الذي نعنيه بنباهة النبي : يقظتُه وحصافة عقله وقوة ذكائه وبُعد نظره، وعمق رأيه … وهي صفة عقلية وملكة قلبية ضرورية في حق الأنبياء والمرسلين، إذ لا يمكن لغير النبهاء والفطناء أن يباشروا الدعوة إلى الله ويضطلعوا بقضاياها ويتحملوا عبئها ويبلغوا رسالات ربهم، فضلا عن أن يستجيب الناس لهم، ويلتفوا حولهم، والنباهة والفطانة من لوازم التبليغ، لأن تبليغ الدعوة والقيام بوظيفة الرسالة يستلزم أمورا أهمها :
-1 استيعاب مضمون الرسالة استيعابا كاملا والايمان بها وبمصيرها.
-2 القدرة على بيان مضامينها وشرح محتوياتها بما يحصل به الإفهام والتفهم وإقناع الناس بها، وإقامة الحجة عليهم.
-3 القدرة على مواجهة مناقشات المخاطبين والإجابة عن كل أسئلتهم وإشكالاتهم، والرد علـى اعتراضاتهم وانتقاداتهم، ودحض شبهاتهم وتشكيكاتهم، ومقارعة حججهم بما هو أقوى وأدمغ.
-4 القدرة على تخليص الدعوة مما قد يعترض طريقها من عراقل و مشاكل طبيعية أو مدبرة.
وكل هذه المستلزمات مأتاها :الفطانة والنباهة وحدة الذكاء، وانتفاؤها ينفي عملية التبليغ ويفسدها، إذ البليد الغافل لا يستطيع تخليص نفسه من أبسط المشاكل، فضلا عن أن يخلص غيره منها…ولذلك اعتبر العلماء الفطانة صفة واجبة في حق الأنبياء والرسل، سواء من جهة أنها صفة مستقلة بذاتها، أو من جهة أنها من لوازم صفة التبليغ، قال صاحب جوهرة التوحيد:
وواجب في حقهم الأمانة
وصدقهم وضف له الفطانة
قال الشيخ عبد السلام بن ابراهيم اللقاني المالكي شارحا صفة الفطانة : >بمعنى التفطن والتيقظ، لإلزام الخصوم وإحجاجهم، وطرق إبطال دعواتهم الباطلة …والمغفل الأبله لا تمكنه إقامة الحجة، ولأنهم شهود الله على العباد، ولا يكون الشاهد مغفلا<(1). وقال العلامةالباجوري: >ويجب في حقهم عليهم الصلاةوالسلام الفطانة، وضدها البلادة، والدليل على ذلك: أنه لو انتفت عنهم الفطانة لما قدروا أن يقيموا حجة على الخصم وهو محال، لأن القرآن دل في مواطن كثيرة على إقامتهم الحجة على الخصم<(2). وقد قرر الإمام ابن أبي زيد القيرواني هذه الصفة علـى وجه الاجمال في مقدمة رسالته الشهيرة فقال : >الباعث الرسل إليهم لإقامة الحجة عليهم< وغير الفطن اليقظ لا تقوم به الحجة كما سبق. ثم قال القيرواني : >ثم ختم الرسالة والنذارة والنبوة بمحمد نبيه ، فجعله آخر المرسلين بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا< وفي وصف الله عز وجل له بالداعي إلى الله والسراج المنير دليل نباهته وفطانته النبوية المعززة بألطاف الله عز وجل، إذ لا تتحقق صفة الدعوة إلى الله وتبليغ رسالته إلى عباده فيمن ليس بفطن ذكي حصيف الرأي والعقل. ولا يوصف بالسراج المنير، الذي تنقشع به الظلمات، وتنزاح به المدلهمات، وتنحل به العقد والمشكلات، وتتبدد به الكوارث والأزمات، إلا من كان على مستوى رفيع من النباهة والفطانة، ورجاحة العقل، وثقابة الفكر، وعمق النظر، والقدرة الفائقة على الاستيعاب والتخطيط والتنفيذ، والمتابعة والاستمرار …، ثم قال القيرواني : >وأنزل عليه كتابه الحكيم، وشرح به دينه القويم، وهدى به الصراط المستقيم< يعني أن تبليغ دين الله عز وجل وبيانه للناس، ونصب دلائل الهدى، وتوفية موجبات الاستجابة والاهتداء، كل ذلك يسره الله بنبيه ، قال الشيخ الآبي الأزهري شارحا العبارة الاخيرة التي تقدمت في كلام القيرواني :>أي هدى بمحمد ،فهو شمس المعارف، ومصدر الرشاد، وعين اليقين <(3). وقد عدد بعض علماء الشيعة الامامية عشرين صفة اعتبرها ضرورية في حق الأنبياء والرسل، يجد المتأمل فيها أن خمس صفات منها كلها ترتبط بخصوصية الفطانة، وهي : كمال العقل، وكمال الذكاء، وكمال قوة الرأي، وكمال العلم، والمعرفة، وعدم السهو في الأحكام وفي غيرها(4).
