منتدى القراء : التوبة الصادقة


اعتصر القلب حسرة ولم أتمالك نفسي فانحدرت دمعة من على خدي. لقد مضى أكثر  العمر في متاهة أربعة وعشرين عاما مضت وكأنها يوم واحد، ضياع.. انحراف… اعتلجني شعور قلبي هزني كأنه صاعقة هوجاء ارتجعت لها أعضائي.

فما تزودت قبل الموت نافلة

ولم أصل سوى فرضي ولم أصم

استسلمت للأسف والحسرة لأسمع نداء يقول : قوافل التائبين تسير وجموع المنيبين تقبل وباب التوبة مفتوح، واعلم أيها العبد العاصي أن اللذة المحرمة ممزوجة بالقبح حال تناولها، مثمرة للألم بعد انقضائها وأن للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق.

واعلم أن للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القلب والقبر ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضا في قلوب الخلق.

اطرقت مليا تذكرت وتذكرت. نعم! فهناك تائبون لكن إلى أين؟

تسارعت الخطى توالي حث النفوس، خَطوت خطوات، إنها خطوات فيالطريق لكن أي طريق؟

تسارعت الخطى مرة أخرى وتتابعت رغبة في النجاة، تعالت الأصوات : سدوا الفرج وحصنوا الديار. ارتفع النداء موجها إلي : هيا لا تتأخر عن الركب فالقافلة أمامك تسير إلى الخير فرب متمهل فاتته حاجته، أمامك أفق واسع، أفق جميل، أفق الرحمة والتوبة الصادقة.

عبد الواحد بن الطالب

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>