الحداثيون العرب خارج الحدث : الجنس و انتهاك المقدسات شغلهم عن الانتفاضة


سؤال مهم يتردد على أَلْسِنة المتابعين للحركة الثقافية في السنوات الأخيرة خاصة بعد اندلاع انتفاضة الأقصى وتزايد الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل السؤال هو أين شعراء الحداثة من هذه الأحداث؟ جريدة “آفاق عربية” المصرية أجرت تحقيقا حول هذه القضية فأوضح الدكتور عبد الحميد إبراهيم أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة حلوان أن شعر الحداثة لم يستجب لتلك الأحداث لأن شعراء هذا الاتجاه ارتبطوا بالثقافة الغربية التي تتصادم مع ثقافتنا الإسلامية لذلك فشلوا في التعبير عن نبض الجماهير وأحلامهم ولم يرق شعرهم لمستوى التحديات ويذكر الدكتور عبد الحميد أن شعراء مثل محمد التهامي وفاروق جويدة ضمن شعراء آخرين عبروا بالشعر التقليدي عن مشاعر الناس وساهموا في تعبئتهم لنصرة القضية الفلسطينية في حين لم نر أي نتاج يذكر لمن يطلقون على أنفسهم شعراء الحداثة أما الناقد الأدبي محمد شرشر فيفسر عدم إسهام الحداثيين في الأحداث الجارية بأن منهجهم يقوم على تغييب الوعي ومرجعيتهم هي مرجعية وافدة لذلك فهم منعزلون عن واقع الأمة وثوابتها.

وأضاف محمد شرشر بأن موارد الحداثين الثقافية تقوم على هدم ما هو مقدس ويستبدلون به نظريات غريبة مثل الهذيان الإرادي والتشنج الجمالي وكثير من المصطلحات التي تتسم بالتعتيم لذلك فهم خارج الحدث العربي فهم خلية غربية في نسيج الأمة يجب أن يواجهوا على نفس الخط الذي تواجه به المقاومة أشكال الاجتياح العسكري فهم اجتياح ثقافي.

ومن ناحية أخرى يرى الناقد الورداني ناصف أن عدم وجود إنتاج للحداثيين العرب يناسب الأحداث الراهنة يرجع إلي عدم اتفاق منهجهم الذي يخلو من الاهتمام بالقضايا الوطنية لأن شعرهم يقوم على عرض مشاكل شخصية أو تناول مسائل الجنس وانتهاك المقدسات وهذا ما جعل الشعر التقليدي يستجيب بكفاءة وفاعلية لمتطلبات الأحداث الراهنة التي تتجاوب مع وجدان الأمة وآلامها وتطلعاتها.

عن موقع : moheet.com

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>