والفطانة وحصافة الرأي قد تكون الدعوة أحوج إليها منها إلى القوة والشجاعة في بعض ما يعترضها من مشاكل وصعوبات، وما يلحق بمسيرها من كوارث وأزمات، بل إن تقديم الرأي الحصيف السديد الراشد على الشجاعة قاعدة مطردة في الحياة العامة، قال الشاعر :
الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفسٍ حرة
بلغت من العلياء كل مكان
ولربما طعن الفتى أقرانه
بالرأي قبل تطاعن الأقران
لولا العقول لكان أدنى ضيغم
أدنى إلى شرف من الانسان
ولما تفاضلت النفوس ودبَّرَتْ
أيدي الكماة عواليَ المُرَّانِ
والمتأمل في سيرته يجد أنه كان على قدر كبير عال من هذه الصفة، وبلغ فيها الكمال البشري، يؤكد ذلك ويصدقه أمور كثيرة منها حله للمشاكل العويصة التي واجهته في طريق الدعوة، وتخليصه الدعوة من المآزق الشديدة التي كانت تحدق بها، فضلا عن مكايد الأعداء ومؤامرات الخصوم. وفيما ياتي نماذج من التصرفات التي تعكس هذه النباهة النبوية، وتصور هذه الفطانة المحمدية، التي نجحت بها الدعوة، واستجاب بها الناس، وأذعن بها الأعداء، وائتلف بها الخصوم والمتفرقون :
-1 فكرة الهجرة إلى الحبشة :
حينما جهر النبي بالدعوة بأمر الله عز وجل، وأعلن من كان معه عن إسلامهم ودعوا الناس إليه، كان مصير كثير منهم الإيذاء الحسي والمعنوي، وحاول رؤوس الشرك وزعماء الكفر أن يصرفوهم عن دينهم بكل ما لهم من نفوذ وسلطة وبطش وتسلط…، وبكل ما قدروا عليه من وسائل وأساليب في الترهيب والتعذيب، فكان ذلك أول محنة ابتلي بها المومنون، وأول مشكلة عويصة تعترض النبي وهو يباشر الدعوة ويبلغ رسالة ربه، وأول أزمة وورطة تحيط بالدعوة وهي في مهدها، يقول ابن هشام : >فلما رأى رسول الله ما يصيب أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية بمكانه من الله ومن عمه أبي طالب، وأنه لا يقدر على أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء، قال لهم : لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يُظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه …(5)< وفي هذا الموقف النبوي الشريف دلالات كثيرة، منها أنه كان أحرص على سلامة المومنين ودفع المضار عنهم، وأشد رحمة بهم ورأفة عليهم، وأقوى تعلقا بدين الله عز وجل ودعوته ورسالته، وأكثر تفكيرا فيما تقوم به وتنجح. ومنها أنه كان أدرى بواقعه وأعلم بمحيطه، وأوعى بالأوضاع السياسية والاجتماعية التي كانت تسود في عصره، وأعرف بأحوال الشعوب وقادتهم …، ومنها : أنه كان حريصا على إيجاد الوسائل والحلول التي تخلص الدعوة وأبناءها مما قد يعرقل سيرهم ويعكر صفوهم. ومنها : أنه كان مؤمنا وموقنا بأن العاقبة للدعوة ورجالها، وأن ما قد يعترضهم من البلاء والشدة آئل إلى الفرج، وسائر إلى النصر. وهذا كله يعكس رجاحة عقله وبعد نظره وفكره ، ولولا ذلك لأجهضت الدعوة في مهدها، ولاستؤصل أتباعها في البداية.
