سألتني صغيرتي التي لم تتجاوز بعد ربيعها السادس وهي تشاهد على شاشة التلفزيون ماذا يفعله اليهود بأبناء فلسطين، لماذا يقتل اليهود الأطفال؟
قلت لها: يا صغيرتي إنهم قوم ألفوا القتل في تاريخهم فهم قتلة الأنبياء، وهم أصحاب الغدر والختل، ولذلك لا عجب أن يقتلوا أطفال فلسطين بل وغيرهم من المسلمين -إن وجدوهم- دون شفقة أو رحمة.
تملك الصغيرة بعض الخوف، لكنها أردفت قائلة : ولماذا يحمل اليهود الرشاشات ويركبون الدبابات، بينما لا يحمل الفلسطينيون إلاّ الحجارة؟ . قلت لها إن أبناء فلسطين لا يملكون إلاّ الحجارة فهم شعب أعزل مثل سائر الشعوب العربية، والحجارة ملك مشترك للجميع، ولها تأثيرها على كل حال؟.
بادرت صغيرتي بالتعقيب قائلة : ولهذا السبب يختبئ اليهود وراء متاريسهم خوفاً من هذه الحجارة؟
قلت لها بالضبط ياصغيرتي : إنهم جبناء يخافون من المواجهة المباشرة مصداقاً لقوله تعالى : {لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرىً محصنة أو من وراء جُذر} استردت الصغيرة شجاعتها ثم قالت : إذن يكفي أن نمد الشعب الفلسطيني بالحجارة الكثيرة حتى يقضوا على اليهود؟!. قلت لها : نعم يا صغيرتي، ولكن الحجارة لا تكفي، لابد أن نمدهم بالمال والسلاح وبالمقاتلين وبكل ما نستطيع.
فأجأتني بقولها : ولماذا لا نفعل ذلك؟. تريثت في الجواب، وقلت في نفسي، انني لا أستطيع تبسيط الجواب. وأعفتني من الجواب حينما بادرتني بسؤال آخر قائلة : ولماذا جاء اليهود إلى فلسطين؟. قلت : إنهم جاءوا من دول متفرقة واستوطنوا فلسطين في غفلة من أهلها، حتى قويت شوكتهم وتهاون المسلمون في مقاومتهم حتى سيطروا على فلسطين، وأخرجوا العديد من أهاليها منها، ومن بقي يفعلون به ما تشاهدينه على التلفزيون .
لم تلبث إلاّ قليلا حتى قالت : ولماذا يصافح الفلسطنيون اليهود ويجلسون معهم مادام الأمر كذلك؟.قلت لها: يا صغيرتي، إنهم يزعمون أنهم يريدون السلام، ولكن لاَ سَلاَم لمن ألِف الغدر والقتل، فهم شرّ الخلق وشر الدواب كما قال تعالى : {إن شرّ الدّواب عند الله الذين كفروا فهم لا يومنون الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون}. قالت لي : إذن هم دواب. قلت إنهم دواب بالتعبير القرآني.
انتهى الحوار “المثير” وأنا أعلم أن الصغيرة لم تفهم الأجوبة في أبعادها العقدية والسياسية الكبرى، ولكنها علي الأقل عرفت على قدر إدراكها أن اليَهود أهل الغَدْرِ والقتل، وأنهم جبناء، وأنهم أعداء السلام والمسلمين، وأن الفلسطينين مضطهدون في وطنهم، ومشردون عنه، ويعانون الأمرّين في سبيل الاحتفاظ بمسكنهم هناك لمن بقي منهم فيه، وإنهم يحتاجون إلي الدعم من قبل المسلمين، وأنّ آخر شيء علق بذهنها أن اليهود دواب.
انتهى الحوار “المثير” وأنا أقول بارك الله في انتفاضة الأقصى، لأنها عرّفت أبناءنا العديد من القضايا التي تتعلق بالأرض المقدسة، وعرفتهم بحقيقة اليهود وبواقع إخواننا الفلسطينيين الذين ندعو الله لهم بأن يمدهم بنصر من عنده وبمدد من جنده وأن يمكّن لهم في أرضهم، ويشتت شمل عدوهم، ويقطعهم في الأرض أمما ويمزقهم شر ممزّق.
انتهى الحوار “المثير” وأنا أقول بارك الله في أبناء المسلمين الصغار الذين انتبهوا الى ما يحدث في فلسطين وبارك الله في الآباء الذين نبهوا أبناءهم إلى هذه الأحداث المؤلمة، ورسخوا في ذاكرتهم المبدأ القرآني بأن اليهود شر الدواب وألد أعداء المسلمين.