هكذا يفكر بن لادن ويتحدث


لأن الاتصال مع أسامة بن لادن، في هذه الظروف، أصبح مستعصيا تماما، فقد عمدنا في هذا الحوار الافتراضي معه إلى الاعتماد على لقاءات صحفية سابقة أجراها بعد عودته إلى أفغانستان أو قبل ذلك أثناء اقامته بالسودان. ومعلوم أن آخر حوار صحفي أجراه أسامة بن لادن كان في 23 دجنبر 1998 مع الصحفي الباكستاني “رحيم الله يوسفزاي”. ومنذ ذلك الحين لم يلتق ابن لادن مع أي صحفي أجنبي،  لأن حركة “طالبان” منعته من ذلك. وعوض اللقاءات الصحفية أصبح ابن لادن وفريقه يسجلون أشرطة فيديو يوزعونها بالخارج على بعض المجموعات المنتقاة من الاسلاميين أو الساسة أو الصحفيين. وفي هذا الحوار الافتراضي قمنا بتحوير بعض الأسئلة كي تتلاءم مع السياق الراهن. لكننا حرصنا على الاحتفاظ بحرفية أجوبة ابن لادن مع الإشارة الى مصدرها.

< الشيخ أسامة بن لادن، ما هو ردكم على الاتهامات الأمريكية، التي تربط بينكم وبين ما جرى يوم 11 شتنبر في نيويورك وواشنطن؟

> >بسم الله الرحمان الرحيم بعد التفجيرات الأخيرة التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية توجهت بعض أصابع الاتهام الأمريكية إلينا واتهمتنا بالوقوف وراءها.

وقد عودتنا الولايات المتحدة على مثل هذه الاتهامات في كل مناسبة يقوم فيها أعداؤها الكثر بتسديد ضربة اليها.

وبهذه المناسبة فإنني أؤكد أنني لم أقم بهذا العمل الذي يبدو أن أصحابه قاموا به بدوافع ذاتية عندهم.

أما أنا فإنني أعيش في إمارة أفغانستان الاسلامية، وقد بايعت أمير المؤمنين على السمع والطاعة في جميع الأمور، وهو لا يأذن بالقيام بمثل هذه الأعمال من أفغانستان<.(1).

< هل تعرفون الأشخاص الذين يحملون الأسماء التي نشرتها المخابرات الأمريكية متهمة إياهم باقتراف التفجيرات؟

> >كل ما أعرفه هو أن الذين يضحون بحياتهم من أجل مرضاة الله هم الرجال الحقيقيون، انهم يحاولون إخراج الأمة الإسلامية من الذل. وإننا نقدرهم تقديرا عاليا<(2).

< ولكن دعواتكم المتكررة لمحاربة أمريكا قد تكون وراء هذه العمليات؟

>لقد أصدرت الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد الولايات المتحدة واسرائيل فتوى واضحة تدعو الأمة الإسلامية إلى الجهاد من أجد تحرير الأماكن المقدسة. وقد استجابت أمة محمد  لهذا النداء.

إذا كانت الدعوة للجهاد ضد اليهود وضد الأمريكيين من أجل تحرير المسجد الأقصى والكعبة المشرفة تعتبر جريمة، إذن فليشهد التاريخ بأني مجرم..<(3).

< ولكن عمليتي نيويورك وواشنطن قد أودتا بحياة عدد من الأبرياء؟

> هذا لا يعني أن لدي علاقة بعمليتي التفجير. ولكني أريد أن أقول لك >في حروب هذا العصر. لا وجود للأخلاق. نحن نؤمن بأن أسوأ اللصوص في عالم اليوم واسوأ الارهابيين هم الأمريكيون. لا ينبغي أن نميز بين العسكريين والمدنيين. فهم جميعا أهداف لنا<(4).

< ولكنهناك فرق بين الإدارة الأمريكية والجيش الأمريكي من جهة وبين المدنيين الأمريكان؟

> >أنت تقول إنني أحارب المدنيين الأمريكيين.. إن عدوي هو أي إنسان أمريكي يقاتلني ولو بدفع الضرائب للإدارة الأمريكية(5).

< ولكن المدنيين أبرياء وقتلهم..

> حين يتم قتل ستين يهوديا داخل فلسطين، كل العالم يتجمع.. لانتقاد العمل. في حين أن قتل 600 ألف طفل عراقي (بسبب العقوبات) لا يلقى نفس رد الفعل.

إن قتل هؤلاء التلامذة العراقيين هو حرب صليبية ضد الإسلام. وقد أعطانا قادتنا المؤمنون وعلماؤنا فتوى بضرورة إخراج الأمريكيين<(6).

< هل تتوقعون هجوما أمريكيا على أفغانستان إذا بقيتم داخلها؟

> >إن أي هجوم أجنبي على أفغانستان لن يستهدف فردا واحدا. لن يستهدف أسامة بن لادن شخصيا. فالواقع أن أفغانستان التي رفعت راية الإسلام أصبحت تشكل هدفا للتحالف الصليبي-اليهودي.

نحن نتوقع أن يتم قصف أفغانستانرغم أن الكفار سيقولون أنهم يفعلون ذلك بسبب تواجد أسامة. لهذا نعيش نحن وإخواننا في هذه الجبال بعيدا عن قرى ومدن المسلمين، وذلك لتفادي أي ضرر يلحقهم بسببنا<(7).

< الشيخ أسامة، ماذا لو طلبت منكم حكومة طالبان مغادرة البلاد؟

> >هذا ليس بالأمر المنتظر، فنحن لا نتوقع أن يتم سوقنا خا رج هذه الأرض، ونحمد الله الذي جعل هجرتنا هجرة إلى الله وللدفاع عن الإسلام<(8).

