من أسس حفظ المجتمع : صيانة الانسان


ü الإنسان الذي يراعي حرمة نفسه لا بد أن يكون مراعيا لحرمة غيره. ولابد أن يكون مقدرا للآخر، نفس المشاعر والأحاسيس التي ينطلق منها هو ذاته في فهم معنى الاحترام وشروطه وضوابطه.

فالكائن البشري الحي الذي يفيض وجدانه ومشاعره وأحاسيسه ومداركه بمبادئ وأخلاق كلها معاني للسمو أوجدها الله سبحانه بداخل الحس البشري وإدراكه لكي تتوفر له أسباب الحياة الآمنة المطمئنة في بيئة يسودها الوئام والأمن والسلام.

ü من طبيعة هذا الانسان، أن يكون مصدر خير على محيطه ومجتمعه ومن ثمة وجه العلاقة القائمة بين الفعل الأخلاقي وأثره المباشر على العالم الخارجي. وفي الحديث النبوي ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. فالإيمان الحق منوط بالأسباب لا بذات الشخص فقط بل ورهين أيضا بما يلزم أن يظهر منه من صور الخير والرحمة تجاه الغير.

وهذا الاستنتاج أمر بديهي في عمومه.. لا يرفضه عقل ولا يجادل فيه أحد بمنطق على الاطلاق. وعلى هذا الأساس ساد الفهم الصحيح لمعنى الإيمان الحقيقي لدى السلف الصالح. وبه قامت رابطة الاخوة الصادقة في الله.. في مجتمع مؤمن تسوده المحبة والوحدة والايخاء. ((وأن هذه أمتكم أمة واحِدَة  وأنا ربُّكم فاعْبُدون)).

ü إذن فكل منطق هذا شأنه فهو قمين برفضه أن يتعرض إنسان أيا كان -لأي امتهان إلا بموجب شرعي أو حق- باعتبار رفضه ذلك لنفسه ويرفض أن يطاله نوع من المساومة أو الاغراء.. للنيل من عرضه أو صميم كيانه، مجبرا على ذلك أو عن طواعية واختيار.

فأسباب حفظ المجتمع وصون كيانه مبني أساسا على حفظ وصيانة الانسان. وعلى تربية الفرد الصالح تربية مستوعبة لكافة الشروط المؤهلة لتحقيق ذلك على الوجه الأكمل. وهذا أمر طبيعي بل وبديهي ومن قبيل تحصيل الحاصل بمعنى من المعاني.

üولكن من الناس من يعمد إلى تبرير كل فعل مخالف للشرع، مخالف للاخلاق. بكونه خاص بالشخص ذاته. ولا يهم المجتمع في شيء، بناء على استدلالات خاطئة ومنطق فاسد.. لا قيمة له في  ميزان الشعر ولا العقل. نذكر على رأس هذه المهتارات ظواهر طبق أصل مفاسد أسواق نخاسة أيام زمان. أسواق ما قبل مرحلة استواء سفينة العقل البشري المؤمن على جودي تعاليم رسالة الاسلام. مهاترات تستهدف أكثر ما تستهدف عقول الأحداث. وفكر الشباب بالخصوص. على الوجه الذي يرضي العملاء ليكون التهافت على بضاعتهم المزجاة عاملا أساسيا في تحريك عجلة الاقتصاد المشبوه. والديمقراطية العوجاء المعلنة حينا في البلاد ما هي إلا وسيلة.. ومجرد قطعة ديكور لتأثيث واجهة الأحداث. وتلميع صورة الغرب.. ليسهل نفاد سهمه المسموم في جسد أمة الاسلام والسلام.

إنها حيل ديماغوجية لقلب الموازين في أفهام عامة الناس ليس غير. ولكن هذا التآمر لن يزيد المؤمن والمواطن الصالح إلا صلابة في دينه ورسوخا في عقيدته بشهادة الواقع. وهيهات هيهات أن يستمر هذا الوبال في رحاب وطن تشبع بحليب الإيمان والتضحية لتحرير ربقته من قبضة الأعداء.

عبد الإله جرار

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>