المرشد الوثيق  إلى أمهات المذهب المالكي وقواعد  التحقيق


إذا كان للتراث مكانة خاصة في حياة الأمم والشعوب، فإنه في حياة الأمة الإسلامية يمثل الركن الذي به تكتمل  الرؤية باتجاه تصحيح المسار الحضاري لثقافة تنشد  التمكين والعالمية لما تحمله بداخلها من مقومات بناء حضارة إنسانية متكاملة تكرم الإنسان وتحفه بكل ما من شأنه تقويم سلوكه وتزكية روحه وترشيد بصيرته. من هنا أهمية تجديد  البحث في قضايا التراث الإسلامي، تأصيلا وتأسيسا، حتى يتم تصحيح علاقتنا بالماضي الذي أريد لنا – من قبل مثقفي الحداثة والتغريب – أن نقطع صلتنا به؛ تأصيلا لمنهج الفهم   وتأسيسا لمنهج البناء؛ وفي هذا الصدد تكون الدعوة إلى تجديد مناهج قراءة التراث الإسلامي من داخل الرؤية بعين الذات، خطوة أساسية لترميم الشرخ الحاصل في الثقافة الإسلامية من جراء ما تعرضت له الأمة من انحطاط وتخلف وهبوط حضاري مشهود وخطير.

فلا جرم – إذن- بعد الذي سلف، أن موجبات الحديث عن أهمية التراث في حياة الأمة من جهة،  والدعوة إلى تجديد قراءته، فهما ودراسة وتقويما واستثمارا، من  جهة أخرى، كثيرة ومتنوعة، غير أن ثمة حاجة ملحة في هذا الحديث عن أهمية تحقيق المخطوط منه الذي لا نعرف منه وعنه إلا القليل لأسباب عدة، ذلك أن هذا الضرب من  التراث ثروة نفيسة وغنية، تختزن فكر الأمة وثقافتها وتاريخها بل وهويتها. غير  أن العمل على إخراج هذه المخطوطات يحتاج إلى منهجية وفن خاص تجعلها ذات قيمة علمية وحضارية في الآن نفسه، وهو ما يقتضي العمل على إيجاد الباحثين المخلصين، وتدريبهم لاكتساب فن تحقيق المخطوطات، بدل تركها عرضة للتلف والضياع أو تحت أيدي المتاجرين بالنصوص والأسماء والأفكار.

في هذا السياق، يأتي كتاب الدكتور حميد لحمر الموسوم بـ(المرشد  الوثيق إلى أمهات المذهب المالكي وقواعد التحقيق) إضافة علمية ومعرفية متميزة، رصد من خلالها المؤلف جزءا مهما من التراث الفقهي، وهو التراث الفقهي المالكي بحيث  سعى من خلاله فصوله ومباحثه إلى إلقاء الضوء على أهم الأصول العلمية الفقهية المالكية من أواخر القرن الثاني إلى أواخر القرن السابع، بذكر عناوينها والتنبيه على المطبوع منها و المخطوط المفقود، والمخطوط الموجود، مع الإشارة إلى مكان وجود هذا الأخير ورقمه بمكتبته.

وبالإضافة إلى هذه الإشارات القيمة، عمل المؤلف على اقتراح خطة مهمة لإنقاذ هذا التراث وإخراجه إلى النور، محققا، موثقا، وفق ما اتفق عليه علماء التحقيق من السلف والخلف، ناهينا عن تزويده الباحثين في هذا المجال بمجموعة  من المصادر وبعناوين مقالات، ومؤتمرات في مجال التحقيق من خلال مجلات متخصصة، وعلى هذا الأساس، بنى الدكتور حميد لحمر مؤلفه على قسمين أساسين، خصص أولهما لذكر أهم المؤلفات الفقهية المالكية، في حين خصص ثانيهما للحديث عن قواعد تحقيق النصوص المخطوطة، أو المنشورة بدون تحقيق، وقد جاء كل  ذلك بعبارة سهلة، وأسلوب علمي واضح، يستفيد منه كل الباحثين، وخاصة منهم المشتغلون بالفقه المالكي.

-  الدكتور حميد لحمر، أستاذ  التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله – فاس

- يتكون الكتاب من 180 صفحة من الحجم المتوسط.

-  الطبعة الأولى 2002.

تأليف : الدكتور حميد لحمر

تقديم :

تأليف : الدكتور حميد لحمر

تقديم : عبد العزيز انميرات

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>