< تعرض الشعب العراقي لهجمات أمريكية وبريطانية متعددة، ولا يزال، كيف ترون الوضع هناك؟

> >ليس هناك أدنى شك في أن الهجمات الجبانة تؤكد أن بريطانيا وأمريكا تقومان بها باسم اسرائيل واليهود، معبدين الطريق أمام اليهود لتقسيم العالم الإسلامي مرة أخرى، واستعباده ونهب ما تبقى من ثرواته.

إن جزءا كبيرا من القوة التي قامت وتقوم بالهجمات تأتي من بعض دول الخليج التي فقدت سيادتها. وها هم الكفار الآن يطؤون الأرض التي ولد فيها محمد  والأرض التي نزل فيها القرآن الكريم عليه.

إن الوضع جدي، والحكام أصبحوا بدون سلطة، فواجب المسلمين هو القيام بواجباتهم، طالما أن حكام المنطقة قبلوا احتلال بلدانهم<(9).

< تتهمكم الولايات المتحدة بمحاولة الحصول على الأسلحة ا لكيماوية والنووية، ما هو تعليقكم على ذلك؟

> >الحصول على السلاح من أجل الدفاع عن المسلمين يعد واجبا دينيا. وإذا كنت قد حصلت بالفعل على هذه الأسلحة، فإني أشكر الله تعالى لأنه مكنني من ذلك. وإذا كنت أحاول الحصول على هذه الأسلحة، فإنني أقوم بواجب ديني.

إن المسلمين مذنبون إذا لم يحاولوا الحصول على السلاح الذي يردع الكفار من إلحاق الضرر بالمسلمين<(10).

< لقد جعلت منكم الولايات المتحدة عدوها رقم واحد، هل أنتم أسفون لذلك؟

> >إن مواجهة أمريكا واجب ديني، ونحن نرجو أن نتاب عن ذلك من الله سبحانه وتعالى. أن تدعونا الولايات المتحدة بالعدو رقم 1 أورقم 2 لا يضيرنا في شيء. فأسامة بن لادن واثق بأن الأمة الإسلامية ستتحمل مسؤوليتها. وأنا واثق بأن المسلمين سيكونون قادرين على إنهاء خرافة القوة العظمى التي اسمها أمريكا<(11).

< ألا تخافون من القوة الأمريكية؟

> >لا تخيفنا، بفضل الله، صواريخ أمريكا<(12).

< ألا تخشون الموت؟

> > في إحدى المرات، كنت على بعد ثلاثين مترا فقط من الروس وكانوا يريدون أسري.. كنت تحت القصف. ولكني كنت هادئا في قرارة نفسي لدرجة أنني نمت.. رأيت قذيفة “مورتر” أرضية أمامي، لكنها لم تنفجر بفضل الله. أطلقت طائرة روسية أربع قنابل أخرى على موقعنا، لكنها لم تنفجر، هزمنا الاتحاد السوفياتي، وفر الروس هاربين.

لا، لم أخف أبدا من الموت، فنحن كمسلمين، نؤمن بأننا حين نموت، نذهب الى الجنة، وقبل أي قتال يرسل الله علينا سكينته<(13).

< هل تعتقدون أنه من السهل تحطيم الولايات المتحدة؟

> >لقد كانت روسيا رأس المعسكر الشيوعي. وبانهيار روسيا، انزاحت الشيوعية عن أوربا الشرقية. وكذلك إذا قطع رأس الولايات المتحدة، فإن عدة مملكات عربية سوف تسقط.

إذا كان بالإمكان تدمير روسيا، فإن الولايات المتحدة أيضا يمكن قطع رأسها، فهما مثل جرذين صغيرين متشابهين<(14).

< الأمريكان الذين تكرهونهم الآن، حاربتهم إلى جانبهم في أفغانستان ضد القوات السوفياتية، كيف تفسرون ذلك؟

> رغم قتالي إلى جانب الأمريكيين، >فإني أكره الأمريكان دائما لأنهم ضد المسلمين.. لم نكن نريد المساعدة الأمريكية في أفغانستان، ولكن الذي حصل هو أننا كنا نحارب نفس العدو<(15).

الهوامش

(1) من البيان الصحفي الذي زود به محطة الجزيرة التلفزية بقطر.  //  (2) مجلة “تايم” الأمريكية 11 يناير 1999.

(3) صحيفة “ذو نيوز” الباكستانية 23 دجنبر 1998

(4) محطة “أي. بي. سي نيور” الأمريكية يناير 1999.

5) عن صحيفة “لوس اجيليس تايمز” التاريخ والمصدر مجهولان.

(6) صحيفة “ذو نيشن” الباكستانية 21 شتنبر 1998.

(7) صحيفة “ذو نيوز” الباكستانية 23 شتنبر 1998

(8) صحيفة “ذون نيوز” الباكستانية 23 شتنبر 1998.

(9) مجلة “تايم” الأمريكة 11يناير 1999.

(10) صحيفة “ذو نيوز” الباكستانية 23 دجنبر 1998.

(11) مجلة “تايم” الأمريكية 11 يناير 1999.

(12) في حوار مع محطة “الجزيرة” القطرية 1998

(13) صحيفة “انديباندانت” البريطانية روبرت فيسك -شتنبر 1998.

(14) عن “غارديان” البريطانية تاريخ غير معروف.

(15) في حوار مع قناة الجزيرة” القطرية 1998.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>