مع كتاب الله تعالى : تفسير سورة التحريم {يا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُم أنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ويُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَار }


 

-1 التربية تَبْدَأ من المربّي النموذج التائب باستمرار :

لازلنا مع عطاءات سورة التحريم ونحن الآن مع قول الله تعالى : {يا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُم أنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ويُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَار} هذا الأمر الإلهي صادر إلى المسلمين بعد أن صدر إليهم أمر سابق بوجوب تربية الأجيال وبوجوب العناية بالناشئة {قُوا أنْفُسَكُمْ وأهْلِيكُمْ نَاراً وقُودُها النَّاسُ والحِجَارة} فإن من تمام التربية ومن أجل أن تكون هذه التربية ناجحة هادفة، يجب أن لا يُشغل المربي عن نفسه ويجب أن يعلم أن هذه الوسائل مهما كانت مرعية، ومهما اعتني بها، فإنها لا تكفي لأن العنصر الأساس في التربية هو المربي نفسه، فمهما تكون طرق التربية ناجحة ومهما يتوسل الإنسان بالوسائل الضرورية من أجل أن يُنْشِئ النشء السليم فإنه أبداً لا يمكن أن يصل إلى غاياته إذا كان هو غير ملتزم بما يقول، فالتربية تبتدئ من المربي، التربية نموذجها هو المربي نفسه، سبق أن بينت في وسائل التربية أن من وسائلها التَّرْبِيَةَ بالقدوة، وأن القدوة الشاملة الكاملة لهذه الأمة هي شخص رسول الله  لكن الذي يقرب معاني التربية حيث يراها الناشيء متمثلة وحاضرة في شخص أبيه الذي يتولى تربيته، فهناك جاذبية بين الأخلاق (فالذي يعيش في بيئة تعرف الصدق قلما يستطيع أن يكون غير صادق والذي يعيش في بيئة تروج فيها الرذيلة والنفاق وبرى أن الكذب والحيلة شطارة وذكاء) لا يمكن أن يكون هذا الناشئ -غالبا- غير المثال، فلذلك أمر الله تعالى المربين، المسؤولين الذين يوجه إليهم الأمر بأن يقوا أنفسهم وأهليهم ناراً، أمرهم بأن يتعاهدوا أنفسهم ويتوبوا إلى الله توبة نصوحاً{{يا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى اللَّهِ} وفي نصوص أخرى {وتُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُومِنُون}(سورة النور) توبوا جميعا بمعنى أنكم تخطئون جميعاً فليس عند المسلمين فئة لا تخطئ باستثناء الأنبياء، لأنهم معصومون، ولأن الله حماهم ولأن الله عز وجل رعاهم فهم لذلك لا يخطئون، أما كل من كانت فيه البشرية حاضرة ففيه الخطأ وَارِدٌ وهو يخطئ -لاشك- مرات في اليوم، ومن أكبر أخطائه أن يعتقد أنه لا يخطئ. المهم إن الله تعالى أمرنا جميعاً أن نتوب لأننا جميعا مخطئون، ورسول الله  يستغفر الله تعالى في اليوم سبعين مرة ليس لأنه عاص ولكنه استغفار تأدب مع الله عز وجل، الصحابة يقولون بأنهم يخطئون، والتابعون يقولون بأنهم يخطئون، وسلف هذه الأمة يقولون بأنهم يخطئون، ويأتي الآن من يقول بأنه لا يخطئ، ومن تصور أن فلاناً قد أخطأ فقد خاب وخسر، فإذا رأيته يشرب خمراً فلا تتصور أنه خمر فهي تُسْكَبُ خمراً وتَسْقُط في حنجرته عسلا، هذا استضعاف عقول الناس، في الوقت الذي تصل بالإنسان إلى هذه الدرجة تكون قد استخْفَفْته {فَاسْتَخَفَّ قَومَهُ فَأَطاَعُوهُ} استخفهم بمعنى مَرَّغ عقولهم بالأرض، قضى على الطاقة التفكيرية في عقولهم فأطاعوه، وبعد ذلك بدأ يقول لهم : أنا ربُّكُم الأعلى، يقولون له ممكن. {أَلَيْسَ لِي مُلْك مِصْرَ وهَذِه الأنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي}(سورة الزخرف) فقالوا نعم وصدقوه وسجدوا له.

