الإسلام دين الوسطية… إنه دين التزام الجماعة ودين اليسر ورفع الحرج والبعد عن المشقة… دين الاعتدال وترك الغلو والتكلف… إن منهج الإسلام هو منهج الاعتدال، إنه منهج وسطي في مختلف المجالات. وهذا الأصل يعتبر أساس الدين، لذلك فالدين الإسلامي محمي حماية ذاتية – بعد الحماية الربانية – من التبديل والتغيير. ولم تظهر الفتن والقواصم في الأمة الإسلامية إلا بالابتعاد عن هذا الأصل فسهل الاحتكام إلى العداوة والبغضاء.
لهذا المنهج الوسطي أصول ثابتة، وهي الإيمان بالله الواحد الأحد والإيمان بالملائكة والإيمان بجميع الكتب المنزلة وأن القرآن ناسخها والإيمان بجميع الأنبياء والإيمان بانقطاع الوحي بعد خاتم الأنبياء والإيمان باليوم الآخر وما فيه من الحساب والإيمان بالقدر خيره وشره والإيمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والإيمان بأنه لا يعلم الغيب إلا الله وحده والتسليم والرضا والطاعة المطلقة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم والإيمان بأن الحكم بغير ما أنزل الله كفر واعتبار الإيمان اعتقاداً بالقلب ونطق باللسان وعمل بالجوارح.
فالإسلام أمر بالاستقامة على وسطية الإسلام واليسر والسماحة والتوسعة. فالشريعة الإسلامية تهدف إلى تحقيق مصالح العباد وجلب الخير والمنفعة لهم، كما تهدف إلى رفع الضرر والمفاسد عنهم. لذلك فإن العبادات تقوم على اليسر والمعاملات تقوم على السماحة، واليسر هو عدم إجهاد النفس واثقال الجسم، والتوسعة هي ما يسع الإنسان ولا يضيق عليه ولا يحرج فيه. أما السماحة فهي الجود والعطاء ولين الجانب.
كما تهدف الشريعة الإسلامية إلى رفع الحرج والمشقة، والحرج هو الضيق. وقد قيل إن الحرج هو كل ما أدى إلى مشقة زائدة في البدن أو النفس أو المال حالا أو مآلا أي عدم التكليف بما لا يطاق.
ومن معالم الوسطية كذلكعدم المؤاخذة حال الخطأ والنسيان والإكراه والترغيب في قبول الرخص والحث على السماحة في المعاملات.
إدريس ولد القابلة