لقد سمى الله يوم “بَدْرٍ” ((يَوْمَ الفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الجَمْعَانِ)) يَوْمَ الفرقَان بين الحق والباطل على وجه الأرض، ويوم الفرقان في الآخرة بَيْن مصير أهْلِ الحق ومصير أصحاب الباطل. قال تعالى ((هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ. فَالذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِن نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الحَمِيمُ يُصْهَرُ به مَافِي بُطُونِهِمْ والجُلُودِ. ولَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا. وَذُوقُوا عَذَابَ الحَرِيقِ. إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ ولُؤْلُؤاً. ولِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ. وهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ القَوْلِ. وهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الحَمِيدِ))-سورة الحج- فقد ورد أن هذه الآيات نزلت في الفريقين اللذين التقيا يوم بدر.
كما كانت بدر فُرْقَاناً رسميّاً بين تَوَجُّهات المسلمين وتميُّزهم في الأهداف والعبادات والشعائر والأخلاق، إذ جاءتْ بعد تميُّزهم في القِبْلة، والآذَانِ، والمسْجِدِ، والأُخُوَّة، والصيام. حيث وقَعَت في رمضان، أول شهر يصومه المسلمون، فكان الصوم فرقانا بينهم وبين اليهود، كما كان النصر فيه فرقَاناً بين من يعبد الله عز وجل ويتوكل عليه، ومن يعبد الطواغيت ويعتمد عليها.
1- الأسباب الظاهرية للغزوة :
قال ابن اسحاق بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما : لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان مقبلا من الشام ندب المسلمين اليهم وقال ((هَذِه عِيرُ قريش فيها أموالهم، فاخْرُجُوا إليها لعل الله يُنْفِلُكُمُوهَا)) وقال ابن القيم ((وجملة من حضر بدراً من المسلمين ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا.. وجاء النَّفِيرُ بَغْتَةً، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا يَتْبَعُنا إلا من كان ظَهْرُه حاضِراً)) فاستَأْذَنَهُ رجال ظُهورُهم -مركوباتهم- كانت في عُلُوِّ المدينة أن يَسْتَأْنِيَ بهم -ينتظرهم- حتى يذهبوا إلى ظهورهم، فَأَبَى، ولم يكن عَزْمُهُمْ على اللقاء، ولا أعَدُّوا له عُدَّة، ولا تَأَهَّبُوا لَهُ أُهْبَة، ولكن اللَّه جَمع بينهم وبَيْن عَدُوِّهِمْ على غَير ميعاد))-زاد المعاد-.
فالأسباب الظاهرية هي التعرض لقافلة قريش للتضييق على عَدُوِّ المسلمين وإضعافه اقتصاديا وسياسيا مُجازَاةً له على ما فعله بالمسلمين من التضييق عليهم واخراجهم من ديارهم وأموالهم.
2- الأسباب الخفية التي لا يعلمها إلا الله عز وجل :
الأسباب الخفية في علم الله تعالى هي التي ذكرها في كتابه العزيز حيث قال في سورة الأنفال ((كَمَا أخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بالحَقِّ وإنَّ فَريقاً منَ المُومنين لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونكَ في الحقِّ بَعْدَماَ تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إلى المَوْتِ وهُمْ يَنْظُرُونَ. وإذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أنَّهَا لكُمْ وتَوَدُّونَ أنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ. ويُرِيدُ اللَّهُ أنْ يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ويقْطَعَ دَابِرَ الكافِرِين لِيُحِقَّ الحَقَّ ويُبْطِل البَاطِل ولَوْ كَرِهَ المُجْرِمُونَ)).
3- صور معبرة :
أ- صورة الطغيان :
علم أبو سفيان بأن رسول الله قد خرج لقافلته فأرسل ضمضم بن عمرو إلى قريش مُسْتَنْفِراً لهم، فتجهزتْ قريش في ثلاثة أيام، وأعان قويُّهم ضعيفهم، وحَضَّ أسيادُهم وكبراؤهم بعضَهم بعضاً على الخروج، حتى اجتمع لهم تسعُمائة وخمسون مقاتلا، معهم مائة فارس، عليها مائة دارع، سوى دروع المشاة، وكانتإبلُهم سبعمائة بعير.
