تهويد المسيحية قصة الاختراق اليهودي للنصرانية


بعد أن نجحت اليهودية في تحقيق إنجازات مهمة في تهويد الكنيسة البروتستانتية التي يرى أحد المتخصصين بشؤون العلاقات اليهودية -المسيحية أنها قادت تيار التهويد المسيحي بغالبية فرقها وطوائفها التي تصل إلى نحو 4000، بدأ تركيز اليهود على الطائفة الكاثوليكية وعلى الفاتيكان بصورة أساسية، وكان نحو ربع مليون يهودي من يهود أوروبا الشرقية قد التحقوا بالمسيحية، كما تؤكد بعض مصادر التأريخ للعلاقات اليهودية-المسيحية المعاصرة.(1)

ويمثل الفاتيكان المرجعية الدينية لمئات الملايين من المسيحيين الكاثوليك، ويعد أهم المؤسسات المسيحية على الإطلاق، ولا تضاهيه في هذه المكانة أي مؤسسة كنسية أخرى، وهو ما جعله هدفاً للاختراق اليهودي، الذي حقق في العقود الأخيرة نجاحات كبيرة في هذا المجال.. ما حقيقة هذه الاختراقات للفاتيكان؟ وما التسلسل التاريخي لها؟ هذا ما يحاول الاستعراض التالي لتطور العلاقات بين اليهود والفاتيكان الاجابة عنه :

1904 : الصهيوني تيوتور هرتزل يقابل البابا بيوس العاشر الذي رفض دعمه والاعتراف باليهود.

1917 : عارض الفاتيكان وعد بلفور القاضي بإقامة كيان لليهود.

1921 : البابا بندكتوس الخامس عشر يندد بمحاولة إبعاد المسيحية عن مواقعها في فلسطين ليحل محلها اليهود.

1922 : وجه الفاتيكان مذكرة رسمية لعصبة الأمم انتقد فيها فكرة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.

1943 : أرسل الفاتيكان مذكرة إلى الحكومة الأمريكية عبر فيها عن معارضته لإنشاء دولة يهودية في فلسطين.

1944 : بعث الفاتيكان مبعوثاً خاصاً للولايات المتحدة الأمريكية للتحذير من خضوع الغرب للمطالب الصهيونية.

-47 1949 : قام الفاتيكان بمجموعة من المواقف تصنف على أنها متعاطفة مع الموقف العربي، وظل البابا بيوس الثاني عشر يرفض الضغوط الدولية التيمارستها الدول الغربية لتغيير موقفه من الصهيونية والاعتراف بالكيان الصهيوني.

1958 : بدأ التحول الخطير في موقف الفاتيكان تجاه اليهود وإسرائيل خاصة بعد وفاة بيوس 12 الذي وجه إليه اليهود تهمة تحمله المسؤولية عما يسمى بالمذابح النازية ضد اليهود.

وبداية من عهد البابا يوحنا 23 بدأت تظهر إلى حيز الوجود الدعوات للحوار بين المسيحية واليهودية عكستها عدة ندوات وإصدارات كتب تدعو إلى التلاحم بين العهدين القديم والجديد.

-62 1965 : وقع الحدث الأخطر حيث دعا يوحنا 23 لعقد المجمع المسكوني تحت شعار : “العلاقة بين الكنيسة وغير المسيحيين”، تمكن خلاله كردينال ألماني من وضع فصل خاص باليهود على جدول الأعمال يتعلق بتبرئة اليهود من مسؤولية صلب المسيح التي يعتقدها المسيحيون.

1965 : نجح اليهود في استصدار وثيقة التبرئة من الفاتيكان بعد كثير من الضغوط والمناورات اليهودية التي أرغمت البابا بولس السادس على إعلان قرار التبرئة الذي يعد الانقلاب الأخطر في موقف المسيحية تجاه اليهود، حيث تسارعت الانهيارات بعد ذلك.

1969 : أذاع رئيس أساقفة بالتيمور في نيويورك وثيقة أقرها الفاتيكان تنص على أنه على المسيحيين أن يعترفوا بالمعنى الديني لدولة “إسرائيل” بالنسبة لليهود وأن يحترموا صلة اليهود بتلك الأرض.

1973 : أصدرت اللجنة الأسقفية الفرنسية للعلاقات مع اليهود ما أطلق عليه “وعد بلفور الكاثوليكي” والذي نص على أن “ضمير المجموعة العالمية لا يستطيع أن يرفض للشعب اليهودي الحق والوسائل من أجل وجود سياسي بين الأمم”.

1982 : اعتراف البابا الحالي بولس الثاني بدولة إسرائيل كحق وليس كأمر واقع.

1985 : أصدر الفاتيكان كتاب “ملاحظات لتقديم أفضل لليهود واليهودية” يدعو إلى استئصال رواسب العداء للسامية القائم في نفوس المسيحيين” و”تفهم تمسك اليهود الديني بأرض أسلافهم”.

1986 : زار البابا الحالي الكنيس اليهودي في روما.

1991 : صرح البابا في البرازيل بأنه يصلي كي يتمكن مَنْ وصفهم بـ”إخوتنا اليهود” من العيش بسلام في أرض آبائهم.

1992 : أعلن الفاتيكان عن تأليف لجنة عمل ثنائية دائمة تلتقي دورياً من أجل جعل العلاقات طبيعية بين إسرائيل والفاتيكان، وهي نقلة نوعية في العلاقة بين الطرفين كما صرح وزير خارجية الفاتيكان.

ومنح البابا ميدالية بيوس 11 الذهبية لعالم رياضي إسرائيلي من معهد وايزمن للعلوم.

1993 : وقع الفاتيكان وثيقة الاعتراف والتبادل الدبلوماسي مع إسرائيل. وتعتبر وثيقة الاعتراف  بالذنب وطلب الصفح والمغفرة من اليهود التي أصدرها الفاتيكان حلقة خطيرة في مسلسل تهويد المسيحية.

ومن العرض السابق لمسلسل الانهيارات في موقف الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية تجاه اليهود وإسرائيل، يتضح حجم النجاح الكبير الذي حققه اليهود في تهويد الكنيسة الكاثوليكية التي يرى الكثير أنها تخلت عن معتقداتها ومفاهيمها الأساسية الدينية تجاه اليهود بفعل الخطط اليهودية والضغوط الغربية.

أحد المختصين والمتابعين لموقف الكنيسة الكاثوليكية علّق على الخطط اليهودية بقوله : “بعد أن ضمنت الصهيونية قطاع البروتستانت من العالم المسيحي، عمدت إلى القطاع الكاثوليكي فوضعت الخطط لاختراقه، ومن ثم دفع مرجعيته الروحية “الفاتيكان” إلى الاعتراف بإسرائيل، نظراً لما يمثله هذا الاعتراف من قوة معنوية كبيرة لإسرائيل والصهيونية.(2)

——-

(1) و(2) مجلة المجتمع الكويتية عدد 1311.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>