مجرد  رأي : مخاض


تمخضت الوزارة فولدت لنا وزرا مشوها سرعان ما نما وترعرع حتى بلغ أشده في غفلة عن أعين الناس أو باستشارة بعضهم استشارة صورية في أحسن الأحوال

بدأ هذا الوِزرُ مشروعا ثم صار وثيقة إطار تواثق أصحابها بموجبها مع جهات مشبوهة لم تكل يوما من محاولاتها اليائسة لتجفيف المنابع العقائدية والفكرية والأخلاقية لهذه الأمة بهدف إفسادها أو تعكير حياضها حتى يتيه شبابها فلا يجدون أمامهم إلا مستنقعات التغريب والضلال الآسنة …. أما الوزر/الوثيقة هذه المرة فجاءت تستهدف الأمة في مقتل، ومقتل أي أمة أو حضارة من الحضارات هو سلطتها التربوية التي بها تضمن الحفاظ على استمرارية منظومتها الفكرية والحضارية والعقائدية فالسلطة التربوية لها من القوة والفاعلية أكثر مما للسلطة السياسية ولذلك راهنت وما تزال يراهن عليها كل قوى اليسار والحداثة والعلمانية في كافة الدول العربية والاسلامية بصفة خاصة، وقد جاء الدور على بلادنا هذه المرة وفق تراتبية لا يعلمها إلا الله والماسكون بخيوط اللعبة القذرة هناك في بلاد الغرب العلماني المتصهين ومن جملة ما يهدف إليه الميثاق أمرين اثنين لا ثالث لهما :

أولا : تحييد وتهميش اللغة العربية وذلك من خلال مضايقتها باللغات الأجنبية واللهجات المحلية في المستوى الابتدائي. ذلك أن المخططين لهذا الأمر يعلمون ما للغة العربية من دور في الحفاظ على هوية وتدين هذه الأمة. فاللغة العربية هي لغة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وبدونها لا يمكن بأي حال من الأحوال فهم هذين المصدرين الأساسيين من مصادر التشريع وبالتالي فهم الدين والذي به كان لهذه الأمة مكانتها بين الأمم وبه كانت هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس فملأت الدنيا عدلا وعلما وخيرا كثيرا، فأخرجت بإذن الله الناس أفواجا من ظلمات الجهل إلى نور الحق والعدل…

أما ثاني أهداف الميثاق فهو إقصاء مادة التربية الإسلامية من العديد من المسالك والشعب بالتعليم العالي تمهيدا للإجهاز عليها وتهميشها بالمرة. وقد تم بالفعل حذف العديد من أقسام الدراسات الإسلامية في العديد من الكليات، أما بخصوص التعليم الأصيل فقد تم حسب الميثاق قطع جميع روافده وسد جميع منافذه وآفاقه تمهيدا كذلك لخنقه وحذفه نهائيا حتى تبدو نهايته طبيعية وبدون سبق اصرار وترصد.

فالتربية الإسلامية واللغة العربية هما الأمان لأخلاق أبنائنا واجيالنا وهما حبل نجاة لهم من التيه والضياع ومناهج التفسيق والتمييع المركز الذي يخضع لها أبناؤنا على جميع المستويات وبطريقة ممنهجة ومتكاملة. وقد ظهرت ثمار ذلك جليا على سلوكيات وأخلاق أبنائنا في المدارس وفي الطرقات.

وكأني بواضعي الميثاق ومروجيه لم يقتنعوا بعد بأن الأسباب الكامنة وراء مثل هذه السلوكيات الخاطئة إنما هو إبعاد الشباب عن تعاليم دينهم الحنيف وفتح الأبواب على مصراعيها أمام الفكر المنحط والمناهج التخريبية فاللهم لا تعذبنا بما فعل السفهاء منا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

<  ذ. عبد القادر لوكيلي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>