أقبلوا في حنق زائد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما يريدون من أخذ عيرهم، وعندما نَجَا أبو سفيان بقافلته، وأُفْلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه أرسل إلى قريش يأمرهم بالرجوع، ويقول لهم : قَدْ نجت عِيرُكم فَلا تَجْزرُوا أنفسكم أهْلَ يثرب -أي لا تُعَرِّضُوا أنفسكم لأن يذبحكم أهل يثرب- إنَّما خَرجْتُم لتمنعوا العير وأموالكم، وقَدْ نجَّاها الله، فقال أبو جهل : ((لاَ واللَّهِ لاَ نَرْجِعُ حَتَّى نَرد بَدْراً، فَنُقيمَ ثلاثا، نَنْحَرُ الجَزر، ونُطْعم الطعام، ونَشْرَب الخمر، وتَعْزِف عليناَ القِيان -المغنيات- فَلَنْ تَزَالَ العَرَبُ تَهَابُنَا أبَداً)).
ب- صورة التواضع والصدق مع الله تعالى :
وكانت إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم سَبْعِين يَعْتَقِبُونها جميعا، ويركبونها بالتَّنَاوُب، فكان رسول الله، وعَليُّ بن أبي طالب، ومِرْثد بن أبي مِرثد الغَتوِي يَعْتَقِبُونَ بَعِيراً، وأبُو بكر، وعمر، وعبد الرحمان بن عوف يعتقِبُون بعيرا،… وهكذا.
وعندما وصلت الأخبار للرسول بنجاة القافلة وخروج قريش جمع الصحابة فاستشارهم، فقال عمر : ((يارسول الله إنها والله قريش وعِزُّها، والله ماذَلَّتْ مُنْذُ عَزَّتْ، وما آمنَتْ منذ كَفَرَتْ، والله لا تُسْلِم عِزَّهَا أبداً، ولتُقَاتِلَنَّك، فَتَأَهَّبْ لِذَلك أُهْبَتَهُ، وأعِدَّ لذلِكَ عُدَّته))، وقال المِقْداد بنُ عَمْرو : ((امْضِ لأمر الله فَنَحْنُ مَعَك، والله لا نَقُول لك كما قالت بنو اسرائيل لنبيها : ((اذْهَبْ أنْتَ ورَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)) ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا مَعَكما مُقَاتِلُون.
وقال سعد بن مُعاذ نائبا عن الأنصار ((إنَّا قد آمَنَّا بك وصَدَّقْنَاكَ، وشَهِدْنَا أنّ ما جِئتَ به حق، فأعطيناك مواثِيقَنَا وعُهُودَنَاعلى السَّمْعِ والطَّاعَةِ، فامْضِ يا نبِيَّ الله لِمَا أرَدتَ، فوالذِي بعثك بالحق لو استعرضْت بنا هذا البحر فخُضْتَهُ لَخُضْنَاهُ معك ما بقي منا رَجُلٌ، صِلْ من شَئْتَ، واقطعْ من شِئْت، وخُذْ من أموالنا ما شِئْتَ، ومَا أخَذْت من أموالنا أحَبُّ الينا مِمَّا تَرَكْتَ…
فَلَمَّا فرغ سَعْدٌ قال صلى الله عليه وسلم ((سِيرُوا على بَرَكَةِ الله، فإن الله قَدْ وَعَدني إحْدَى الطائِفَتَيْن، والله لَكَأَنِّي أنْظُر إلى مصارع القوم))، وعنْدَما وصل الرسول إلى مكان الوَقْعَةِ عَرَض على أصحابه مصارع رؤوس الكفر من قريش مَصْرعاً مصرعا، ويقول : هذا مصرع فلان، وهذا مصرع فلان، فما عَدَا واحدٌ منهم مضْجَعَهُ الذي حَدَّ لَهُ الرسول.
وعندما رَأَى رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا مقبلة قال : ((اللَّهُمّ هذه قُريش قد أقْبلَتْ بِخُيَلاَئِها وفَخْرِها تُحَادُّك، وتُكَذِّبُ رسولك، اللَّهُم فَنَصْرَكَ الذي وعدتَنِي، اللّهم أحْنِهم الغَدَاة)).