-2 فكرة المؤاخاة بين المهاجرين والانصار :
لقد كانت هجرته هو وأتباعه إلى المدينة، مظهرا آخراً من مظاهر رأيه السديد، وتخطيطه الحكيم، وتفكيره الراشد، يعكس مدى اهتمامه بقضية الدين وأمر الدعوة، والبحث عن قاعدة قوية حصينة لاحتوائها واحتضانها، وعن أرض صالحة لإقامة المجتمع المسلم وتأسيس دولة الاسلام، فكانت المدينة هي القاعدة القوية والارض الصالحة. غير أن المسلمين ووجهوا، وهم في اللحظات الأولى بعد هجرتهم إليها بمشاكل في منتهى الصعوبة، على رأسها المشكل الاقتصادي الذي كان بإمكانه أن ينسف هذا البناء الناشئ! غير أن فطانة النبي ويقظته العالية تجاوزت ذلك كله بفكرة المؤاخاة بين المهاجرين والانصار، حيث آخى بين كل واحد من المهاجرين وآخر من الانصار،(6) فكان الانصاري يقتسم مع أخيه المهاجري مايملك من مالٍ ومتاع، حتى زوجاته كان يعرض عليه أن يطلق له نصف ما هن تحت عصمته، وكان التوارث يجري بين الأخوين من هؤلاء حتى نزلت آية الميراث، وكذا قوله تعالى {وأولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله}(7). قال ابن القيم : >ثم آخى رسول الله بين المهاجرين والانصار في دار أنس بن مالك، وكانوا تسعين رجلا، نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار، آخى بينهم على المواساة ويتوارثون بعد الموت دون ذوي الارحام، إلى حين وقعة بدر، فلما أنزل الله عز وجل {وأولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله } رد التوارث إلى الرحم دون عقد الأخوة<. (8)
-3 تخليصه المسلمين من آثار هزيمة أحد:
كانت الاسباب الاساسية في انهزام المسلمين، يوم أحد، مخالفتهم لأوامره وتخطيطاته الحربية، بدافع الطمع ونيل الغنائم. وخطرُ هذه المعركة لا ينحصر في مجرد الهزيمة التي ابتلي بها المسلمون، بل فيما كان سيلحق بهم من آثرها وامتدادات هزيمتهم فيها، ذلك أن المشركين حين انصرفوا عن المعركة مبتهجين بما حققوه من ظفر، وجلبوه من ثأر وانتقام لبدر، تلاوموا في الطريق على انصرافهم دون استئصال المسلمين وإفنائهم بالمرة، فقرروا العودة إليهم لتحقيق ذلك، ولو أنهم فعلوه لكان أقلُّ نتائجه : توهين شوكة المسلمين، وأطماع العرب واليهود والمنافقين فيهم، ولضعفت فيهم الروح المعنوية، ولسقطت هيبتهم… غير أن شيئا من ذلك لم يقع، بفضل الفطانة النبوية ونباهته التي لا نظير لها، ذلك أنه لم يمكث بالمدينة إلا ليلة واحدة، ثم خرج من غده بكل من كان معه في أحد، وهم على ما هم فيه من جراح وعياء الحرب وتعبها، فلما بلغوا حمراء الأسد لقيهم معبد بن أبي معبد الخزاعي فكلمه فأسلم، فأمره أن يلحق بأبي سفيان وأن يخذله، ففعل، وكان ذلك سبب رجوع المشركين راضينبالظفر والانتصار(9). فانظر كيف استطاع النبي بفطنته وذكائه أن يوهم المشركين أنه راجع إليهم بمدد عظيم، وأن يسلط عليهم ذلك المسلم الخزاعي الذي كتم إسلامه عنهم وخذلهم بأمره وخطته وتدبيره، ولم تكن نتائج ذلك محصورة في صرف المشركين عن المسلمين، بل كان، له وقع آخر أبلغ وأقوى، هو رفع معنويات المسلمين، ورد ثقتهم بأنفسهم، وتقويتهم على مواصلة الجهاد والتطلع إلى مستقبل الاسلام.
-4 تخليصه المسلمين من شر فتنة كان رأس النفاق أوقد نارها دبر غزوة بني المصطلق :
ذلك أنه بعد انتهائه من هذه الغزوة وانتصاره فيها على المشركين، وقعت إثرها وقعتان كان بإمكانهما أن تصدعا الصف وتصليَهُ نار الفتنة والفرقة؛ إحداهما اقتتال فتيين على الماء أحدهما من المهاجرين والآخر من الأنصار، مما أثار حفيظة عبد الله بن أبي بن سلول فقال قولته : نافرونا وكافرونا في بلادنا… أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل…، وأما الثانية فهي قصة الإفك. فكان مما تدارك به النبي ذلك وهم في السفر، أنه مشى بهم يومهم ذلك حتى أمسى، وليلتهم حتى أصبح، وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس، ثم نزل بهم فلم يلبثوا أن وجدوا مس الأرض فوقعوا نياما، وإنما فعل ذلك ليشغل الناس عن الفتنة التي أراد رأس المنافقين أن يشعلها(10).
