توسمات جارحة : سبحان الذي سوّاك من رحم الصحوة


حين داهمني الخوف في وحدتي، في غربتي ذاك المساء، ورأيت رأي العين القريب يتجهمني والبعيد يتملك أمري،والتاريخ يرسم وجوها كالحة فوق بقايا أرضي،حملت برقي وظل صهيل وأسرجت للفيض فاتحة، فانطلق يشعل غضبا تبوَّأ مقعد صحو حتى انفتحت أبواب الزلزلة .

وكنت هنا لم تُغيبي عني، تزرعين في كل درب تكوينات تنفث نورا وإن لم تمسسها نار سوى لهيب الرؤى، وتجأرين في كل صدر توقظين ما تلبد من إحساس .

ويهزني الشوق للتمرغ في أعتاب فيضك أيتها الساكنة في عنفوان الجهاد والتقاط حب الشهادة المتناثر من أبجدية التقوى الساكنة بين ضوعك، في زمان تعودنا فيه الاستسلام للهزيمة، واستطبنا مذاق الانكسار، واستطاع الصمت أن يلتف حول الرقاب ويخنق أي مشاعر يمكن أن تطل من مآقي الواقفين على حافة الجراح…

تخضني الدمعة المتلألئة في دجى الفقاعات الكاذبة المتناثرة حولك تشيعين بها ولدك الاستشهادي القادم من رحم النبوة . تشدني قطرات الحليب التي سالت منك إليه باسم الله مجراها ومرساها في خلايا روحه لتكشف عن لحظة كاشفة يريدون أن يطفئوا فيها نور الجهاد المتلألىء في سماء الراحلين فوق صهوة الشهادة ..

أيتها الشامخة في ليل الجراح تقلدي ريش الصبر، واحملي في وجهك علامات الفجر القادم من سيول الدماء، فسبحان الذي سواك من القفر لتنجبين أُسْدا تزلزل عروش كل سامري وتفجر الأسطورة التي تسعَّرت في المدائن لتصبح أشلاء وحكايات تروى للأطفال.  وتعلن : أجل لنا موعد آت لا ريب فيه، نحصد بالجهاد غابات صبح أصبح قاب قوسين أو أدنى، فقد انزاحت ستور الليل وانفطر قلب الطاغوت بالإعصار..

<  الدكتورة الأديبة  أم سلمى

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>