وعندما تراآى الجمعان خرج عتبة بن ربيعة، وابنه الوليد، وأخوه شيْبة، فقالوا يا محمد أخْرِج أكفاءنا من قومنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قم يا عبيدة بن الحارث، قم ياحمزة، قُم يا علي))، فبارز حمزة شَيْبَة وبارز عليٌّ الوليد، وبارز عُبَيدة عُتْبَة، فأما حمزة وعلي فسرعان ما أجْهَزَا على خَصميهما سريعا، وأما عُبيدة وعُتبة فكُلٌّ منهما ضرب صاحبه وأثبَتَهُ، فَكَرَّ علي وحمزة على عتبة بأسيافهما فأجهَزَا عليه، واحْتَمَلا عُبَيْدة إلى صف المُسْلمين جريحا حيث استشْهِدَ بعد حين.
وعندما تزاحف الناس قام صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويقول ((اللَّهُمّ إن تَهْلَك هَذِهِ العِصَابَة اليومَ لا تُعْبَدُ)) فخفَق صلى الله عليه وسلم خَفْقَةً وهو في العريش بعد الدعاء، ثم انْتَبَه فقال ((يا أبا بكر، أتاك نصر الله، هذا جبريل آخِذاً بعِنَانِ فرسه يَقُوده على ثَنَايا النَّقْعِ -غبار المعركة-)).
حـ- صور إيمانية :
* حَرَّضَ الرسول المسلمين على القتال والثبات وقال لهم : ((والذي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يُقاتلُهم اليوم رَجُلٌ، فَيُقْتَل، صابراً مُحتَسِباً، مُقْبِلاً غير مُدبر، إلا أدْخَلَهُ الله الجنّة))، فقال عمير بن الحمام -وفي يده ثمراتٌ يأكُلُهُنَّ- : بَخٍّ، بَخٍّ -كلمة تُقَالُ للإعجاب والتّعَجُّب- أفَمَا بَيْنِي وبَيْن أن أدْخُل الجنة إلا أن يَقْتُلَنِي هؤلاء؟ ثم رَمَى بالتمرات من يده، وأخَذَ سَيْفَهُ، فقاتل القوم حتَّى قُتِل رضي الله عنه.
* وقال عون بن الحارث : يارسول الله، ما يُضْحِك الرَّبّ من عَبْده؟ قال : ((غَمْسُه يَدَه في العَدُوِّ حاسِراً)) فَنَزع دِرعا كانت عليه، فَقَذفها، ثم أخَذَ سَيْفَه فقاتل حتى قُتِل رحمه الله.
* أسَرَ عبد الرحمان بن عوف أمَيَّةَ بن خَلَف الذي كان يُعَذِّب بلالا بمكَّة، فلما رآه بلال صار يصيح : رَأْس الكفر أميَّةُ بنُ خَلَف فلا نَجَوْتُ إن نجا، يَا أَنْصَارَ اللَّهِ، فَأَحَاطَ به المسلمون وقَتَلُوه هو وابْنَه علي بن أمية.
* أمَر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُلْتَمَسَ أبو جهل في القَتْلَى، فوجَده عبد الله بن مَسْعُود وبه رَمَقٌ، قال ابن مسعود : فعرفتُه فوضَعْتُ رجلي على عُنُقِهِ، ثم قُلْتُ له : هَلْ أَخْزَاكَ الله يا عَدُوَّ الله، ثم أجْهَزَ عليه و احْتَزَّ رَأْسَهُ، ثم احْتَمَلهُ حتى وضعه أمام الرسول قائلا : هذا رأس عَدُو الله أبي جهل. فقال صلى الله عليه وسلم ((آللَّه الذي لاَ إِلَهَ غَيْرُه)).
* قاتل عُكَاشَةُ بسيفه حتى انقطع في يده، فأتَى رسولَ الله فأعطاه جِذْلا -عُوداً- من حطب، وقال له : قاتِلْ بهذا يا عكاشة، فلما أخذه من رسول الله هَزَّه، فعاد في يده سيفا طويل القامة، شديد المَتْن، أبْيَضَالحَدِيدَة، فقاتل به حتى فتح الله على المسلمين، ثم لَمْ يَزَلْ يشهد به المشَاهِد مع رسول الله حتى اسْتشهِد في حروب الردة.