وأمثال هذه الاشراقات النبوية، والنفحات الربانية كثيرة في سيرته ، بل إن هذه الفطانة والنباهة كانت معهودة فيه وملحوظة في تصرفاته حتى قبل البعثة، وأبلغ مثال على ذلك طريقته الذكية في تسوية الخلاف بين العرب حين جددوا بناء الكعبة، وتنازعوا على من يتولى منهم رد الحجر إلى موضعه، وقد كان النبي يوم ذاك في الخامسة والثلاثين من عمره، فلما اشتد الخلاف بينهم في ذلك وهموا بالقتال، أشار عليهم أسنهم -وهو أبو أمية بن المغيرة- فقال : يا معشر قريش، اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه، ففعلوا، فكان أول داخل عليهم محمد فلما رأوه قالوا : هذا الأمين رضينا. فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر قال : هلم إلي ثوبا، فأتي به، فأخذ الركن فوضعه بيده فيه ثم قال : لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا، ففعلوا، حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه هو بيده، ثم بُني عليه(11). فانظر كيف استطاع بفكره الثاقب ورأيه الساطع، أن يفصل بين هؤلاء الذين كادوا يقتتلون، وأن يجمعهم على حل بعدما فرقتهم الحمية والعصبية، وانظر كيف رضوا بحكمه واستسلموا له وأذعنوا إليه وهم من هم في السيادة والزعامة فضلا عن السن.
هذه أمثلة ونماذج تعكس مظهرا من مظاهر فطانته ، وتبلور جانبا من جوانب نباهته هو قدرته الفائقة على حل المشاكل الخطيرة التي قد ينجم عنها تصدع وانشقاق، وقد تفضي إذا تمادت إلى الانتكاسة والارتداد، إنها فطانة خارقة للعادة، شهد بها غير المسلمين فضلا عن المسلمين، ومن هؤلاء الذين أقر بذلك الأديب >برنارد شو الانجليزي< المشهور الذي قال معترفا بهذه النباهة والفطانة والذكاء الفائق : >ما أحوج العالم إلى رجل كمحمد يحل مشاكله وهو يشرب فنجانا من القهوة<(12).يعني بسهولة وبساطة وبسرعة. وفعلا، فما أكثر مشاكل هذا العالم وما أعقدها، وما أحوج المسلمين إلى أن يترشدوا في حلها، وتخليص الاسلام من شرها بهديه في حل المشاكل السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها… وما أحوجهم إلى أن يأخذوا حظهم من الفطانة والنباهة التي لا تقوم الدعوة إلا بها، وأن يقتبسوا من مشكاة النبوة ويستقوا من معين هديه ، لأنه إذا كان قد غاب عنا شخص النبي الذي يحل المشاكل العويصة بفطانته وذكائه، ويخلص الاسلام والمسلمين من أخطر المزالق والمهاوي بنباهته، فإن سنته وسيرته حاضرة معنا، موجودة بين أيدينا، فيها أصول هذه الفطانة وطرائق تحصيلها وقواعد مأتاها، وفيها المنهج الراشد الذي يعلمنا كيف نتربى عليها، ونصوغ ذواتنا على أساسها، ونرسخ قيمها في أعماقنا ومقومات شخصيتنا، وإنما نفتقر إلى تصحيح العزم، وصدق العودة، وإتقان المراجعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1 إتحاف المريد بجوهرة التوحيد ص : 105. ط. مكتبة القاهرة :1379هـ -1960م.
-2 متن الباجورية. أنظر مجموع المتون ط. دار الكتب العربية الكبرى مصر.سنة1328هـ صفحة 46.
-3 الثمر الداني في تقريب المعاني شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني ص 13. ط.دار إحياء الكتب العربية بمصر1346هـ.
-4 انظر قلائد الخرائد في أصول العقائد للعلامة الحافظ معز الدين الحسيني القزويني المتوفى سنة 1300هـ ص :71 (ط. الارشاد ببغداد 1972م)
-5 سيرة ابن هشام، بتهذيب عبد السلام هارون ص : 81 (المجمع العلمي العربي الاسلامي، منشورات محمد الداية، بيروت لبنان).
-6 المرجع السابق ص : 143.
-7 سورة الانفال أىة : 75.
-8 زاد المعاد في هدي خير العباد : 56/2 (المطبعة المصرية : 1347هـ – 1928م)
-9 المرجع السابق :108/2 .
-10 سيرة ابن هشام بتهذيب عبد السلام هارون : ص : 240 وما قبلها.
-11 المرجع السابق ص: 54 وما قبلها.
-12 الرسول لسعيد حوى ص : 228 (ط .3 :1394هـ – 1974م).