بارقة: الأعمال القذرة في أفغانستان وغيرها نحن نقوم بها


السياسة  الأمريكية الجديدة إزاء “الإرهاب” و”الإرهابيين” والدول والجماعات والأفراد الذين ترى فيهم خطراً عليها وعلى استراتيجيتها وسياستها في العالم وعلى مصالحها الاقتصادية والتجارية والسياسية وعلى كيان ربيبتها ومكفولتها اللقيطة التي يسمونها “اسرائيل”، تقوم هذه السياسة على القضاء على أعدائها أولئك بأقل خسَارة ممكنة في أرواح الأمريكان كما يقع الآن في أفغانستان حيث لم يسجل من قتلاها سوى أرقام قليلة مقارنة بالخسارة الفادحة التي أصابت الشعب الأفغاني الذي فقد على الأقل عشرات الآلاف بين قتيل وجريح عدا الذين أصيبوا بشتى الأمراض بسبب القصف الأمريكي والفرار من الجحيم إلى الدمار في الجبال والصحاري والقفار و إن كانت أمريكا قد شاركت دوستم الشيوعي في إبادة أكثر من 600 أسير في قلعة جانغي.

إن مهمة “بعض “المسلمين هي القيام بالأعمال الوسخة وانجاز ا لأفعال القذرة التي تتجلى في التجسس على إخوانهم المسلمين أو استئصال شأفتهم بالاغتيالات والمحاكمات الظالمة والزج بهم في السجون والإجهاز عليهم بكل قساوة وشراسة وهُم بداخلها وقد يوكونون مقيدين مكبلين كما وقع سابقا مراراً وتكراراً وكما يقع اليوم في أفغانستان.

ومن هذه الأعمال القذرة ترويج الشائعات المزوّرة والأخبار الكاذبة والصور الملفقة والتهم الباطلة من خلال “مقالات” و”تحليلات” و”تعليقات” ومن خلال أفلام ومسرحيات وتحقيقات صحفية بل ومن خلال كتب وندوات ومحاضرات إلى غير ذلك من وسائل.

ومن هذه الأعمال القذرة : إفساد مناهج التربية والتعليم وإفساد الأسرة وتقويض دعائمها باسم حقوق المرأة وحقوق الطفل، وإجهاض مناهج البحث العلمي ومشروعاته الجادة ومطاردة الباحثين المخلصين واضطرارهم إما لليأس والقُبوع وإما لمفارقة بلدهم والهجرة إلى الخارج حيث يجدون البيئة العلمية والتشجيع والمكافآت المغرية. وقد تصل هذه الأفعال القذرة إلى عزل الأكفاء والأدمغة العظيمة من الوظيفة والمسؤولية بل وإلى الإلقاء بهم في غياهب السجون كما وقع بباكستان وغيرها، وربما أصبحت المهمة أكثر بشاعة وقذارة بالاغتيالات!!!

إن القوى الطاغوتية والمُفسدة في العالم قد وجدت في العالم الإسلامي أوساطاً كثيرة تتسابق للقيام بتلك الأفعال الوسخة والأعمال القذرة قبل مرحلة الاستعمار وأثناء مرحلة الاستعمار وبعد مرحلة الإستعمار، ولم يقتصر الأمر على “أفراد” بل أصبح لهذه المهمة منظمات وأحزاب ومؤسسات وهيآت وأنظمة.. وصحف ومجلات وشركات سينمائية وممثلون ومفكرون وكتاب..

ويعتبر العالم الإسلامي وعلى رأسه العالم العربي المخترم >بالخاء المنقوطة فوق< في مقدمة العالم الذي تزدهر فيه سوق شراء الضمائر والتأجير للقيام بالأعمال القذرة ولا ينافسه في ذلك سوى دول افريقية مثل رواندا وبروندي وسيراليون وليبيريا. وإلى الله المشتكى من هؤلاء الخونة المجرمين الذين يخونون أمتهم وشعوبهم لقاء ألقاب  زائلة ودراهم معدودة بائرة وشهوات خبيثة دنيئة. فاللهم طهر البلاد من رجسهم وأرح العباد من دنسهم وألحقهم يارب بإخوانهم المنهزمين من المنافقين، آمين.

د. عبد السلام الهراس

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>