بسم الله الرحمن الرحيم
إن العلماء الموقعين عن جمعيات العلماء المذكورة أسفله، وعن المجتمعين في اليوم الدراسي لـ((مشروع الميثاق الوطني للتربية والتكوين))، الذي نظمته جمعية قدماء التعليم الأصيل بفاس، يوم الأحد 30 شوال 1420 الموافق لـ6 فبراير 2000، قد اتفقوا بعد التدارس والتشاور وتحري الأمانة في النصح، على أن المشروع -على ما بذل فيه من جهود متميزة، وما سطر فيه من مبادىء أساسية، ومجالات ودعامات غنية، ومايطفح به من طموح وإرادة ورغبة في التغيير قوية-، مازال بحاجة إلى مراجعة كاملة شاملة على أساس الشريعة الاسلامية. وذلك للأسباب التالية :
-1غياب المرجعية الاسلامية له؛ مما جعله يتصور الحاجات والاولويات، والحقوق والعلاقات، والحلول والمشكلات، على غير ميزان الإسلام، ويبخس في العناية والاهتمام، حظ كل مايتعلق بالشريعة والاسلام : مصطلحات وتخصصات، وتمثيلا في مختلف المجالس والهيآت. مع أن الدستور ينص على أن دين الدولة الرسمي هو الاسلام، ومقومات الهوية كلها من وحي وتراث ولغة وتاريخ وأرض مردها إلى الاسلام.
-2عدم إحلاله العربية عمليا محلها اللائق بها، مع أنها لغة البلاد الرسمية، كما ينص على ذلك الدستور، ومفتاح الوحي ولسانه المبين كما ينص على ذلك القرآن الكريم، وذلك لأن تعلمها في السنوات الخمس الأولى من التعليم الابتدائي مزاحم بلغتين أجنبيتين، فضلا عن لهجة أو لهجتين محليتين، ولا تجاوز الاعدادي إلى الثانوي حتى ((يتم تدريس الوحدات والمجزوءات العلمية والتقنية الأكثر تخصصا من سلك الباكلوريا باللغة المستعملة… في التعليم العالي)) أي ((اللغة الاجنبية الأكثر نفعا وجدوى)) (ص52 من المشروع). وبذلك تصير المنافسة الاختيارية – شكلا- بين العربية وبين اللغات الاجنبية محسومة -مضمونا- لغير العربية واقعا وآفاقا؛ مما يعني عمليا التراجع عن “التعريب” المجمع على ضرورته دينيا ووطنيا، ويرسخ ثنائية :العلوم الاسلامية والعلوم العصرية التي ترفضها النظرية الاسلامية للمعرفة، ويقوي الشعور لدى المتعلمين بأن العربية لغة الدين والعبادات ولا صلة لها بالعلم والحياة. وكل ذلك مما ينبغي ان ينزه عنه المشروع .
-3 إجحافه في حق التعليم الشرعي؛ بإغفاله دعامة من الدعامات التسع عشرة. وكان حقه أكثر من دعامة، وإغفال قيمه هدفا فيما بعد الإبتدائي حيث تشتد الحاجة، وإغفاله تكوينا أساسيا في الجذع المشترك بالثانوي، وإغفاله شهادات عليا تنتهي بالدكتوراه، آخر ما سمي ” بالدراسات الاسلامية العليا” (ص30)، وإغفاله جامعة ممثلا في جامعة القرويين أعرق الجامعات ، وإجمال الحديث عنه نوعا من التعليم هو(( التعليم الأصيل )) إجمالا مخلا غير معقول ولا مقبول ، وكل ذلك إجحاف يتطلب الإنصاف .
هذه الأسباب ، وما يلحق بها في المشروع من اضطراب وتناقض وغموض في موقع كليات القرويين وشعب الدراسات الاسلامية، توجب – نصحا لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم – المطالبة بــــ :
-1إرجاء عرضه على البرلمان حتى يراجع على أساس الشريعة مراجعة كاملة شاملة.
-2 تأخير تطبيقه ، تبعا لذلك، حتى السنة الدراسية 2002-2001 على الأقل.
-3 إحداث مجلس أعلى لهيئة العلماء بالشريعة تكون وظيفته مراجعة المشاريع والقوانين الجديدة على أساس الشريعة .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
وحرر بفاس حرسها الله عز وجل في :
الأحد 30 شوال 1420 الموافق لـ 6 يبراير2000 .
التوقيعات:
رابطة علماء المغرب ( فرع فاس) : محمد ابن معجوز
جمعية العلماء قدماء جامعة القرويين : محمد الكتاني
جمعية العلماء خريجي دار الحديث الحسنية : محمد سلاوي
جمعية خريجي كلية الشريعة : محمد يعقوبي
جمعية خريجي الدراسات الإسلامية العليا : محمد الروكي
جمعية قدماء التعليم الأصيل : عبد الله العلوي الشريفي
شعبة الدراسات الإسلامية بفاس : حميد فتاح