هنيئا لنا، حلّ الهنا، نلْنا المُنَى، وافى السنا، زال الضّنَى، ذلك أن وفوداً أميركية رسمية تقوم بزيارات عمل لبعض بلادنا العربية باعتبارها أنظمة ناجحة نجاحاً باهراً تستحق أن تقدم خبراتها في محاربة الارهاب واستئصال “الأًصولية” وتجفيف منابع التدين وإلقاء الرعب في النطف التي لم تخلق، وترويع كل من يُسول له قلبُه أن يعلن توبته فيقلع عن مظاهر الفجور والفسوق والفحشاء ويقبل على ربه في المساجد وفي عمله، إن بعض البلاد العربية استطاعت أن “تحظى” بتقدير خاص من لدن المخابرات الأميريكية وما يدور في فلكها بعد أن كانت أنظمتها في الأمس القريب تكاد تقدم إلى المحاكمات بسبب انتهاكات حقوق الانسان.. وكان بعض الضباط المجرمين المشهورين بشن غارات وهجومات وحشية منذ سنوات على الأسر والجماعات من شعبهم في المدن والقبائل على وشك تقديمهم إلى المحاكمة باعتبارهم مجرمين ومنتهكين لحقوق الانسان لكنهم بعد 11 شتنبر أصبحوا “خبراء” في محاربة الارهاب فنجوا بل برزوا وسمَوْا.
إن 11 شتنبير يجب أن يجعله هؤلاء يوم عيد وطني لأنه كان يوماً تؤرخ به أمجادهم وعظمتهم واعتراف أمريكا والحلف الأطلسي والأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والوحدة الأوربية ومنظمات حقوق الإسنان بأنهم “رجالات” القرن 21 وإننا نتوقع أن يحظوا بجوائر عالمية كما فعلوا مع سلمان رشدي والكاتب الفرنسي الذي شتم الاسلام والمسلمين، ولا نستبعد أن ينال نزار وعصابته بالجزائر وغيرهم بغيرها جوائر نوبل والأمم المتحدة والوحدة الأوربية على ما حققوه من دمار وما أنجزوه من فتن ببلادهم بل وبخارجها، ويجب أن يقوم الاقتراح بعدم نسيان السفاحين : سنكوح بسيراليون وتايلور بلبيريا وتشومبي بكاطنكا الكونغو وقرنق بالسودان، وبعض أبطالنا العروبيين الأموات والأحياء الذين حاربوا “الاسلام” وعلماءه وشبابه ورجاله وثقافته ونسيت أن أذكر بعض أولئك المسؤولين -سابقا ولاحقا- عن الثقافة الذين يشهد لهم الخاص والعام باحراقهم لكتب التراث وبمآت الأطنان، ومحاربة المصاحف القرآنية -حاشا قراءة ورش!!-.
إن هؤلاء يستحقون جوائز وإن كانت جوائز محلية ومتواضعة، فمرحى مرحى بهذا التقدم الذي أحرزناه حتى أصبحنا محط أنظار العالم المتحضر بقيادة أمريكا وصرنا نقرأ ونسمع أن زعماء بعض الأنظمة النموذجية في السوء والطغيان تتبارى على استدعاء أكبر الخبراء في مكافحة الارهاب ليستفيدوا من خبراتهم الرائدة في هذا المجال، وهذه مفخرة تاريخية عظيمة تدل على أن الأنظمة التي قامت على أساس “طرد اسرائيل” وتحقيق الرفاهية والتقدم لرعاياها واحلال بلدانها المكانة اللائقة بين الدول والأمم قد وفت بعهودها وأنجزت وعودها واستطاعت أن تحقق هذا “السبق” الكبير في مكافحة الارهاب حتى رأينا وشاهدنا أكبر دولة في العالم تتجه إليها للاستفادة من هذا التقدم” الكبير و”الخبرة العظيمة” ويحق لشعوب هذه الأنظمة أن تفاخر العالم المتحضر بهذا الصيت الخالد والمكرمات العظيمة وعلى هذه الشعوب أن تضاعف من الطاعة والخنوع وعلى “المفكرين” و”المبدعين” والفنانين أن يشيدوا بعظمة “قادتهم” الملهمين بكل حماسٍ وخشوع وعلى “شرّون” (جمع شر) أن يتتلمذ على هؤلاء الشيوخ : شيوخ إبادة الارهاب وتجفيف منابع التدين ومنابع الشعور بالحرية والكرامة ومنابع الشهامة والإباء والرجولة ليستحق اسمه هذا الجمع بالواو والنون وإن كان جمعهم هم جمع تكسير : “شرور” وإن كان الصنفان معا يشتركان في أصل المادة :”شرٌّ”.