريد لا قلب له ولا مأوى. إنه هدف النصرانية الحديثة تساعدها على تحقيقه الحكومات التقدمية والعلمانية التي تزعم التسوية بين الأديان وتركب الصعب والذلول لتوهين الاسلام وآدابه وشرائعه وقيمه، ولا أدل على ذلك من إقصاء التربية الاسلامية واللغة العربية -مثلا- لتخريج أطر بصرها بالاسلام كليل وغيرتها عليه منعدمة.

إن الاسلام -كما قال المرحوم الغزالي- لا ينهزم أبداً في ميدان متكافئ وإنما تنزل به الكوارث في ميدان ذل فيه دعاته واستعبد هداته وتولى رعي الشعوب فارغو القلوب والعقول.

إنها غارة على الإسلام يتزعمها لصوص العقائد الذين ساروا مع العولمة يسرقون العقائد بعدما سرقوا الأموال والأعراض.

فليتق المسؤولون الله في هذا البلد وليقم الدعاة والوعاظ وخطباء الجمعة بمسؤلياتهم في التحسيس و الوعية.

وإن الأمر جد، لابد للوقوف في وجهه {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مومنين}.

محمد البنعيادي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>