في إطار تحقيق التواصل، وتبادل الخبرات بين مختلف المعاهد القرآنية والمدارس العتيقة، نظمت جمعية الإمام الغزالي بدبدو يومين دراسيين تحت شعار “من أجل مشروع تربوي فاعل” بتاريخ 23- 24 2001/6/. وقد تضمن جدول الأعمال الأنشطة التالية :
1- كلمة الجمعية المضيفة.
2- واقع المدارس القرآنية : مدرسة الإمام مالك نموذجا للأستاذ ميمون بريسول.
3- المشروع التربوي للمدارس العتيقة : التصور والأهداف للأستاذ عبد الحميد الداودي.
4- المبادئ التربوية الأساسية عند المسلمين، للأستاذ عبد القادر غريب.
5- خمس ورشات عمل : – مواصفات طالب المدرسة العتيقة – المدرسة القرآنية والمحيط : أية علاقة – الموارد المحسنون – المناهج – الإطار المشرف.
وقد شارك في الملتقى 16 جمعية من مختلف أنحاء المغرب الشرقي وبعض المناطق الأخرى مثل بني ملال وواد أمليل.
أشغال الملتقى
اليوم الأول 2001/6/23 : بعد صلاة العصر من يوم السبت أفتتح الملتقى بآيات بينات من الذكر الحكيم، ثم ألقيت كلمة باسم الجمعية المضيفة، رحب فيها بالمشاركين، وذكر بمسؤوليات المدارس العتيقة والتحديات التي تواجهها، وبعض جانب القصور فيها مع التفكير في تجاوزها.
ثم قدم الأستاذ ميمون بريسول عرضا مستفيضا حول دور الاستعمار في تهميش المدارس القرآنية، وتقليص أدوارها، وذكر أهم المراكز الثقافية التي عرفها إقليم الناظور إبان فترة الاحتلال، كما نوه بدور هذه المدارس في مد كل قطاعات المجتمع بالأطر اللازمة كما ذكر حاجيات المغرب من الأطر الدينية نظرا لتهميشها من طرف المسؤولين، والدور المنتظر من هذه المؤسسات في إصلاح المجتمع وتثبيت دعائم الإسلام. وكنموذج للمدارس التي أنشئت حديثا تحدث الأستاذ بريسول عن معهد الإمام مالك بالناظور واستعرض بعض الإحصائيات للوقوف على مدى التقدم الحاصل في المعهد، كما قدم جردا بأهم ما تم تحقيقه من إنجازات، ولم يغفل الإشارة إلى أهم المشاكل التي تواجه المعهد. وختم مداخلته باقتراح تشكيل اتحاد للمدارس القرآنية .
وبعده تقدم الأستاذ عبد الحميد الداودي بمداخلة حول المشروع التربوي للمدارس العتيقة تناول فيها دوافع تأسيس المدارس القرآنية ولخصها في خمسة أساسية :
1- محورية القرآن في أي مشروع نهضوي للأمة
2- تحقيق ارتباط الأمة بالقرآن علما وعملا
3- تصحيح ارتباط الناس بالقرآن
4- الانتقال من عقلية استخدام الأمة إلى خدمة الأمة
وذكر أهم الصعوبات التي تعترض عمل هذه المؤسسات ومنها:
أ- ضعف مستوى الفئات
ب- عدم امتلاك هذه المعاهد لرؤية واضحة حول عملها
ت- الاختلاف بين إرادات الطلبة والمدرسة ومؤسسات المجتمع
وأشار إلى بعض الأهداف التي على المدرسة القرآنية تحقيقها للمساهمة في إعادة تجديد العلاقة بين المجتمع والقرآن، ودور المرأة المسلمة في هذا الإطار.
ثم فتح المجال للمناقشة عند ختام العرضين لإثرائهما.
بعد صلاة المغرب توزع الحاضرون إلى ورشات ثلاث، على الشكل التالي:
- ورشة مواصفات طالب المدرسة العتيقة/ميمون بريسول-حسن أقلعي-أحمد اليزيدي
- ورشة المؤسسة والمحيط أية علاقة/نجيب أزواغ-شفيق تيتاي
- ورشة الموارد-المحسنون/أحمد لمقدمي
وقد أعد المشاركون تقريرا عن كل ورشة. وختم اليوم الأول من الملتقى بأمسية فنية نشطتها فرقة شباب محمد للأنشودة الإسلامية.
اليوم الثاني : الأحد 2 ربيع الثاني 2001/06/24-1422
تم العمل في الورشتين المواليتين :
- ورشة المناهج.
- ورشة الإطار المشرف.
في حين واصل أحمد لمقدمي ومحمد ضرضور أشغال ورشة الموارد، وبعد أشغال الورشات التحق الحاضرون بقاعة العروض ليقدم الأستاذ عبد القادر غريب عرضه حول المبادئ التربوية الأساسية عند المسلمين، تناول فيه الحديث عن بعض أعلام التربية المسلمين في تسلسل تاريخي، بدءا بالقابسي مرورا بالزرنوجي وابن سحنون وابن حزم وابن خلدون والسمعاني والمغراوي وصولا إلى محمد عبده وعلال الفاسي. وختم بمقارنة هذه المبادئ بالتربية الحديثة التي أعلنت عن إفلاسها -على حد تعبيره- وسبب إفلاسها. ثم فتح المجال للمناقشة لإثراء الموضوع وتعميق المفاهيم الواردة في العرض.
إن الملتقى المنعقد بمقر جمعية الإمام الغزالي قد وفق في اختيار شعاره الذي كان تحت عنوان : من أجل مشروع تربوي فاعل حيث سجلنا مجموعة من الإيجابيات التي تحققت منها:
1- حضور 16 جمعية مهتمة بتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه من مختلف مناطق المغرب الشرقي.
2- مشاركة جمعية نسوية لتحفيظ القرآن الكريم لأول مرة هي جمعية عائشة بنت الشاطئ بوجدة.
3- مشاركة جمعية الإمام مالك بالناظور كانت متميزة من حيث العدد والفعالية والمشاريع المقدمة والمطبوعات الموزعة.
4- الخروج بتوصيات تعبر عن طموحات الجمعيات المشاركة في الملتقى.
5- تجاوب السلطات المحلية كان إيجابيا، إذ حضر الملتقى كل من باشا البلدية ورئيس المجلس البلدي.
6- روح الانسجام الذي ساد خلال اليومين الدراسيين بين الحاضرين، وحصول اتفاق على ضرورة مضاعفة الجهود لتجديد العمل بهذه المؤسسات قصد السمو بها
أستاذ بمعهد الإمام مالك الناظور