ألم قلم : انهزام العدو في جنوب لبنان عبرة لاولي الابصار.


تلاحقت الأحداث في الأشهر الأخيرة، بعد الضربات الموجعة التي وجهها مقاتلوا حزب الله للاسرائيلين، مما اضطرهم الى الاعلان عن نيتهم في الانسحاب خلال شهر يوليوز الذي لم يحن بعد وخلال ذلك هددوا بإحراق لبنان، وبتدمير بنيته التحتية وآو… لكن جنود حزب الله البواسل كان شعارهم هو خشية الله تعالى وليس خشية الناس،وكان حرصهم على الاستشهاد بقدر رغبة الاسرائيلين في الحياة، واستمرت مقاومتهم للمحتل الى ان خرج ذليلا صاغرا، وبذلك فإن الحدث بكل ما تضمنه من تفاصيل جدير بالدرس وأخذ العبرة تلو العبرة.

فأولى العبروأهمها على الاطلاق، أن المؤمن المسلم بإمكانه أن يقرأ من جديد سورة الحشر، بكل تفاصيلها مجسدة على الواقع، يقول تعالى : {ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله}(الحشر : 2). ما كان يظن أحد قبل شهور أن الاسرائيلين سيخرجون من جنوب لبنان كما أن الاسرائيين كانوا يعتقدون أنهم باقون في الجنوب بعد أن أقاموا فيه تحصينات واقعية وهجومية قوية متينة وبعد أن كونوا حصونا ودروعا بشرية من العملاء الذين عهدوا إليهم بقتال إخوانهم من بني وطنهم وتعذيبهم. لكن الله تعالى أتاهم من حيث لم يحتسبوا، لم يكونوا يظنون على الاطلاق أن فئة مومنة بربها قليلة بعددها قوية بإيمانها ستقهر “الجيش الذي لا يقهر”، وستطرد من هدّده بحرق أرْضِِهِ وموارد رزقه، سَتطْرُدُه شَرَّ طرد مكلَّلاً بذل الهزيمة والخيبة، ولولا أن كتب الله الجلاء على هؤلاء الاسرائيليين لعذبهم في الدنيا شر عذَاب على يد هذه الفئة المؤمنة.

وثاني العبَر وهي مرتبطة بالأولى ومن ثم فإن لها أهميتها المطلقة أيضا، وهي أن مقاومة العدوان لا يكون بالشعارات ولا بالقوميات ولا بالايديولوجيات على اختلاف أنواعها من شيوعية واشتراكية وليبرالية، ولكن يكون بالإيمان بالله والثقة بنصره، واستمطار رحماته، والجهاد في سبيله بالمال والنفس، لقد أثبتت المقاومة الاسلامية أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأن المفاوضات لا تجر إلا الذل والاستسلام، كما أثبتت أن الطريق الى المسجد الأقصى والأرض المباركة حوله لا يكون بالشعارات ولا بشرب السجائر أو الشرب من البحر الميت، ولكن بالمقاومة التي تعيد المجد إلى هذه الأمة.

وثالث العبر أن تحالف الحكومات مع الشعب يحقق المعجزات، لأن الحكومة دون شعب لن تستطيع فعل شيء، والشعب دون قيادة منظمة لطاقاته لن يستطيع فعل أي شيء. لقد احتضنت الحكومة اللبنانية المقاومة الاسلامية، وآمنت المقاومة بوحدة الوطن ووحدة المصير مع القيادة السياسية فخاضت حربا استشهادية ضد العدو وكتب لها النصر وكانت أحق به وأهله…

والغريب أنه مع كل هذا تحاول وسائل الإعلام أن تطفئ نور هذا النصر المبين، بحديثها عن مصير حزب الله بعد التحرير، وبتنبؤاتها الخاطئة عن مستقبل مظلم للحزب، ونَسُوا أن حزب الله استمد منهجه من تعاليم الإسلام، فهو محارب في وقت الحرب مسالم في وقت السلم، عامل في وقت العمل. وأن العمل السياسي والنضال الاجتماعي صنو الكفاح المسلح. وأن المسلم مسلم في كل الأحوال والأوقات.

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>