افتتاحية : وجاء دورك أيتها المومنة الطاهرة المطهّرة لتطهّري المجتمع من العفَن الذي غطاه في غفلة عن وعيك


 

لقد أعجبني مقال لأحد الكتاب الفضلاء عنْونه بقوله “هنَّ رِجالُ الأُمّةِ” مضمونه أن الرجوله -بمعناها الإسلامي- عندما فُقدت في الذكور، فينبغي التماسها في النساء اللواتي بدأن يعطِّرن الكون بالشهامة والكرامة والشهادة على غرار سمية وأم عمارة وخولة وغيرهن كثير، فقلتُ في نفسي : إ نهُن فعلا رجال الأمة، والإرهاصات المرئية والملموسة كلها تشير إلى ذلك، فلقد احتضنها أعداء الأمة وأرادوا منها أن تكون أداة الفساد والخراب، فأبى الله تعالى إلاّ أن يجعل منها قِطار الصلاح والإصلاح، وقبس النور والتنوير.

< فأشباه الرجال بل كبارهم أصبحوا يرابطون -في ذ ل وصغار- في أعتاب البيت الأسود لعلهم يحظَوْن بالتفاتة رضا من الدّواب البشرية، ولا يرابطون ولو دقيقة واحدة بالأسحار في بيت الرحمان ليُركِّع لهم أولياء الشيطان.

< وأشباه الرجال أصبحوا يقدِّمون الشيكات المنفوخة للأزلام البشرية استرضاء لهم واستدراراً لعطفهم فلا تُقبَل منهم، بل تُضرب بها وجوههم، ولو وضعوا درهما خالصا في كف الرحمان لنمّاه لهم بركة وعزاً وسداداً وتوفيقا وجمعاً للكلمة.

< وأشباه الرجال أصبحوا يفتخرون بالعمالة والتبعية والإخلاص في التنفيذ للأوامر البشرية ضاربين عرض الحائط بالأوامر الربانية.

< وأشباه الرجال أصبحوا يتسابقون إلى تقديم مختلف الاقتراحات التنازلية الاستسلامية المذلة بدون أن يلاقوا أدنى التفاتة تقدير أو احترام، لأنهم أصبحوا أقل شأنا من أن يُعْبأ بهم {ومَنْ يُهِنِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِن مُكْرِم}(سورة الحج).

< وبيادق الأرباب البشرية أصبحوا مستعدين لتلقي الدين الجديد من آلهة العصر، إذْ لا ندري كيف سيكون مصير الشعوب الإسلامية أمام التحكُّم الجديد، هل تصوم وتزكي وتحج وتصلي بالكيفية التي ألزمها بها دينها أم لابد من تعديل يوافق أهواء طغيان الصم البكم العُمي الذين لا يعقلون.

< وأشباه المثقفين -أو زُبالاتهم- أصبحوا بمعاولهم يهدِّمون الموازين والمبادئ المعلومة من الدين والفطرة بالضرورة، حيث أصبحوا يتكلمون عن المحرّمات القطعية بالأساليب الاستخفافية والاستهزائية لهزّ الصلابة الإيمانية، وزعزعة الثوابت الا جتماعية، فيقولون  : يستنكرون -أي المسلمين- شرب الخمر وتعاطي المخدرات، لأن ذلك -في زعمهم- حرام، ويستنكرون تعرية المرأة، لأن ذلك -في زعمهم- حرام، ويستنكرون الزنا، لأنه -في زعمهم- حرام. والسلسلة طويلة، وكلها مزعومة، كأن المجتمع لا عهد له بهذه المحرمات حتى ظهر هؤلاء المسلمون في هذا العصر.

< وأشباه النساء توقَّحْن إلى درجة الافتضاح وفضح المستور، حيث أصبحن لا يستحيين أن يفضحن أعراضهن وخيانتهن لأزواجهن، ولا يستحيين أن يتباهين بالعُهر والدناءة والانغماس في ذل الرذيلة.

< وأقلام الماجورين والمأجورات شُحِذت وجُندت لتشويه صورة المرأة المسلمة بغية إحْباطها وهزْمها من الداخل، خصوصاً بعد أن رأت المسيرة النسائية الإيمانية تخطو خطوات إلى الأمام بثبات وسداد.

هذه بعض الملامح المهترئة والمنذرة بالسقوط إن لم يسرع المومنون والمومنات إلى تدارك السقوط المميت -لا قدر الله- وعلى الرّكب النسائي المؤمن الطاهر ألا يتأخر، فهذا أوانه، وهذه فرصته، فقد اشترى الله تعالى من المومنين والمومنات أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، والجنة أعدت للمتقين والمتقيات، فلماذا التأخر في البيع والصفقة رابحة بنسبة فوق التصور والتخيل.

وإذا كان الله تعالى قال للرجال : {ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون}(سورة المائدة) فنقول -من باب المشاكلة- >ادخلن عليهم وعليهن الباب فإذا دخلتُنه فانكن غالبات منصورات بإذن الله تعالى، بعد التسلح -طبعا- بالإيمان والعلم والحكمة والفهم الدقيق للعصر والمصر.

وكل عام وأنتن بخير الدنيا والآخرى وعافية البدن والروح.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>