سنَة نساء!


رابط خالد بن الوليد رضي الله عنه.. سنة في الحيرة أثناء مسيرته الجهادية الطويلة في فتوح العراق والشام، فكان إذا ذكر تلك السنة.. قال : تلك كانت سنة نساء!

الله أكبر.

إذا كانت النفوس كباراً

تعبت في مرادها الأجسام

سنة نساء يا أبا سليمان؟

رباط في سبيل الله على ثغر من ثغور الإسلام في استعداد وتحفز لا تدري متى تنشب المعركة، تسميها سنة نساء؟!

كيف لو رأيتنا في هذا العصر يا أبا سليمان؟

سنة نساء؟ قل سنوات نساء.. عقد نساء.. جيل نساء.. قرن نساء..!

إذا كانت سنتك تلك في الثغر.. سنة نساء فعمرنا كله.. عمر نساء!

يولد الرجل فينا.. ويعيش ما يكتب الله له.. ثم يموت.. لم يغز غزوة في سبيل الله بل لم يغدُ غدوة أو يرح روحة في سبيل الله، بل يعيش الرجل ويموت.. لم يرم بسهم.. ولم يطلق طلقة واحدة! حتى على سبيل الإعداد!

سنة نساء يا أبا سليمان؟

لقد أصبحنا في هذا العصر.. ولا فرق فيه بين النساء والرجال إلا الشوارب!

ليت شعري.. ماذا يقول خالد رضي الله عنه.. لو عاش بيننا ورأى كثرة عددنا وعدتنا.. ووفرة ذلنا؟.. ماذا يقول لو رأى اليهود يدنسون القدس وليس بينه وبينها إلا بضع كيلو مترات؟ ماذا يقول أبو سليمان.. لو رأى العلوج يجرون نساء المسلمين من شعورهن على شاشات التلفاز إلى المعتقلات والسجون.. أو ربما يسحبونهن في الشوارع ويركلونهن بالأقدام تحت نظر شباب الأمة الذي يرى كل ذلك وهو يأكل الشيبسي ويشرب البيبسي ويضحك ملء شدقيه ثم يحرك المؤشر على قناة أخرى ليراقب مباراة كرة قدم.. أو ليتابع أغنية تتراقص فيها بنات المسلمين يعرضن أجسادهن العارية لكل راء!

ماذا يقول أبو سليمان رضي الله عنه.. لو رأى بعض قادة الأمة يصافحون بكل حرارة الأيدي الملوثة بدماء المسلمين، يهنئونهم بأعياد ميلادهم ويتمنون لهم المزيد من التقدم والرفاهية.. لهم ولشعبهم (الصديق)!

سنة نساء يا أبا سليمان؟

ليت شعري.. كيف تقول لو قرأت رسائل المسلمات يستفتين في قتل أنفسهن.. أو قتل أجنة وضعها في أرحامهن أعلاج حمر.. تحت سمعنا وبصرنا؟!

سنة نساء؟!

أي نساء يا أبا سليمان؟ والله لنسائكم.. أرْجَلُ من كثير من رجال زماننا.. أقدر على حمل السلاح.. وأغْيَر على حرمات الله.. لقد أصبحنا أمة رقص وغناء.. رجالنا يرقصون بالآلاف.. يتمايلون مع أنغام الموسيقى!

ولو كان رجالنا اليوم.. مثل نسائكم.. ما تجرأ اليهود على أن يطؤوا أرضنا.

كم نشتاق إلى سيرتك.. ألست القائل : ما من ليلة تزف إليّ فيها عروس أنا لها محب.. أو أبشّر بغلام، بأحب إليّ من ليلة شديدة البرد غزيرة المطر.. في سرية من المهاجرين أصبح بها العدو؟!

سمير الحلواني

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>