-2 التوبة تمنع الاستخفاف بعقول الناس :

والآن جميع الأطراف تمارس حملة استخفاف بعقول الناس، تريد جَعْلَ العقول غَيْرَ قادرة على التمييز عن طريق البرامج، عن طريق الرياضة التي لا تنتهي، المهرجانات التي لا تنتهي، الفن الذي لا ينتهي، كل أمر يَشْغَلُ الإنسان ويمنعُه من أن يفكر، فهو شيء داخل في الاستخفاف بعقول الناس. إذن نحن مطالبون بهذا الأمر الإلهي الذي يقتضي أساساً الاعتراف بالمعصية {تُوبُوا إلَى اللَّهِ} مَنْ تصور بأنه لا يخطئ فقد خرج عن عقيدة هذه الأمة، ومن هنا نحن مطالبون بالتوبة، والتوبة من المعاني الإسلامية العظيمة جداً، وهي أيضا أسلوب شيق وبليغ في تربية النفوس، هذه التوبة تأتي لإخراج الإنسان من الانغلاق داخل دائرة المعصية لذلك، لا يجوز لإنسان أن يُغلق على إنسان باب التوبة مطلقا لأنه إن أغلق باب التوبة فقد سجنه داخل المعصية. قد يأتيك انسان ويقول عصيت الله كذا وكذا من المرات فتستعظم ذنبه وتقول إن ذنوبك عظيمة فابْقَ حيث أنت، لا توبة لك، وهذا يكثِّر سوَادَ العُصَاة في الأمة، لذلك فالله تعالى فتح للناس هذا الباب ليخرجوا من المعصية -مهْما طال مُكْثُهُمْ فيها- قد يكون الإنسان عصى الله سنوات وسنوات، ومع ذلك لا حَقَّ لك في أن تمنعه من التوبة أو أن تقنّطه، لابد أن يبقى للإنسان حَقٌّ في التوبة إلى أن يبلغ الإنسان الحَشْرَجَة لأنه لا معنى للتوبة حينئذ بدون عمل، لأن من شروطها العمل والعمل، قد انقطع بالنسبة لهذا الإنسان. وفي حديث رسول الله  المثل الرائع، حيث أخْبَرنا عن شخص من بني اسرائيل أسرف على نفسه في المعاصي وخصوصا القتل، وسأل راهبا : هل يقبل الله توبتي -وقد قتلت تسعا وتسعين نفسا- فاستعظم الراهب هذا الذنب وأخبره : أنه لا توبة له، وبَعْدَ أن أيْأسه قَتَلَهُ فكمَّل به المائة ثم بعد مدة بدا له أن يراجع الأمر فسأل أحد العلماء بالدين فقال : لك توبة شريطة أن تقلع وأوصاه بأن يخرج إلى أرض لا يعصى اللهُ فيها ليجد جوّا جديداً. فتاب الرجل وخرج من هذه المدينة التي كان قد ارتكب فيها كل هذه الآثام، وانصرف إلى المدينة الجديدة،وفي الطريق وافاه الأجل فمات فاختصمت فيه ملائكة العذاب وملائكة الرحمة فقالت ملائكة العذاب : هذا رجل عاص نَحْنُ أولى به وقالت ملائكة الرحمة : إنما جاء تائبا، فنحن ننظر إلى حاضره فهو من التوابين، وتنازعوا بينهم فأرسل الله فيهم ملكاً قَضَى بأن تُقَاس المسافاتُ التي تفصلُهُ عن الأرض التي أَثِمَ فيها، والمسافةُ التي تفصله عن الأرض التي سوف يذهب إليها ليتوب فأوحى الله إلى أرض المعصية أن تَبَاعَدِي وإلى أرض التوبة أن تَقَاصَرِي فوُجِد أنه أقْرَبُ ما يَكُونُ إلى أرضِ التوبة، فكان من التوابين وحُمِلَ وغَفَرَ الله له.

-3 التوبة فتح لبات تصحيح السلوك، ووقاية من الجنون والعُقد والأمراض النفسية :

