بلاغ من د. عمر الخطابي قيادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية كانت على علم بالمحاولة الانقلابية لسنة 1972


يقول تعالى : {ولاتكتموا الشهادة، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه} صدق الله العظيم.

عرفت الساحة السياسية والإعلامية الوطنية رجة حقيقية هزت الحكومة والبرلمان، واخترقت كل الأحزاب السياسية، واستقطبت الرأي العام الوطني والدولي، على إثر نشر أسبوعية “لوجرنال” لوثيقة تارخية تعود إلى سنة 1974 ويتعلق الأمر، برسالة المقاوم محمد الفقيه البصري إلى كل من رفيقيه في قيادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، المرحوم عبد الرحيم بوعبيد والأستاذ عبد الرحمن اليوسفي، في شأن قضايا تهم حزب الاتحاد، ومنها علاقة هذا الحزب بالمحاولة الانقلابية سنة 1972.

وكأحد الشهود على مرحلة اتسمت باستشراء الفساد في كل دواليب الدولة، كما أثبت ذلك مثول عدد من الوزراء أمام المحاكم آنذاك، وبالقمع الشرس، ومحاولة تصفية القوى الوطنية (محاكمات مراكش)، وبحكم ظروف خاصة، اتاحت لي شخصيا أن أكون على صلة بعدد من الأشخاص الذين صنعوا أحداث تلك الفترة من تاريخنا الوطني، وأن أؤدي ثمن ذلك، وبقصد التأسيس للمستقبل، بما من شأنه تجنيب الأجيال الصاعدة أخطاء وخطايا الماضي، التي أدت إلى هزات بداية السبعينات وهزات أخرى قبلها وبعدها كثيرة. وبعيدا عن الأحقاد والنفاق والكذب، الذي ملأ الساحة الوطنية، على مدى أسبوعين، أجدني إزاء مسؤولية جسيمة، لا يمكن التملص منها، حماية لمستقبل المغرب والمغاربة، وللتاريخ الوطني، كما ينبغي أن يكتب وتتم قراءته.

وإقرارا للحقيقة، وقبل الإدلاء بهذه الشهادة، أؤكد بأن التاريخ -بما له وما عليه- لا يمكن أن يكون حكرا على أحد، بل وأعتبر أن كل المصائب التي ابتلي بها وطننا العزيز، على مدى تاريخه القديم والحديث، على حد سواء، هي بالدرجة الأولى، نتيجة لطمس تاريخه وقلب حقائقه، بأساطير وخرافات لا علاقة لها بالواقع ولا بالمنطق ولا بالعقل، كما أؤكد أن من حق المغاربة أن يعرفوا الحقائق كاملة وغير منقوصة.

ولغاية فتح نقاش وطني هادئ وواضح وبناء، أؤكد في هذا البلاغ، بشأن هذا الموضوع، أساس هذه الرجة، أن قيادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية كانت على علم بالمحاولة الانقلابية لسنة 1972، التي لم يستنكرها أي من الأحزاب حينها، وأنني فاتحت بنفسي في الموضوع أعضاء من القيادة الاتحادية، وخاصة منهم صديقين عزيزين : المقاوم محمد الفقيه البصري بالقاهرة والمناضل المرحوم عبد الرحيم بوعبيد، الذي التقيته في منزله بسلا أثناء التحضير للعملية.

وفي الختام، أؤكد مرة أخرى، أن البناء الصلب للمستقبل لا يمكن أن يتم إلا على أساس متين من الحقيقة التي يجب أن تكون كاملة أو لا تكون.

القنيطرة في 9 دجنبر 2000

الإمضاء الدكتور عمر الخطابي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>