بارقة: هناك نساء يردن تقدم المرأة وسعادتها وهنا (امرآت)(ü) يُردْن تأَخُّرَها وتعاسَتَها


أورد الكتاب الصحفي بجريدة الشرق الأوسط خبرا طريفا جديرا بالتسجيل وهو : “أن المرأة التي تقول نعم لزوجها هي امرأة القرن الواحد والعشرين وما بعده، هذا ما تقوله : لورَانْ دْويل سيدة من كاليفورنيا أسست جمعية سمتها >جمعية الزوجة المطيعة<. وفلسفتها تقوم على مبدإ واحد وهو إسعاد الرجل (أي الزوج)

وقد انضمت إلى الجمعية آلاف النساء المطيعات وتمَّ إنشاء فرع لها في انجلترا يلقى إقبالا متزايدا من الانجليزيات…..”

“وقد ألفت دويل دليلا للجمعية وكتبت فيه كيف تتصرف المرأة في جميع شؤونها الزوجية خاصة ما يتعلق بالعلاقة الحميمية وكيف يجب على المرأة أن ترضي زوجها وتسعده بوجودها بجواره.

وتمت إعادة طبع الكتاب خمس مرات وكل طبعة من مائة ألف نسخة نَفِدَت جميعا.

وقد اهتمت الصحف الأمريكية والإنجليزية بهذه الظاهرة الصحية الغريبة في بلاد يسودها التفكك العائلي وحرية المرأة والمساواة بينها وبين الرجل بل ربما سيادة المرأة وتحكمها. كما اهتمت بعض الجامعات الأمريكية بدعوتها وقررت أن تخصص دورات تدريبية للطالبات والزوجات لدراسة آرائها بعد أن انتشرت دعوتها ودقت جميع أبواب النساء.

وقد بينت السيدة لُورَا (زعيمة الزوجات المطيعات) أن الدافع لها لإنشاء هذه الجمعية هو ما يهدد المجتمع الأمريكي من تفكك وانحلال بسبب ارتفاع معدل الطلاق. ويزداد الارتفاع بازدياد حصول المرأة الأمريكية على حقوقها لذلك فهي  تحاول أن تعيد العلاقة الزوجية إلى ما كانت عليه قبل ثلاثين سنة.. بل ربما إلى أبعد من ذلك. وأن هذا لَنْ يتم إلا بإعادة الحقوق المشروعة للرجل في أنه سيد البيت وأن على المرأة أن تتخلى عن دعوات التحرر التي لم توفر السعادة لها بل على العكس زادت من شقائها وتعاستها ….< والعجب أن المعارضة لها الكاتبة فان ويلدون قالت “إن الطاعة تكون واجبة عليها عندما يوجد الرجل الذي يتفق مع المرأة في الحكمة والأمانة…<

وتتفق الداعية لقوامية الرجل في الأسرة  مطلقا والمعارضة لها على القوامية شرط أن يكون رجلا في المستوى فيما يدعو إليه الاسلام عندما ناط القوامية بالرجل إذ قال القرآن الكريم : {الرجال قوامون على النساء} والرجولة صفة زائدة على الذكورة تعني معاني كالقوة والقدرة على تحمل المسؤولية والرعاية والحفظ. والقوة هنا معناها التحمل والصبر والأناة وفيها معاني أخرى نبيلة.

والسيدة لورا زوجٌ عاقلة حصينة مخلصة للمرأة وقضيتها، إذ شاهدت تدهور الأسرة بصورة مخيفة كما تعكس ذلك النسب العالية للطلاق وللأسر ذات العائل الواحد (الأم أو الأب) وحسب إحصاء 1994 فإن أولاد الزنا يكونون نسبة  50% في السويد 32%ببريطانيا و35%بفرنسا و47%بالدنمارك والأرقام في ارتفاع وتصاعد مَهُولٍ

ولا يخفى أن المغرب أصبح ينافس المجتمعات الغربية في بعض الظواهر المرضية الاجتماعية مثل ارتفاع نسبة الطلاق الذي وصل إلى حوالي 26% بالنسبة لعقود الزواج سنة 1998 وقد تصل نسبة المطلقات والعانسات والأرامل حوالي ثمانية ملايين من مجموع 13 مليونا من النساء اللائي لهن الحق في الانتخاب، فإن صح هذا الرقم فأي مصير ينتظر الأسرة المغربية مستقبلا؟!

ما يدعو للأسى والاستغراب أن تتنبه المرأة بأمريكا وانجلترا إلى خطورة نشوز المرأة وتمردها بالغرب مما أدى إلى تدهور الأسرة وتهديدها بالانحلال والتفكك وإلى تعاسة المرأة نفسها وضياعها، وأن تنتشر الدعوة الى عودة قوامية الرجل والعودة بالأسرة إلى حياة التقاليد السليمة، في حين تشهد البلاد المتخلفة مثل المغرب دعوات ناشزة وشاذة لتحرر المرأة من قيود الشرع والاخلاق والدفع بها نحو الشقاء والتعاسة والضياع وانحلال الأسرة وتقويض دعائم المجتمع ومن ثم تدمير الدولة نفسها”

وبعد، أقترح على بعض النساء المسلمات المثقفات أن يؤسسن فرعا لجمعية النساء أو الزوجات المطيعات بأمريكا مضاهاة لفروع نسوية ذات امتدادات صهيونية وشيوعية ونصرانية وماسونية بالخارج.

(ü) جمع امرأة رغم أنه لا يجمع، وجمع قصد نكتة بلاغية.

< د. عبد السلام الهراس

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>