هذا يفتح -دائما- المجالات للذين يريدون أن يصححوا السير، لأجل أن ينحازوا إلى صفوة المؤمنين ولأجل أن يقل عددهم في صفوف المجرمين، وهذا هو شأن التربية الإسلامية إنها هكذا، مفتوحة على التوبة، ولا أحد يستطيع أن يحجِّر على الناس إن تابوا طبعاً. وربما يمكن أن يفعل في المدة الأخيرة من عمره أعمالا جليلة، فلذلك كلما استطعنا أن نفصله عن عالم السوء إلى عالم الخير فذلك أمر حسن. إن الإنسان تبذر منه أخطاء ومعاص لا يرضى عنها، يقع فيها بحكم شهوته، فيشعر بعد مدة بالإثم أو بالخطإ، هذا الشعور إذا تعاظم في النفس يُؤرِّقُه، فلو فرضنا مثلا أن رجلاً أساء إلى أبيه فمات، فهو دائما في فراشه يأتيه هاجس بأنه غير مستقيم، خصوصا إذا رأى إنساناً يكلم أباه ويَبَرُّه من غير أن يصرح داخليا، تتفاعل فيه أحداث، يتذكر أنه في يوم من الأيام صفع أباه. هذا شعور بالذنب لا ينكشف، ولكنه يتفاعل داخليا، وهذه الأحاسيس بالخطإ قد تكون كثيرة في نفس الإنسان، فإذا كثرت -كما يقول علماء النفس- تعطي الإنسان أمراضاً نفسية، وهذه الأمراض النفسية ليست أمراضاً حقيقية، إنما هي نوع من التبريرات ومن الأوهام تُوهِمُ بها الذاتُ نفسها حتى تخرج من الشعور بالذنب، وقد تكون للأمراض النفسية تجلياتٌ كثيرة قد تتحول إلى هستيريا، وقد تتحول إلى أمراض عظيمة جداً، وكبار المجرمين هكذا وقع لهم، فالدمويون الذين قاتلوا في الحروب كثيراً، الذين أساءوا للبشرية كانت نهايتهم دائما أنهم يُجَنُّون، هكذا مات كثيرٌ من عظماء التاريخ، هذا الشعور بالإثم يتحول عندهم إلى مرض نفسي تبريري، وهذا المرض يصير فيما بعد له تجليات متعددة وسلوكات غير مستقيمة، انحرافات خطيرة وإخفاقات في كثير من المجالات : اخفاق في الزواج، إخفاق في تكوين الأصدقاء، إخفاق في الالتئام مع الجماعة، هذه كلها مظاهر لمرض أصلي هو الشعور بالذنب، لأن الإنسان أسِيرُ خطئه كما وقع بالنسبة للذين ألْقَوا قنابل هيروشيما فهم لم يموتوا سعداء، ومنها الجرائم التي تقع الآن، وهي أكبر من أن تكون جرائم عادية. نقرأ مثلا في تاريخ الأدب القديم عن شاعر يعرف “بديك الجن” كانت له امرأةٌ أحبها كثيراً ثم إنه بعد مدة ظهر له أن يأخذها، فأخذها وأضرم فيها النار، ثم جمع بقية ذلك الضرام وجمع رمادها ووضعه في دواة وصار يكتب به شعراً هذه قضية تشبهها قضايا كثيرة جداً في وقتنا الراهن، قضية رجل يَحْرِقُ امرأة رفضت أن تتزوج به أشياء من هذا القبيل كلها غير معقولة، جرائم تُخْفي وراءها أشياء عميقة تدل على أن الإنسان يجب أن يفكر في الباعث الحقيقي على هذه الجرائم، هذه ليست جريمة الحاجة. أنها جريمة تدل على أن هنالك تعقيدات في نفس هذا الإنسان، إذن كل هذه التعقيدات سببها هو الشعور بالذنب.

مدارس التحليل النفسي المعاصرة اخترعت طريقة التداعي الحر وكان يلجأ إليها فرويد وغيره ومفهومها : أن يؤخذ الإنسان ويُجلس في مكان ويُترك ليعترف، ليعبر بما يشاء أمام المحلل النفسي فحينما يتكلم فكأنما يُخرج هذه الطاقة المكظومة فيه ويُنَفّس عنه داخليا فتنحل نسبيا عقدته وأحاسيسه بالذنب، الكنيسة تلجأ إلى شيء يشبه هذا وهو الاعتراف أمام الراهب عند الكاثوليك حيث يجلس الراهب في جهة ويجلس التائب وتكون بينهما نافذة ويعترف. الكنيسة كانت تفعل هذا ليس رحمة بالناس ولكن مقابل مال. إذن الكنيسة تلجأ إلى طريقة الاعتراف،.

-4 طريقة الإسلام في معالجة الأمراض النفسية أسْلمُ وأضْمن للكرامة :

الإسلام هو الذي له الحل الحقيقي لا طريقة التحليل النفسي ولا طريقة المسيحيين، لأن الطريقة في الإسلام هي أن يعترف ليتخفف فعلا، ولكن تعترف أمام الله الذي خلقك وهو يعلم كل ما فعلت {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أنْفُسَنَا} فهذا اعتراف (ربي ظلمت نفسي ظلما كثيراً) وتسجد لله تعالى وتعترف وتذكر وتستغفر فيقع التخفيف الذاتي من غير أن تكون في حرج من أن يطلع عليك أي إنسان، وحينئذ فعلا سيقع التفريغ، إذن هذه هي الطريقة الصححية لتخفف الإنسان من العقدوالأمراض النفسية إنها طريقة التوبة، وهي طريقة نفسية مهمة جداً تؤدي إلى الاستواء النفسي، إذن مطلوب من الإنسان أن يتوب ليكفي المجتمع شرَّه، ليخلِّصَ هو نفسه من العقد، ليبدأ حياة جديدة، لكن أي توبة هذه؟.