4- الأهداف المتباينة :
كان هدف المسلمين بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم إضعاف العَدُوّ لإعلاء كلمة الله تعالى، فَسَاقهم الله عز وجل للقاء العَدُوّ ودحره لإحقاق الحق وإزهاق الباطل ((لِيُحِقَّ الحَقَّ ويُبْطِلَ الباطل ولو كَرِهَ المُجْرِمُون)).
أما قريش فكانت غايتها الطغيان وإرهاب الناس لتكريس الظُّلْمِ والبَغْي ولهذا نهى الله عز وجل المسلمين عن أن يقاتلوا من أجل مثل هذا الهدف، فقال : ((ولا تَكُونُوا كالذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً ورِئَاءَ النَّاسِ ويَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ واللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط))-سورة الأنفال-.
5- انتهاء المعركة :
أنزل الله تعالى الملائكة مدداً للرسول والمسلمين، فَحُسِمت المعركة في وقت قصير كأنه الحُلُم، تحقيقا لقول الله تعالى ((سَيُهْزَمُ الجمعُ ويُوَلُّونَ الدُّبر)) وكان الحسم على الشكل الذي وصَفَه المُغِيرةُ أبو سفيان بن الحارث أحدُ المشاركين الناجين، فقد قال له أبو لهب -الذي غاب عنها- هَلُمَّ إليَّ، وأخْبِرْنِي كيف كَانَ أمر الناس؟ فأجابه : ((والله ما هو إلاَّ أنْ لَقِينا القَوْمَ فَمَنَحْنَاهُمْ أكْتَافَنَا يَقُودونَنَا كَيْف شاءوا، ويأسِرُونَنَا كيف شاءوا، وأيْمُ الله مع ذلك ما لُمْتُ الناسَ، لقينا رِجَالاً بيضاً عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ بين السَّمَاءِ والأرض، واللَّهِ مَا تُلِيقُ -تُبْقِي- شَيْئاً، ولا يقوم لها شيء))ابن هشام 1/647.
وكانت النتيجة قَتْلَ سَبْعِينَ وأسْر سَبْعين من المشركين، وهي حِصَّةٌ ثقيلة ما كَانَتْ تَخْطُر على بال المشركين، إلاَّ أنها في ميزان الله تعالى كانت ضربَةً ضرورية لإيقاظ الغافلين في أي زمان ومكان كانوا أنهم غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ تعالى، ولنَقْلِ المسلمين إلى مَوْقِعِ القُوَّةِ الفاعلة في الجزيرة العربية وما حولها، تمهيداً لتأدية الرسالة للعالمين.
6- النتائج :
أ- ذهاب هيبة قريش ومكانتها بين العرب، مما أفسح المجال لنشر الإسلام.
ب- ارتفاع مكانة المسلمين، مع الانتباه إلى الدين الذي على أساسه تتأسس الدولة الفتية الجديدة.
ج- ازدياد الثقة في الله تعالى، وتَعَمُّق الإيمان والطاعة لله في قلوب المومنين.
7- أسباب النصر :
أ- الاستقامة مع المنهج الرباني، والطاعة لله تعالى في العسر واليسر، والتضحية بالأموال والأنفس في سبيل سلامة الدين واعلاء كلمة الله.
ب- وضوح الرؤية والهدف والتصور، فلم يكن الاستيلاء على قافلة قريش سوى مرحلة آنية لإزالة العدو من طريق الدعوة.
جـ- وجود قضية عادلة، وهي الدفاع عن دعوة الله، فلا توجد قضية أعدل من قضية الدّعوة التي هي رسالة الله عز وجل للإنسان.
د- قيادة حكيمة، فنجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتناوب مع ثلاثة من أصحابه على ركوب البعير، ويستشير أصحابه فيما لم ينزل فيه وحي، ويَعْمَلُ بالرأي الذي يَرَى أنه الحق قالَهُ من قاله، وذلك غاية التواضُع، وإشْراك كل الأصحاب في النصح وتحمُّل المسؤولية.