-5 شروط قبول التوبة : الندم والإقلاع :

إن التوبة التي يستدعيها الشرع هي التوبة الشرعية التي تقوم على ضوابط وعلى أركان وشروط :

الشرط الأول :  أن تقطع الصلة بذلك الذنب الماضي.

الشرط الثاني : أن تكون نادما على الذنب.

الشرط الثالث : أن لا تأتي الذنب مستقبلا.

وبعبارة ذكرها أبو حامد الغزالي قال : >إن التَّوْبَةَ تحتاجُ إلى عِلْمٍ وإلى حَالِ وإلى عَمَلٍ<. العلم هو الأصل، معنى أنك تعلم أن ما أتيت من الذنوب فعلا ذنبٌ، وإن ذلك الذنب يُبْعدك عن رحمة الله، حينئذ تتصور التوبة، لكن الناس الذين يدافعون عن أخطائهم ويبررونها ويعطونها المشروعية لا يمكنهم أن يتوبوا منها أبداً.إن كان الإنسان يأتي معصية من المعاصي لكن لا يسميها معصية ويسميها ضرورة من ضرورات الحياة يسميها شيئا أوجبته تطورات الحياة لا يمكن لهذا الإنسان أن يتوب. الاختلاط صار ضرورياً، لا يمكن الآن أن أُدْعَى إلى مكان من الأماكن ويذهب إليه الناس من أمثالي من رجال الأعمال ويصطحبون معهم زوجاتهم، وأنا لا. هذا مُجَرّد تبرير للاستمرار في المعصية.

هذا الاختلاط في الدين حرامٌ، فلابد من أن نسمي الأشياء بأسمائها، ولأجل أن نعرف ما هو الخطأ من الصواب لابد أن نعود إلى الشرع ليحدد لنا هل هذا صواب أم خطأ.

إذن لابد من الحالة الأولى وهي حالة العلم. الحالة الثانية وهو الندم بمعنى لابد أن تكره المعصية التي كنت عليها وأن تمقتها وأن تحتقر الموقف الذي كنت فيه يوم كنت آثما لتندم، لأنه ربما أنت تائب فقط لأنك وجدت نفسك مع التائبين ولكن لازلت فرحاً بأيام المعصية وتَنْظر إليها بنوع من التبجيل هذا لا توبة له. فلابد أن يكره ماضي المعاصي حتى لا يكون له حَنِينٌ إلى تلك الأيام، ولا يعود إليها مجدداً.

وأنتم ترون أن المثال من هذا هو توبة أصحاب رسول الله  لما آمنوا كرهوا الجاهلية ورفضتها أنفسهم إلى درجة أن عاصم بن ثابت لما أسلم عاهد الله أن لا تَمَسَّ يدُه يدَ كافر، وعاش على ذلك. ثم إن رسول الله  أرسله مع أصحابه فغدرت بهم بعض القبائل العربية وبقي يقاتل هؤلاء المشركين الذين غدروا حتى أحس في نهاية اليوم، بأنه سيموت،  فقال : >اللهم إني قد حميت دينك أول النهار فاحم جسدي آخر النهار< لأنه كان يكره أن يمسه الكافر ولو ميتا وسقط عاصم فجاء المشركون يطلبونه فوجدوا أن الدَّبْرَ (ذَكَرَ النّحْل اللاَّسِع) قد غطى جسمه، فقالوا نتركه إلى الليل حتى يَنْصرف عَنْه هذا النحلُ، ونأتي فنأخذه، فتركوه إلى الليل فعادوا ليأخذوه فما وجدوه. فحمى الله تعالى جِسْمٍ عاصِمٍ في هذه المدة، لأنهم كانوا يريدون تقديم رأسه لامرأة مَوْتُورَةٍ حَلَفَت لئن ظَفِرتْ به لتشربَنَّ في قَحْفِهِ الخَمْرَ -والقحف : عظم الرأس عندما يُفرغ- فَحَمَاهُ الله تعالى، وتلك من كرامة الصحابة وأولياء الله تعالى الحقيقيين إخلاصاً وعملا وجهاداً.

المهم هو أن عزة الإيمان جعلته يكره الجاهلية وهو يعرفها وقد عاش فيها زهرة شبابه، ولكنه كرهها، وكره الكفر، إذن لابد من الندامة والكراهية للكفر والمعصية.

الشرط الثالث في التوبة هو العمل وهو يتعلق بالمستقبل ومعناه ألا يعود إلى المعصية وألا يكون له -مُسْتَقْبِلا- أي صلة بها، تاب إنسان من الماضي السيء، عرف بأنه عاش بالحرام، وكسب المال بالحرام والآن تاب فلا بد من قطع الصلة بالمعصية مستقبلا بحيث لا يكون له بها أي صلة، أيْ يُقْلِع عَمَلاً وواقعا عن الكسْبِ الحرام.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>